بوتين يؤكد امتلاك زمام المبادرة وزيلينسكي يشكو "أسطول الظل"

زيلينسكي (يمين) دعا شركاء بلاده إلى اتخاذ خطوات ملموسة للرد على "تصرفات روسيا" (أسوشيتد برس)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده سيطرت على نحو 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا خلال العام الجاري وتمتلك زمام المبادرة هناك، في حين اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا باستخدام "أسطول الظل" لزعزعة استقرار أوروبا.

وأوضح بوتين -خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في عيد ميلاده 73 أمس الثلاثاء- أن القوات الأوكرانية تتراجع على مختلف جبهات القتال، مضيفًا أن محاولات كييف لقصف العمق الروسي لن تغيّر من مسار الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات ونصف، حسب قوله.

كما أفاد نص من تصريحات بوتين صادر عن الكرملين بأن القوات الروسية "تمتلك حاليًا زمام المبادرة الإستراتيجية بالكامل" وأنها "حررت هذا العام نحو 4900 كيلومتر مربع و212 منطقة".

وأضاف بوتين أن أهداف ما يسميها "العملية العسكرية الخاصة" التي أطلقتها موسكو في فبراير/شباط 2022 لا تزال قائمة، وهي "نزع السلاح واجتثاث النازية من أوكرانيا"، حسب تعبيره.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فقد سيطرت قواتها على قريتين جديدتين على الجبهة، التي تمتد -وفق القائد الأعلى للقوات الأوكرانية- لمسافة 1250 كيلومترًا.

كما قالت رئاسة هيئة الأركان العامة الروسية، إن قواتها "تتقدم فعليًا في جميع الاتجاهات"، وإن القوات الأوكرانية تركز على إبطاء هذا التقدم، مشيرة إلى أن أعنف المعارك تدور في بوكروفسك والمناطق المؤدية إلى دنيبروبتروفسك.

في المقابل، أفادت مصادر أوكرانية بأن قوات كييف حققت تقدمًا في منطقة دونيتسك، خاصة حول بلدة دوبروبيليا القريبة من مركز بوكروفسك اللوجستي، كما أعلن زيلينسكي استعادة السيطرة على أراضٍ في منطقة سومي الحدودية.

"أسطول الظل"

وقد اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالسعي إلى زعزعة استقرار أوروبا عبر استخدام الطائرات المسيّرة في أعمال تخريبية.

إعلان

وقال زيلينسكي، في كلمة مصورة مساء أمس الثلاثاء، إن موسكو تستخدم ما يُعرف بـ"أسطول الظل" ليس فقط لتمويل الحرب من خلال نقل النفط، بل أيضًا لتنفيذ عمليات تخريب ومحاولات لزعزعة الاستقرار في القارة الأوروبية.

وأشار إلى أن "عمليات الإطلاق الأخيرة للطائرات المسيّرة من ناقلات نفط تمثل أحد هذه الأمثلة"، مستندًا إلى معلومات استخباراتية حصلت عليها الأجهزة الأوكرانية.

ولم تؤكد أي جهة رسمية بعد مصدر الطائرات المسيّرة التي رُصدت مؤخرًا في دول مثل الدانمارك وألمانيا، في حين نفت روسيا أي علاقة لها بالأمر.

وأكد زيلينسكي أن بلاده تشارك المعلومات الاستخباراتية مع شركائها، داعيًا إلى اتخاذ خطوات ملموسة للرد على ما وصفه بـ"تصرفات روسيا"، مشيرًا إلى أن هناك اجتماعات ومفاوضات مرتقبة، بعضها علني والآخر سري.

صواريخ توماهوك

من جانبه، ألمح ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، إلى أن القوات الأوكرانية قد تستخدم هذه الطائرات بشكل استفزازي بهدف جرّ أوروبا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تنتج أيضًا طائرات مسيّرة بعيدة المدى.

وقد جددت موسكو انتقادها الخطط الأميركية لتزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"، معتبرة أن ذلك يمثل تصعيدًا خطيرًا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين سبق أن حذر من أن هذه الخطوة لن تغيّر الوضع الميداني لصالح كييف، لكنه أشار إلى أن بعض هذه الصواريخ قد تحتوي على مكونات نووية.

وأضاف بيسكوف أن الاتحاد الأوروبي "رهينة للسياسات المتطرفة التي تنتهجها بولندا ودول البلطيق"، على حد وصفه.

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "يريد أن يعرف ما الذي تخطط أوكرانيا لفعله بصواريخ توماهوك أميركية الصنع قبل الموافقة على توريدها لأنه لا يريد تصعيد الحرب الروسية ضد أوكرانيا".

وكان الرئيس الأوكراني قد طلب من الولايات المتحدة بيع صواريخ توماهوك إلى دول أوروبية لترسلها بدورها إلى أوكرانيا.

ويصل مدى صواريخ توماهوك إلى 2500 كيلو متر، مما يضع موسكو في مدى الترسانة الأوكرانية في حال حصول كييف عليها.

وقد أعلنت روسيا -أمس الثلاثاء- أنها اعترضت ليلا 210 مسيرات أوكرانية، فيما تواصل كييف ضرب الأراضي الروسية بالمسيرات لليوم الثاني على التوالي.

ويأتي ذلك في ظل تواصل الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا لاسيما عبر المسيّرات، على الرغم من أن الجانبين يقولان إن الضربات التي يتبادلانها تهدف إلى تدمير البنية التحتية ذات الصلة بالمجهود الحربي بشكل عام.

المصدر: الألمانية + رويترز

إعلان