اجتماع للكابينت وسط انقسام إسرائيلي بشأن صفقة الأسرى مع حماس

Israeli cabinet convene for approval of ceasefire accord with Hamas- - JERUSALEM - JANUARY 17: (----EDITORIAL USE ONLY – MANDATORY CREDIT - 'KOBY GIDEON (GPO) / HANDOUT' - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS----) Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu chairs meeting as the Israeli Security Cabinet gather to approve a cease-fire agreement and a prisoner swap deal with Hamas, in West Jerusalem on January 17, 2025. The proposed agreement, designed to end the ongoing war on Gaza, includes an exchange of hostages held by Hamas for Palestinian prisoners detained in Israeli jails.
اجتماع الكابينت أمس انتهى بخلافات من دون التوصل إلى أي قرار بشأن غزة (الأناضول- أرشيف)

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية -اليوم الاثنين- أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عقد اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومشاركة وزراء وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، لمناقشة إطلاق سراح الأسرى ومستقبل الحرب في قطاع غزة.

يأتي هذا الاجتماع، الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة، في ظل حالة من الانقسام بين القادة السياسيين في إسرائيل بشأن مساعي الوصول لاتفاق تبادل، بين مُطالب بوقف الأعمال القتالية لإطلاق سراح الأسرى ورافض لأي صفقة ولو جزئية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

كذلك ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن نتنياهو سيغادر إلى واشنطن الأحد المقبل، وقد يمكث فيها حتى نهاية الأسبوع.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن تل أبيب تريد التوصل إلى اتفاق تبادل في غزة، "لأن الخطر على حياة المحتجزين يزداد يوما بعد يوم"، مشيرا إلى استعداد الحكومة الإسرائيلية "لإبداء مرونة" من أجل التوصل إلى اتفاق.

لكنه أكد أن حركة حماس تريد ضمانا مؤكدا بأن الحرب ستنتهي، لكنها لن تحصل على ذلك، مشددا على أن إسرائيل "لن توافق على التزام مسبق بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيؤدي لإنهاء الحرب".

لا تقدم

وكان المجلس الوزاري المصغر عقد -أمس الأحد- اجتماعا خُصص لمناقشة مستقبل الحرب، وانتهى بخلافات من دون التوصل إلى أي قرار.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الوزراء أُبلغوا خلال الاجتماع بأنه لم يتم إحراز تقدم نحو اتفاق لإعادة الأسرى.

وشهد الاجتماع جدلا بين مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين، إذ عبّر أعضاء في الحكومة عن رفضهم ادعاء الجيش أن عملية "عربات جدعون" شارفت على نهايتها، مؤكدين أن حماس لم تُهزم بعد.

كما نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مقربين من نتنياهو أنه لم يتنازل عن أهداف الحرب، وأن المطروح حاليا هو صفقة وفق مخطط المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وأنه يمكن العودة بعدها إلى القتال.

إعلان

خلافات

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن إسرائيل لا تستفيد شيئا من استمرار الحرب في غزة، ويجب التوصل إلى صفقة تضمن الإفراج عن جميع المحتجزين.

وأضاف أن الجيش لم يعد يملك أي أهداف في قطاع غزة، وأن احتلال القطاع ليس في مصلحة إسرائيل، داعيا لإبقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة غلاف غزة.

كما طالب رئيس حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس بإعادة كل الأسرى من غزة دفعة واحدة وبأسرع وقت.

وقال غانتس إنه يجب التوصل لاتفاق يضمن إعادتهم جميعا مهما كلف ذلك إسرائيل حتى لو كان وقفا طويلا لإطلاق النار.

وأضاف أن هناك حاجة لحكومة إجماع وطني، معربا عن دعمه لأي إجراء يفضي لتحرير الأسرى.

كما قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان إنه تجب إعادة كل الأسرى الإسرائيليين في غزة دفعة واحدة حتى لو كان ذلك بإنهاء الحرب.

وقال ليبرمان إنه "لا يعلم ما إستراتيجية إسرائيل في قطاع غزة أو ما الذي تفعله هناك".

واعتبر أن حركة حماس قائمة حتى الآن بفضل المساعدات التي تدخلها إسرائيل إلى القطاع.

قي المقابل، عارض وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بشدة أي صفقة جزئية مع حماس، مؤكدا أنه "يجب تحرير المختطفين، لكن ليس على حساب أمن بلادنا".

وشدد الوزير اليميني المتطرف على أن تحرير الأسرى يجب أن يتم عبر القوة ومنع تهديد حماس، داعيا إلى تشجيع ما سماها "الهجرة الطوعية" من غزة وإنهاء مشكلة القطاع للأبد، وفق تعبيره.

عائلات الأسرى

تتزامن هذه الردود السياسية مع ترحيب هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بإعلان نتنياهو تحديد إعادة الأسرى كأولوية قصوى، وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب التي مر عليها أكثر من 20 شهرا.

وقالت الهيئة إن تصريحات نتنياهو رغم أهميتها البالغة، "يُفترض أن تفضي إلى صفقة واحدة لإعادة المختطفين الـ50 دفعة واحدة وإنهاء القتال في غزة".

وأضافت أن معظم الإسرائيليين يدركون أن السبيل الوحيد لإطلاق سراح الجميع هو اتفاق شامل يوقف القتال.

ودعت الهيئة نتنياهو إلى اتخاذ قرار يقدم الاعتبارات الأخلاقية والرسمية والعملياتية على أي اعتبارات شخصية أو سياسية، قائلة إنه اختار حتى الآن عدم اتخاذ القرار اللازم، رغم إرادة الشعب.

ضغوط أميركية

على صعيد آخر، أكد مسؤول أميركي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الولايات المتحدة تخطط للضغط على وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لإنهاء حرب غزة، قبيل زيارته المرتقبة إلى واشنطن.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد دعا في وقت سابق -عبر منصته "تروث سوشيال"- إلى إنجاز الاتفاق بشأن غزة واستعادة المحتجزين.

وقال ترامب إن نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع حماس تشمل استعادة "الرهائن"، وإن ما وصفها بمهزلة محاكمة نتنياهو ستؤثر على المفاوضات مع حركة حماس وإيران.

وأشار ترامب إلى أن بلاده تنفق مليارات الدولارات لحماية ودعم إسرائيل، ولن تسمح بهذه المحاكمة.

يشار إلى أن إسرائيل تقدر وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

إعلان

وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلفت نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المصدر: الجزيرة

إعلان