جمعية "حاملات الطيب" لتمكين المقدسيات

القدس.فلسطين.جمعية حاملات الطيب.هبة أصلان.الجزيرة نت (2)
جمعية حاملات الطيب حملت على عاتقها مسؤولية تمكين النساء

هبة أصلان-القدس

على بعد عدة أمتار من مدخل الباب الجديد داخل أزقة البلدة القديمة في القدس، تجلس السيدتان نورا قرط وإيفيت كُتّاب تتابعان الأعمال في مركز ميليا، وسط أشغال المطرزات الفلسطينية التقليدية التي أنتجتها النساء العاملات ضمن مشاريع المركز في القدس ومدن الضفة الغربية.

وأسست جمعية حاملات الطيب الأرثوذكسية عام 1926 كمركز صحي يقدم خدماته لأهالي البلدة القديمة والفقراء والمحتاجين، وتوسعت مشاريعها بعد عام 1988 فتم تأسيس مركز "ميليا" للفنون تخليدا لذكرى مؤسسة الجمعية ميليا حلبي.

وبعد عامين على تأسيس المركز، تضاعف عدد المستفيدات، يقابلهن 250 من المتدربات، حيث كانت البداية بإعطاء السيدات قروضا صغيرة بدون فوائد، وتحسين أدوات الإنتاج داخل البيوت، وتوفير أدوات التطريز والطبخ التي تحتاجها تلك النسوة.

مطبخ وصحة
وتقول رئيسة الجمعية نورا قرط إن أهالي القدس مروا بضائقة كبيرة خلال الانتفاضة الأولى، فجاءت هي وزميلات لها وباشرن أعمال التطريز وإعداد الأكلات الفلسطينية مع 15 سيدة.

نورا  وإيفيت أخذتا على عاتقهما إطلاق مشاريع نسوية تساعد المقدسيات في ظل ظروف اقتصادية صعبة 
نورا وإيفيت أخذتا على عاتقهما إطلاق مشاريع نسوية تساعد المقدسيات في ظل ظروف اقتصادية صعبة 

وأسست جميع مشاريع الجمعية داخل أزقة البلدة القديمة، ويفصل بين مركز "ميليا" ومطبخ "بنت البلد" محلان تجاريان، حيث يستقبل المطبخ في الطابق الأول منه الزبائن المحليين والمجموعات السياحية التي تناقصت أعدادها بسبب الأحداث السياسية.

وفي الطابق الثاني تنشغل العاملات في إعداد طلبية الفطائر التقليدية لإحدى مؤسسات المدينة. تقول سلفيا -وهي إحدى العاملات في المطبخ- إنها تعمل في المطبخ منذ ثلاث سنوات. وتضيف: أشعر أنني في منزلي، نعمل ونتعاون كأسرة واحدة، العمل ممتع وأستطيع تلبية جزء من احتياجات أسرتي بالراتب الذي أتقاضاه.

وتشير نورا إلى التضييق الذي تعرضت له عندما قدمت بلدية الاحتلال شكوى ضدهم للمحكمة بحجة أن سقف المطبخ منخفض وغير مطابق لشروط الصحة والسلامة، وأن عليهم إغلاقه مباشرة، لينتهي الموضوع بعد عدة جلسات داخل أروقة المحاكم بدفع مخالفة مالية فقط.

وفي العيادة الصحية التي تتخذ اليوم من أحد مرافق بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية مقرا لها، يجلس المرضى بانتظار دورهم إما لمراجعة الطبيب العام أو أحد الأخصائيين، أو لإجراء الفحوصات أو صور الأشعة، وربما لشراء الأدوية التي توفرها صيدلية المركز، وجميعها خدمات تقدم برسوم رمزية لا تتعدى سبعة دولارات. 

وتأسست عيادة الجمعية عام 1980، وبعد إغلاق عيادة "الهوسبيس" عام 1988 أصبحت الوحيدة داخل البلدة القديمة التي تستقبل المرضى، ومرت عليها ظروف عمل عصيبة خلال أحداث الانتفاضتين الأولى والثانية.

‪الاحتلال لاحق مطبخ 
‪الاحتلال لاحق مطبخ "بنت البلد" وغرمه بعد محاولات فاشلة لإغلاقه‬ الاحتلال لاحق مطبخ "بنت البلد" وغرمه بعد محاولات فاشلة لإغلاقه (الجزيرة نت)

 لكن اليوم وبعد افتتاح المراكز الصحية وصناديق المرضى الإسرائيلية المعروفة باسم "كوبات حوليم" أصبحت المنافسة شديدة ما أثر على عمل العيادة، ليرتادها اليوم نحو 12 ألف مستفيد فقط على مدار العام، معظمهم من غير حاملي البطاقة المقدسية، وفق طبيب الأسنان رائد الجعبة الذي يعمل في العيادة منذ 22 سنة.

متحف وجود
بين المحال التجارية عند درج حارة النصارى، يقع متحف "وجود" المبني على الطراز المملوكي، ويحتوي على مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية لمدينة القدس، ومقتنيات تم تجميعها أو تبرعت بها عائلات فلسطينية، تحكي قصة الحياة التقليدية لأهالي القدس وفلسطين، بدءا من أدوات الاستحمام والطبخ والألبسة ونسخ من الكتب السماوية وغيرها من المقتنيات.

تواجه أعمال الجمعية وخدماتها العديد من الصعاب، أبرزها العقبات المالية وغياب التمويل والدعم، يضاف إليها الحواجز التي تعيق وصول عدد من الموظفين البالغ عددهم 38. 

ومن المقرر أن تفتتح الجمعية قريبا ورشة لتعليم فن الرسم على السراميك، في ورشة العمل التي تتخذ من أحد المحال عند مدخل الباب الجديد مقرا لها، وهكذا تستمر الجمعية بأداء مهمتها وتمكين المرأة وخلق فرص العمل لهن.

المصدر : الجزيرة