المنصات تشكك في رهانات نتنياهو على تيك توك لتلميع صورة إسرائيل

تصاعد الجدل على المنصات إثر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مع مؤثرين أميركيين، حثهم فيه على استخدام منصتي "تيك توك" و "إكس" بوصفهما "سلاحا" لتلميع صورة تل أبيب أمام العالم.
وكان نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية- قد دعا مؤثرين أميركيين مؤيدين لموقف إسرائيل، لاستخدام منصتي "تيك توك" و"إكس" لتعزيز دعم إسرائيل وتحسين صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاءت دعوة نتنياهو هذه في وقت تزداد فيه عزلة إسرائيل، وفشل جهودها في الدعاية لسرديتها الخاصة وإقناع الرأي العام العالمي بها، خاصة بعد الانسحاب الجماعي الكبير لعدد من الوفود المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة من القاعة حين بدأ نتنياهو بإلقاء كلمته.
ودفع هذا الحرج الديبلوماسي نتنياهو للجوء لمؤثرين أميركيين مؤيدين لإسرائيل في مقر القنصلية الإسرائيلية بنيويورك، وتحدث معهم عن أهمية ما وصفه بـ"سلاح" منصتي تيك توك وإكس في تعزيز دعم إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وركز نتنياهو على أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لكونها "أدوات المعركة" في دعم موقف إسرائيل لتنتصر في حربها على غزة، وذكر أن الأسلحة تتغير بمرور الوقت فلا يمكن الاكتفاء بالقتال بـ"السيف" فقط في معركة تستلزم الانخراط فيها بكل العتاد، وقال إن منصة مثل "تيك توك هي رقم واحد" في حسم موقفه العالمي، وأشار إلى التعاون مع إيلون ماسك مالك منصة "إكس" ووصفه بالصديق لا العدو.
وفي سياق زيادة المؤشرات على عزلة إسرائيل، نشر موقع نيويورك بوست في الشهر الماضي دراسة تؤكد أن أكثر من 60% من جيل زد في الولايات المتحدة يعبّرون عن دعمهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل.
وفي وقت سابق، أظهرت دراسة لمركز بيو للأبحاث الأميركي أن الشباب الأميركيين تحت سن الثلاثين يميلون أكثر للتعاطف مع الشعب الفلسطيني.
المنصات كسلاح
وأحدث هذا اللقاء جدلا كبيرا بين النشطاء على منصات التواصل وتداول كثيرون مشاهد وتصريحات لنتنياهو، ورصدت حلقة (2025/09/29) من برنامج "شبكات" جانبا من ردود فعل النشطاء على هذا اللقاء.
فتحدث الناشط إبراهيم عن ما وصفه بـ"خطة نتنياهو الجديدة"، والمتمثلة في شراء الإعلام والمؤثرين ومحاولات السيطرة على منصة تيك توك في الولايات المتحدة، وكتب:
خطة نتنياهو الجديد شراء الإعلام والمؤثرين، شراء تيكتوك في أميركا وشكلوا بلش بالإعلام العربي، الصهاينة خسروا المعركة الإعلامية، وبدهم يرجعوها".
أما حساب باسم "الوعي" فرأى أن الجماهير باتت أكثر وعيا وكشفت أدوات الخداع النفسي التي تمارسها إسرائيل، فعلّق:
الناس تمكنّت ووعت وأدركت الخدع النفسية التي كانت تمارسها إسرائيل وكشفت كل أدواتها فمهما حاولت تلميع نفسها لن تنجح لأن الناس تعلموا أن يميّزوا الحقيقة".
وتحدث الناشط غازي عن تخصيص نتنياهو الحديث عن "تيك توك" و"إكس"، مؤكدا أن الحرب الإعلامية أخطر من العسكرية لأنها تهيئ لها وتقلب الحقائق. فكتب:
"تحدث نتنياهو عن تطبيقي تيكتوك وإكس، يعرفون أن الحرب الإعلامية أهم من العسكرية، فهي الممهدة المبررة لها التي تجعل المظلوم ظالم وتقلب الحقائق."
ولفت الناشط عمر إلى أن الحالة الإيجابية التي أحدثتها غزة وحدت الملايين من شباب العالم في مواجهة التضليل الإعلامي في تغريدة له، فكتب:
غزة وحدت مئات الملايين من شباب العالم للدفاع عنها و محاربة إمبراطوريات التضليل الإعلامي و نجحوا في ذلك و أصبح العالم يتكلم غزة. لم ينتبه العدو وأنصاره إلى هذا الأسلوب الجديد من الحرب حتى فات الأوان.
أما الناشط ريان، فأشار إلى أن إسرائيل تدرك قوة تيك توك كمرجع أساسي للشباب، وغرّد :
إسرائيل تعرف جيدا أن تيكتوك أصبح الآن مرجع الشباب في العالم.. وتيكتوك في أميركا تخلت عنه الصين مقابل عدم حظره يعني إسرائيل ستستخدمه.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع على مقترح يبقي تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة دون حظرها، في صفقة قدرت بـ14 مليار دولار، على أن تدير أعمالها في الولايات المتحدة مجموعة شركات أميركية، مع احتفاظ الشركة الصينية الأم بحصة تقل عن 20%.
لكن لم يحضر أي ممثل عن الشركة الصينية الأم للتطبيق (بايت دانس) حفل التوقيع، ولم تُعلن الشركة عن حدوث صفقة، لكن تقدر القيمة السوقية للشركة بـ 330 مليار دولار، كما تقدر قيمة عملياتها في السوق الأميركي بنحو 35 مليار دولار.