عهد ترامب يسرّع الخطر على القدس

اللوبي الموالي لإسرائيل يساهم بحملتي كلينتون وترامب
الاحتلال الإسرائيلي أكثر المستبشرين بفوز دونالد ترامب بالرئاسة (الجزيرة)

هبة أصلان-القدس

لقي فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في سباق الرئاسة الأميركي ترحيبا واسعا في إسرائيل، عبّر عنه عدد من المسؤولين الذين سارعوا إلى تهنئة الرئيس الأميركي الخامس والأربعين الذي طالما أعلن عن دعمه وتأييده للحكومة الإسرائيلية، ودعوه لاتخاذ قرارات سياسية جريئة فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي.

فقد بارك وزير التعليم الإسرائيلي رئيس حزب "البيت اليهودي" نيفتالي بينت انتخاب ترامب رئيسا، ودعا لاعتبار فكرة الدولة الفلسطينية باتت من الماضي. واعتبر "عهد ترامب فرصة لإسرائيل للتراجع فورا عن فكرة إقامة دولة للفلسطينيين، لأنها ستضر بأمن إسرائيل وقضيتها العادلة".

أما الحاخام المتطرف يهودا غليك، فدعا الرئيس الأميركي المنتخب لزيارة المسجد الأقصى. في حين طلب رئيس بلدية القدس المحتلة نير بركات من ترامب أن يفي بوعده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، للاعتراف بالقدس "عاصمة موحدة لإسرائيل".

اقتحامات المستوطنين المتواصلة للمسجد الأقصى تهدف لتثبيت أمر واقع ولتهويد الحرم القدسي(الجزيرة)
اقتحامات المستوطنين المتواصلة للمسجد الأقصى تهدف لتثبيت أمر واقع ولتهويد الحرم القدسي(الجزيرة)

دعم كامل للاحتلال
وتعقيبا على هذه التصريحات، أشار المحلل السياسي الدكتور مهدي عبد الهادي إلى أن من السابق لأوانه معرفة الخطوات الأولية التي سيقوم بها ترامب فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، "نحن أمام شخصية متناقضة وشعاراتية، وعلينا أن لا نرفع سقف توقعاتنا بمستقبل مشرق مع هذا الرجل".

واستطرد قائلا "الملف الفلسطيني غير موجود على أجندة الرئيس المنتخب، معلوماته عن هذا الملف ضحلة، فأجندته مركزة على أمن وسلامة إسرائيل".

وفيما يتعلق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، أكد عبد الهادي أن الوجود الأميركي في المنطقة لا يحتاج إلى سفارة بقدر ما هو وجود عسكري، لكن تبقى للسفارة أهميتها الرمزية، فانتقالها يعني "لا اعترافَ بعاصمة للشعب الفلسطيني، وأن القدس جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل".

وفي معرض إجابته عن سؤال الجزيرة نت حول المطلوب فلسطينيا لمواجهة التحالف الأميركي الإسرائيلي، قال عبد الهادي "أمامنا خياران، إما أن نتعامل مع الأجندة الإسرائيلية كأمر واقع، أو أن نخطط لوقف الزحف الاستعماري الذي يعمل على تغيير كل ما هو موجود في المدينة المحتلة".

وتابع عبد الهادي "أمامنا ثلاثة أشهر قبل استلام ترامب للسلطة، فترة انتقالية ستشهد الكثير من الخطابات، علينا أن نفكر نحن كفلسطينيين إذا ما كنا قادرين على التصدي لموجة التطرف اليميني المتصاعدة".

‪الاحتلال يطالب ترامب بتسريع نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس لإعلانها عاصمة موحدة للاحتلال‬ (الجزيرة)
‪الاحتلال يطالب ترامب بتسريع نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس لإعلانها عاصمة موحدة للاحتلال‬ (الجزيرة)

الأقصى والاستيطان
وفيما يتعلق بتصريح غليك حول المسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة لجماعات المستوطنين، شدد الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس على أن "غليك لا يملك الوصاية على المسجد وهو غير مخول بدعوة أي إنسان لزيارة المكان، والحكومة الأردنية بصفتها وصية على المسجد الأقصى لن تسمح بمثل هذا الانتهاك".

وأشار الخطيب إلى أن إسرائيل ستستغل الفترة الانتقالية وتزيد من الاقتحامات، الأمر الذي يستدعي الأوقاف النظر بخطورة للموضوع، خاصة أنه يتم بالقوة وبحماية من جنود الاحتلال.

وحول الاستيطان في القدس، أكد خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية، على أن "إسرائيل ستستغل الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة لتزيد من الوحدات الاستيطانية في ظل غياب الرادع، فالحكومة الإسرائيلية لديها برنامج واضح المعالم فيما يتعلق بالقدس وستكمل مراحل تنفيذه".

وأشار التفكجي إلى أن إسرائيل ستبقى تنفذ مخططاتها ضمن ما تسمح به القرارات الدولية المتعلقة بالقدس، ناهيك عن الاتفاقات مع الأردن وخاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك.

المصدر : الجزيرة