تحليل للجزيرة يكشف حقيقة هبوط طائرة إسرائيلية في مطار حميميم العسكري بسوريا

اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي في سوريا بعد تداول صورة قيل إنها توثق هبوط طائرة إسرائيلية داخل مطار حميميم العسكري بالقاعدة الروسية، التي تشكل منذ 2015 مركزا رئيسيا لعمليات موسكو الجوية في البلاد.
وقد رافق انتشار الصورة سيل من التعليقات الغاضبة، واتهامات بوجود "تنسيق غير معلن" بين روسيا وإسرائيل، في حين طالب ناشطون بتوضيح رسمي من السلطات السورية.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsوتداولت حسابات موثقة على منصتي فيسبوك وإكس الصورة -التي قيل إنها التقطت يوم السبت 13 سبتمبر/أيلول الجاري- بشكل مكثف، مما فتح باب التكهنات بشأن أبعاد وجود الطائرة في هذا التوقيت تحديدا.
#متداول
طائرة #إسراييلية في مطار #حميميم pic.twitter.com/ItPbBsvz61— محمد هويدي (@MohammedHawaidi) September 14, 2025
ورأى ناشطون أن وجود طائرة تحمل العلم الإسرائيلي داخل القاعدة الروسية قد يكون مؤشرا على "تنسيق غير معلن" بين موسكو وتل أبيب، وتساءل آخرون إن كان ذلك قد تم بعلم السلطات السورية أم بقرار منفرد من الجانب الروسي.
🚨 || صورة ملتقطة اليوم من داخل مطار حميميم بريف اللاذقية تُظهر إحدى الطائرات وعليها العلم الاسـرائيلي، فيما لم يتم تأكيد إذا كان التواجد بموافقة الجولاني، أو استفراد الدب روسي بالقرار. pic.twitter.com/mxefhVgr81
— إدلب Online (@idleb_online) September 13, 2025
وزاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" من حدة الجدل بعد أن نشر صورة أرشيفية مرفقة بتساؤلات حول مدى اطلاع وزير الدفاع السوري والقيادة العسكرية على هبوط الطائرة الإسرائيلية، داعيا إلى تقديم توضيح للرأي العام.
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) September 13, 2025
تحليل بصري
فريق "الجزيرة تحقق" أجرى عملية تتبع دقيقة لمصدر الصورة المثيرة للجدل، لفحص سياقها الجغرافي والزماني، والتأكد من مسار الطائرة وهوية الرحلة.
وخضع المشهد المتداول لتحليل بصري معمق، تمت خلاله مقارنته بصور جوية حصرية لـ"الجزيرة" لقاعدة حميميم التقطت في 7 أبريل/نيسان 2025.
وكشفت النتائج عن اختلافات جلية في شكل المدرجات والمباني المحيطة، مما عزز الشكوك بشأن عدم صحة الادعاء المتداول.

لم يتوقف التحقيق عند حدود التحليل البصري، إذ قاد البحث إلى خيط جديد، فقد عثر على صور ومقاطع فيديو حديثة في حساب يحمل اسم (Ren Ren) على فيسبوك وإنستغرام، وتظهر بوضوح وجود طائرة إسرائيلية على مدرج مطار بوكيت الدولي في تايلند، إلى جانب طائرات تابعة لشركات أخرى، بالتزامن مع توقيت تداول الصورة المثيرة للجدل.
وقادتنا هذه المشاهد إلى إعادة رسم المشهد بعيدا عن سوريا، إذ نشر الشاب نفسه مقطع فيديو آخر أمس الاثنين عبر خاصية "ستوري إنستغرام" من الموقع ذاته، يؤكد أن الصورة المتداولة -على أنها من سوريا- التقطت من نفس زاوية تصوير فيديو الشاب الذي عرف نفسه بأنه مقيم في الفلبين.

مقارنات
وقارن فريق "الجزيرة تحقق" صورة الطائرة الإسرائيلية بمجموعة صور وفيديوهات من خدمة "التجول الافتراضي" في خرائط غوغل، وتبين التطابق البصري الكامل، مما ينفي بشكل قاطع أن تكون الصورة قد التقطت في سوريا، بل في تايلند.

مسار الطائرة
في السياق ذاته، أظهر تحليل الطائرة الإسرائيلية أن مظهرها العام مطابق لشكل طائرات شركة العال الإسرائيلية.
وبمراجعة البيانات الملاحية لكل الطائرات الظاهرة في المطار، التابعة للخطوط الجوية الإماراتية والصينية ولشركة إنديغو، توصلنا إلى أن الطائرة محل البحث هي من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر وتحمل رقم التسجيل "4إكس-إي دي إن" (4X-EDN).

وأظهرت بيانات ملاحية من موقع "رادار بوكس" المتخصص في تتبع حركة الطائرات، أن الطائرة نفسها كانت قد وصلت إلى مطار بوكيت يوم 11 سبتمبر/أيلول الماضي.

وتكشف البيانات أن الطائرة أقلعت من المطار نفسه متجهة إلى مطار بن غوريون في تل أبيب الساعة 3:35 مساء بالتوقيت العالمي يوم 13 سبتمبر/أيلول الجاري.
الخلاصة
من خلال التحليل البصري والملاحي، والتدقيق في السياق الزمني والجغرافي للمشاهد، تبين أن الصورة المتداولة -المنسوبة إلى سوريا- التقطت في مطار بوكيت الدولي بتايلند بين 11 و13 سبتمبر/أيلول الجاري، ولا علاقة لها بسوريا من قريب أو بعيد.