آلات موسيقية إيقاعية بلمسة مقدسية تراثية

2-البكري وزيادة أثناء تصنيعهما آلة الدف
البكري وزيادة يطمحان لإنشاء مصنع للآلات الموسيقية الإيقاعية في السنوات الخمس القادمة (الجزيرة نت)
أسيل جندي-القدس

وُلدت فكرة صناعة الآلات الإيقاعية لدى الصحفي المقدسي رمزي البكري، بعدما بحث مطولا عن آلة الرق الإيقاعية بجودة عالية ولم يجدها، إذ تتاح في السوق المحلية آلات إيقاعية تجارية لا ترقى لمستوى العزف الاحترافي.

وقبل نحو عام أقدم البكري على صنع أول آلة بطريقة يدوية بحتة بعدما طلب منه شقيقه أن يشتري له آلة الكاخون الإيقاعية، فباشر بصنعها في منزله، وكانت النتيجة مرضية إلى حد كبير، ما دفعه للتفكير جديا -وبالشراكة مع صديقه الموسيقي المقدسي مجد زيادة- لإنشاء مشغل يختص بصنع الآلات الإيقاعية في القدس.

وهكذا كانت بداية مشروع لصناعة الآلات الإيقاعية التي تصدر صوتا بالنقر أو الضرب باستخدام العصا، ويقتصر المشغل حاليا على إنتاج الدف والرق والكاخون والطبل، على أن يتوسع مستقبلا في صناعة آلات إيقاعية أخرى.

وعن شغفه بتصنيع الآلات الموسيقية إلى جانب العزف ومهنة الصحافة يقول رمزي البكري إنه يعزف على آلة الرق منذ سنوات طويلة، لكن شغف التصنيع يشغله منذ عام "أبحرت في موقع يوتيوب وشاهدت الكثير من المقاطع لأتعلم طريقة طي الخشب وتطويعه بشكل دائري لصنع آلة الدف، وتدريجيا تمكنت من صنع أول دف بجودة عالية مع قابلية الدوزان (ضبط النغمة) بآلية النفخ".

آلة الرق مصنعة بأيد مقدسية ومزينة بالتطريز التراثي الفلسطيني (الجزيرة نت)
آلة الرق مصنعة بأيد مقدسية ومزينة بالتطريز التراثي الفلسطيني (الجزيرة نت)

تمييز بالتطريز
وعن تصنيع الدف بآلية النفخ التي اخترعها بالأساس شاب ألماني ولا يتجاوز عدد من يصنعونها بالعالم أصابع اليد الواحدة يوضح البكري: هذه الآلية مطلوبة جدا في الأسواق الآن، ويعود سبب اختراعها إلى أن الجلود التي تُصنع منها آلة الدف تتأثر بالرطوبة ويهبط دوزانها سريعا، ويضبط ذلك عادة البراغي المثبتة على محيط الدف، وهذا يُصعب على العازف المهمة خلال العرض الموسيقي، ومن هنا قررنا تصنيع الدف بآلية النفخ بتثبيت عجل بلاستيكي داخلي يتم نفخه عبر منفاخ خلال ثوان مما يتيح للعازف التحكم وتحقيق النوتة التي يريدها بزيادة النفخ أو تقليله".

ويقول المقدسيان البكري وزيادة إنهما أسسا المشغل الأول في الشرق الأوسط لصناعة آلة الدف عبر آلية النفخ، ولتمييز إنتاجهما أضافا إطارا من التطريز التراثي الفلسطيني على الآلات لإعطائها الهوية الفلسطينية، ونشر هذا التراث عالميا من خلال الآلات التي بدؤوا بشحنها لموسيقيين يعيشون خارج فلسطين.

وقال مجد زيادة إن المواد الخام المستخدمة في صنع الآلات هي جلود العجل والماعز والسمك المستوردة من أميركا ومصدرها الرئيسي باكستان، وتعد من أهم المواد التي تدخل في صناعة الآلات الإيقاعية بالإضافة للخشب والقماش.

وساعدت زيادة خلفيته الموسيقية عازفا على آلة الغيتار في تكوين فكرة شاملة عن نمط الصوت في الآلات المختلفة، وتحديد الصوت المرغوب وغير المرغوب من كل آلة، ثم العمل على تصنيع الآلات على أساس إصدار نمط معين من الصوت الذي يطمح له العازفون.

البكري: تصدير منتجاتنا للدول العربية يواجه صعوبات ويفوق تكلفة إنتاجها (الجزيرة نت)
البكري: تصدير منتجاتنا للدول العربية يواجه صعوبات ويفوق تكلفة إنتاجها (الجزيرة نت)

تحديات وصعاب
ومن الصعوبات التي واجهت مشروع الشابين عدم تمكنهما من جلب ماكنات حديثة تساعد على إنتاج آلات أكثر بوقت أقل، إضافة لصعوبة تسويق الآلات في فلسطين بسبب الوضع السياسي والاقتصادي الذي يعيق انتشارهما محليا.

وفي هذا الإطار تحدث البكري عن صعوبة شحن الآلات الموسيقية للبلاد العربية بسبب تكلفة الشحن العالية، إذ تفوق أحيانا سعر الآلة الذي يتراوح بين 300 و400 دولار، في حين يجدان سهولة في شحنها من القدس للدول الأوروبية.

ويحاول المقدسيان تسويق مشروعهما الوليد في صفحة أنشآها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ويتواصلان من خلالها مع عازفين على الآلات الإيقاعية من خارج فلسطين، ويدعونهم لزيارة الصفحة والتعليق على جودة الآلات بعد مشاهدة مقاطع فيديو ينشرانها بين الحين والآخر.

ويطمح المقدسيان البكري وزيادة لإنشاء مصنع للآلات الموسيقية الإيقاعية خلال السنوات الخمس القادمة بالإضافة لمعرض يضم الآلات المصنعة بأيد مقدسية.

المصدر : الجزيرة