معركة عنيفة للجيش الأوغندي ضد متمردين شرق الكونغو الديمقراطية

KEN01 - KISORO, -, UGANDA : Some of the Democratic Republic of Congo's M23 rebels who surrendered to the Ugandan army stand in an isolated location in the village of Rugwerero in the Kisoro district, about 500 kms west of Kampala, on November 8, 2013. Over 1,500 M23 rebels have surrendered after the FARDC army took over one of the rebel strongholds of Bunagana. The government of the Democratic Republic of Congo and the defeated M23 rebels will sign a peace deal on November 11, Kinshasa and Kampala said, with Uganda adding it will not send the fleeing insurgents back across the border. The March 23 Movement (M23) ended its 18-month insurgency after a resounding defeat at the hands of the FARDC. AFP PHOTO/ ISAAC KASAMANI
متمردون من الكونغو يستسلمون للجيش الأوغندي (الفرنسية)

في واحدة من أعنف المواجهات المسلحة خلال العام الجاري، أعلنت القوات المسلحة الأوغندية، الجمعة، مقتل 242 مقاتلا من مليشيا "تعاونية تنمية الكونغو"، في اشتباكات دامية وقعت يومي 19 و20 مارس الجاري، بمنطقة فاتاكي في إقليم دجوغو، شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقالت قيادة الجيش الأوغندي إن هذه العملية تمثل "أكبر مواجهة برية" ضد هذه المجموعة منذ دخول القوات الأوغندية الأراضي الكونغولية في 2021، مشيرة إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد هجوم كبير شنّه مقاتلو المليشيا على موقع عسكري أوغندي.

soldiers walk on their way to Rwindi on July 9, 2012. Congolese mutineers on July 9, 2012 pulled out of the key eastern town of Rutshuru, near the borders with Uganda and Rwanda, a day after seizing it. The M23 movement -- a group of former Tutsi rebels who had been integrated in the regular army in 2009 -- has been battling Democratic Republic of Congo troops since May. In recent days, the rebels had seized several towns in the troubled Nord Kivu province, including Rutshuru, which lies some 20 kilometres (12 miles) from the Ugandan border, half-way between Lake Edward and Lake Kivu. AFP
حركة "إم23" واحدة من عدة حركات تقاتل قوات حكومة الكونغو الديمقراطية (الفرنسية)

وصرّح المتحدث باسم الجيش العقيد كريس ماجيزي أن القوات الأوغندية تمكنت من صد الهجوم وقتل 31 مسلحا في اليوم الأول، و211 في اليوم التالي، إضافة إلى تدمير معدات واستعادة أسلحة من قبضة المليشيا. كما أشار إلى مقتل جندي أوغندي وإصابة 4 آخرين خلال العمليات.

في المقابل، نفت مليشيا تعاونية تنمية الكونغو الرواية الأوغندية، مؤكدة في بيان أن عدد قتلاها لم يتجاوز مقاتلين اثنين، في حين زعمت أن الجيش الأوغندي تكبّد خسائر أكبر مما أعلن رسميا.

من جهتها، أفادت مصادر مستقلة، بينها الأمم المتحدة، بأن عدد القتلى أقل من الأرقام الرسمية، حيث قدرت الحصيلة بنحو 70 من عناصر تعاونية تنمية الكونغو و12 جنديا أوغنديا، وسط غياب التحقق المستقل من تلك المعطيات الميدانية.

إعلان

خلفية النزاع

تُعد مليشيا تعاونية تنمية الكونغو من أبرز الجماعات المسلحة الناشطة في إقليم إيتوري، وتواجه اتهامات متكررة بارتكاب فظائع ضد المدنيين، تشمل مذابح وعمليات تهجير قسري.

People displaced by war gather at a market in the middle of a makeshift camp near Goma in eastern Congo February 11, 2009. Rwandan Hutu rebels are melting into eastern Congo's bush before advancing Rwandan and Congolese forces, in a sign the surprise joint offensive will not quash militia groups at the heart of 15 years of conflict. REUTERS/Finbarr O'Reilly (DEMOCRATIC REPUBLIC OF CONGO)
نازحون من الحرب يتجمعون في سوق بمعسكر مؤقت قرب غوما شرق الكونغو (رويترز)

وتزعم الجماعة أنها تدافع عن مصالح قبائل ليندو الزراعية في وجه رعاة هيما، في نزاع عرقي يعود إلى عقود.

وكانت أوغندا قد نشرت قواتها في الكونغو بموجب اتفاق أمني مشترك مع كينشاسا لملاحقة جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة"، المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.

غير أن العمليات توسّعت لاحقا لتشمل مليشيات أخرى، مثل تعاونية تنمية الكونغو، خاصة بعد تصاعد الهجمات ضد مواقع عسكرية ومدنية.

أزمة متفاقمة شرق البلاد

تصميم خاص - خريطة مدينة بوكافو - الكونغو الديمقراطية
خريطة الكونغو الديمقراطية (الجزيرة)

وفي فبراير/شباط 2025، عزّزت أوغندا وجودها العسكري في إقليم إيتوري لتأمين حدودها الشرقية ومنع تسلل المقاتلين، إلى جانب احتواء موجات النزوح الناتجة عن أعمال العنف المتصاعدة.

ورغم جهود بعثة الأمم المتحدة (مونوسكو) ومحاولات التهدئة الإقليمية، لا تزال مناطق شرق الكونغو تغرق في الفوضى، وسط صراع على الموارد الطبيعية مثل الذهب والكولتان، وتنامي الانقسامات الإثنية، ما يُبقي المنطقة على صفيح ساخن مفتوح على احتمالات أكثر دموية.

المصدر : الصحافة الأجنبية + رويترز

إعلان