صحيفة إيست أفريكا: لماذا تنشر أوغندا قواتها في جوبا؟

President of South Sudan, Salva Kiir (R) shakes hands with arch-rival South Sudan's opposition leader Riek Machar (L) during peace talks at Uganda's statehouse in Entebbe where they were received by Ugandan President Yoweri Museveni (C) on July 7, 2018. (Photo by SUMY SADURNI / AFP)
الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني يتوسط رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت (يمين) ونائبه رياك مشار (الفرنسية)

في خطوة أثارت جدلا واسعا، أعلنت أوغندا عن إرسال قوات عسكرية إلى العاصمة جوبا في جنوب السودان، بناءً على طلب رسمي من الرئيس سلفاكير حسب ما تقول صحيفة إيست أفريكا التي تصدر في كينيا.

ويهدف هذا التحرك، وفق قول الصحيفة، إلى تقديم دعم أمني لحماية حكومة سلفاكير في ظل تصاعد التوترات العسكرية والسياسية، خاصةً في الفترة الأخيرة التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة.

South Sudanese military police officers sit on a pickup truck as they monitor the area during a South Sudanese Unified Forces deployment ceremony at the Luri Military Training Centre in Juba on November 15, 2023. Hundreds of former rebels and government troops in South Sudan's Unified Forces were deployed at a long-overdue ceremony on November 15, 2023, marking progress for the country's lumbering peace process. (Photo by Peter Louis GUME / AFP)
الشرطة العسكرية في جنوب السودان خلال عملية تمشيط في جوبا (الفرنسية)

جاء هذا التدخل الأوغندي بعد أيام من انعدام الاستقرار في العاصمة جوبا.

دوافع التدخل الأوغندي

وتساءلت صحيفة "إيست أفريكا" في تقرير لها حول دوافع هذه الخطوة وأبعادها الإقليمية والدولية في ظل التدهور الأمني الذي شهده جنوب السودان في الأيام الأخيرة، خاصة العاصمة التي تعرضت عدة مناطق فيها لما يشبه الانفلات الأمني.

وأفاد التقرير بأن هناك جماعات مسلحة شكلت تهديدا كبيرا للقوات الحكومية من بينها مليشيات مرتبطة بنائب الرئيس رياك مشار، الذي توترت علاقته بالرئيس.

وتعد هذه الجماعات المسلحة طرفا رئيسيا في النزاع المستمر منذ 2013، والذي أودى بحياة مئات الآلاف وأدى إلى نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.

إعلان

في ضوء هذه الأوضاع، تقول الصحيفة، إن الرئيس سلفاكير طلب الدعم العسكري من أوغندا، التي كانت قد تدخلت سابقا في الصراع، وذلك لضمان استمرار حكمه وحماية العاصمة من أي تمرد محتمل.

South Sudan's President Salva Kiir Mayardit arrives for the Intergovernmental Authority on Development (IGAD) 42nd Extraordinary Session, at the State House in Entebbe, Uganda January 18, 2024. REUTERS/Abubaker Lubowa
رئيس جنوب السودان سلفاكير طلب تدخل القوات الأوغندية (رويترز)

وفقا لما ورد في التقرير، فقد كانت هناك حالة من الارتباك حول مدى صحة هذه الأنباء في البداية، حيث نفت بعض المصادر الأوغندية أن تكون القوات قد تم نشرها.

ومع ذلك، أُعلن لاحقا أن البرلمان الأوغندي وافق على إرسال القوات، مما يسلط الضوء على التصعيد الكبير في المنطقة.

علاقة أوغندا وجنوب السودان

وأكد تقرير الصحيفة أن أوغندا تعتبر واحدة من الدول التي لها علاقة وطيدة بحكومة جنوب السودان منذ سنوات.

ففي عام 2013، أرسلت أوغندا قواتها لدعم حكومة سلفاكير ضد المتمردين بقيادة رياك مشار في خضم الحرب الأهلية التي اندلعت حينها.

تصميم خاص خريطة جنوب السودان
خريطة جنوب السودان (الجزيرة)

ومنذ ذلك الحين، استمرت العلاقات الأمنية بين الدولتين، وهو ما يفسر التدخل العسكري الحالي، حسب الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن هذا التعاون ظل في إطار اتفاقيات أمنية بين الحكومتين، حيث تتبادل الدولتان الدعم العسكري لمواجهة التهديدات الداخلية.

في الوقت نفسه، تبرر أوغندا تدخلها بالقول إن هذا القرار يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومنع انهيار الحكومة المركزية في جوبا.

أبعاد التدخل الأوغندي

أفاد التقرير بأن أوغندا تعتبر أن تدخلها العسكري في جنوب السودان هو خطوة ضرورية لحفظ السلام في المنطقة، ومنع انزلاق جنوب السودان إلى مزيد من الفوضى.

ووفقا للمتحدثين باسم الحكومة الأوغندية، يهدف نشر القوات إلى تعزيز الاستقرار الأمني، خصوصا في المناطق التي شهدت نزاعات شديدة في الماضي.

ومن المتوقع أن تركز القوات الأوغندية على تنفيذ عمليات حفظ السلام، بما في ذلك تعزيز وجودها في العاصمة جوبا والمساعدة في تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة بين الأطراف المتنازعة.

إعلان

لكن البعض يعتقد أن لأوغندا أهدافًا أعمق تتجاوز حفظ السلام، فالتدخل يمنحها نفوذًا سياسيًّا في جنوب السودان، ما يعزز دورها كلاعب إقليمي مؤثر.

إضافةً إلى ذلك، يربط محللون التدخل بالمصالح الاقتصادية، إذ يُعد جنوب السودان سوقًا مهمًّا للمنتجات الأوغندية، خاصةً في قطاع النفط والموارد الطبيعية.

ومن خلال ضمان الاستقرار في جوبا، تضمن أوغندا استمرار تدفق الصادرات والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

النظرة الإقليمية والدولية للتدخل

على الصعيد الإقليمي، قد يؤثر تدخل أوغندا في جنوب السودان على العلاقات بين دول الاتحاد الأفريقي، حيث يعتبر البعض أن هذه الخطوة قد تكون بداية لفتح الباب أمام مزيد من التدخلات العسكرية في دول أخرى بالمنطقة.

وهذا يثير قلق بعض الحكومات الإقليمية، التي تخشى أن تتحول التدخلات العسكرية إلى حالة من الاستنزاف العسكري المستمر، حسب الصحيفة.

أما على الصعيد الدولي، فإن تدخل أوغندا في جنوب السودان قد يثير ردود فعل مختلطة.

فبينما قد ترى بعض الدول أن هذا التدخل ضروري لضمان الاستقرار في المنطقة، قد تعتبر دول أخرى أنه يعزز دور أوغندا كقوة إقليمية قد تؤثر على تطورات النزاع الداخلي في جنوب السودان.

المصدر : الصحافة الأجنبية

إعلان