إرث نتنياهو.. بطل هزيمة 7 أكتوبر و"أبو القنبلة الإيرانية"؟
لن يمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في الذاكرة الجمعية الإسرائيلية مرور الكرام، فالرجل الذي سجل نفسه الأكثر بقاء في رئاسة الحكومة والأكثر إثارة للجدل يرتبط اسمه بأكبر هزيمة في تاريخ إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي محاولة للهروب من ذلك يراكم -باستمراره في الحرب- المخاطر الوجودية على إسرائيل، وقد يصبح في المستقبل معروفا في نظرهم بكونه "أبا القنبلة النووية الإيرانية".
بين ذاكرتين
يُصادف سبتمبر/أيلول الجاري، ذكرى مرور 17 عاما على تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور، الذي تعتبره إسرائيل من أبرز إنجازاتها الإستراتيجية، في عهد رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت (2006-2009).
وُصم أولمرت بكونه أول رئيس حكومة إسرائيلية يدخل السجن (عام 2016) بتهم فساد، وهو من أشد المعارضين لنتنياهو، ويرى أنه يعمل على تدمير إسرائيل، لكن يحسب له -في الذاكرة الجمعية الإسرائيلية- أنه خلّص إسرائيل من تهديد نووي وشيك.
يقول يوسي ميلمان المحلل العسكري والكاتب الإسرائيلي في مقالة بصحيفة هآرتس إن الفضل الأكبر في تدمير مفاعل سوريا النووي يعود للقيادة الحازمة لرئيس الوزراء آنذاك أولمرت.
وعلى سبيل المقارنة، يرى ميلمان أن السنوات الـ17 التي انقضت منذ تدمير المفاعل السوري تكشف عمق الفجوة بين الصورة التي يحاول نتنياهو تقديمها عن نفسه بوصفه زعيما تاريخيا على غرار القائد البريطاني ونستون تشرشل، وبين الواقع الذي يظهره زعيما مترددا وضعيفا يفتقر إلى الشجاعة المطلوبة للتعامل مع تهديد البرنامج النووي الإيراني.
طروادة في لندن
عام 2007، حصل الموساد الإسرائيلي على "أدلة دامغة" جاءت لتستكمل معلومات تراكمت على مدى السنوات سابقة، تفيد بأن سوريا قامت بشكل سري ببناء مفاعل نووي في منطقة "الكبر" الصحراوية بمحافظة دير الزور، شمال شرق البلاد. ويقع الموقع المعزول على بعد 160 كيلومترا من الحدود العراقية، وليس بعيدا عن الحدود التركية.
في يوليو/تموز من العام نفسه، وصل موظف سوري رفيع المستوى إلى أحد فنادق كنسينغتون في لندن، وفي ساعات المساء، توجه الرجل إلى وسط المدينة لإجراء مقابلة.
وفي اللحظة التي غادر فيها الفندق، صعد شخصان كانا يجلسان في قاعة الاستقبال إلى غرفته، وفتشاها بدقة. ولم يكونا بحاجة لبذل كثير من الجهد، فقد كان الحاسوب المحمول الخاص بالنزيل على الطاولة. فقاما بتركيب برنامج "حصان طروادة" في حاسوبه، (برنامج تجسس يتيح للجهة التي زرعته تتبع الحاسوب ونسخ ما تريد منه) وخلال دقائق، غادرا الغرفة.
معلومات صادمة
حصل الموساد من الحاسوب على معلومات لا تقدر بثمن، وكشف -لأول مرة- عن مشروع نووي سوري سري. كانت المعطيات التي عثر عليها مذهلة وصادمة، إذ لم تكن الاستخبارات الأميركية أو الإسرائيلية تعلمان شيئا، وكشفت الوثائق عن:
- برنامج لبناء مفاعل نووي في منطقة دير الزور.
- مراسلات مع جهات في الحكومة الكورية الشمالية.
- صور لمفاعل نووي يبدو أنه مغطى بالإسمنت.
- شخص آسيوي تم التعرف عليه بوصفه أحد كبار مسؤولي البرنامج النووي في كوريا الشمالية، والآخر عربي، والذي عُرف فيما بعد بأنه إبراهيم عثمان، رئيس لجنة الطاقة النووية السورية.
كانت المعلومات المفاجئة بالنسبة إلى تل أبيب -وفقا لما ذكره المؤلفان ميخائيل بار زوهر ونسيم مشعل في كتابهما "الموساد والعلميات الكبرى"- هي أن المفاعل السوري تم بناؤه بتمويل إيراني وبمساعدة خبراء من كوريا الشمالية. وأشارا إلى أن العلاقة بين دمشق وبيونغ يانغ بدأت خلال حقبة الرئيس السابق حافظ الأسد (1970-2000)
وقد أسفرت الزيارات بين البلدين عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري وتكنولوجي. ورغم أن المسألة النووية كانت على الطاولة، فإن الأسد قرر تأجيلها والتركيز على تطوير أسلحة كيميائية وبيولوجية.
وفي فبراير/شباط 1991، وصلت إلى سوريا أول شحنة صواريخ من كوريا الشمالية، وقد رفض وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه آرنز اتخاذ إجراء لوقف الشحنة تجنبا لاندلاع أزمة إقليمية.
علاقات سرية مع بيونغ يانغ
وعلى هامش جنازة والده، اجتمع الرئيس الحالي بشار الأسد مع أعضاء الوفد الكوري الشمالي، حيث بدأ الطرفان بسرية في مناقشة المشروع النووي السوري مع "الوكالة السورية للأبحاث العلمية".
وفي يوليو/تموز 2002، عقد لقاء سري في دمشق بين ممثلين سوريين وإيرانيين وكوريين، حيث تم الاتفاق على صفقة لبناء المفاعل النووي، وقد تبين أن الأميركيين والإسرائيليين لم يكونوا على علم طوال 5 سنوات بأن السوريين كانوا يبنون سرا مفاعلا نوويا.
كان الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) يعتقدان أن سوريا ليست مهتمة بالحصول على أسلحة نووية ولا تمتلك القدرة على ذلك، رغم جميع الإشارات والتقارير التي وصلت في السنوات التي سبقت الكشف عن مفاعلها النووي.
ففي 2005، غرقت سفينة تحمل إسمنتا أمام سواحل مدينة نهاريا قادمة من كوريا الشمالية، كما ضبطت السلطات القبرصية عام 2006، سفينة شحن قادمة أيضا من كوريا الشمالية ومحملة بالإسمنت إضافة إلى جهاز رادار متحرك.
ونهاية 2006، زار خبراء نوويون إيرانيون سوريا، وقد شاهد الأميركيون والإسرائيليون كل تلك الأدلة، لكنهم لم يستنتجوا أن الأمر يتعلق ببناء مفاعل نووي.
يقول رام بن باراك، رئيس أحد أقسام الموساد الإسرائيلي في ذلك الوقت، إن "أي شخص يخبرك أنه كان يعلم أن سوريا تبني مفاعلا نوويا فهو كاذب".
تخدير سوري
يوضح كتاب "الموساد، العمليات الكبرى" أن السوريين استخدموا أسلوبا لتخدير تل أبيب وواشنطن، فقد فرضوا حظر اتصالات تام على جميع عمال وموظفي المفاعل، وحظروا حمل الهواتف النقالة، أو استخدام أي هواتف تعمل بالأقمار الصناعية، وكانت جميع الاتصالات تتم من خلال أشخاص يقومون بنقل البيانات والرسائل المطلوبة، ولم تتمكن أي جهة من اكتشاف العمل في الموقع رغم أن أقمار التجسس الأميركية والإسرائيلية كانت تلتقط الصور دون توقف.
لكن بعد اكتشاف الموساد البيانات المتعلقة بالمفاعل النووي في حاسوب المسؤول السوري في لندن، وضع الملف على طاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت، كما تمكّن الجهاز الإسرائيلي من الوصول إلى صور من داخل المبنى، وقد شملت الصور مبنى إسطوانيا ذا جدران مدعومة جيدا.
كما ظهرت دعائم من أجل تعزيز الجدران، كذلك مبنى آخر أصغر من الأول فيه كثير من مضخات الوقود وحولها شاحنات، وبالقرب منها ظهر مبنى ثالث لتوفير المياه المطلوبة، وقامت وحدة التجسس الإسرائيلية "8200" بالحصول على مكالمات بين علماء سوريين وخبراء كوريين، وفقا لما نشره الموساد الإسرائيلي.
تردد أميركي
حرصت إسرائيل على إطلاع الأميركيين على جميع المعلومات بصورة فورية، بما فيها المحادثات بين بيونغ يانغ ودمشق.
سافر أولمرت إلى الولايات المتحدة، حاملا المعلومات بأكملها، وفي نهاية حديث مع الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، أعلمه بأنه يعتزم مهاجمة المفاعل السوري، ولكن الأميركيين ترددوا، وطالب أولمرت بتوجيه ضربة للمشروع، غير أن الأميركيين رفضوا ذلك.
وحسب مصادر إسرائيلية نقلا عن مصادر أميركية، فإن البيت الأبيض لم يتحمس للهجوم، وقد حاول كل من وزيرة الخارجية آنذاك كونداليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس إقناع الإسرائيليين "بمواجهة السوريين، لكن عدم مهاجمتهم"، أما الرئيس بوش فأعرب عن تأييده المبدئي للهجوم، لكن طلب إرجاء الأمر.
ويشير الصحفي يوسي ميلمان إلى أن بوش أوضح لأولمرت أن الولايات المتحدة غارقة بالفعل في حربي أفغانستان والعراق، ولا تستطيع أن تتحمل فتح جبهة ثالثة.
كان الأميركيون يريدون أدلة قاطعة أكثر على أن المبنى سيستخدم ليكون مفاعلا نوويا، وأن المواد النووية موجودة فعلا في المكان، وقررت إسرائيل توفير الأدلة للأميركيين.
قامت الطائرات الإسرائيلية بتنفيذ طلعات جوية فوق الموقع السوري، وفقا لرواية الموساد، وحصلت من قمر تجسس على صور توثق الأنشطة الجارية في المفاعل. عمل الخبراء الأميركيون والإسرائيليون على تحليل الصور، وتأكدوا أن سوريا تبني مفاعلا نوويا طبقا للنموذج الكوري الشمالي. كما كشفت بعض الصور وجوه العمال الكوريين الذين يعملون على بناء المفاعل.
وفي أغسطس/آب 2007، قدمت إسرائيل ما وصفته بالدليل القاطع الذي طلبته الولايات المتحدة، وزعمت أن السوريين كانوا يبنون بالفعل مفاعلا نوويا. كان ذلك عن طريق الحصول على عينات للتربة تحتوي على آثار مواد إشعاعية، والتي اعتبرتها دليلا على وجود مواد نووية في المكان.
تنفيذ "عملية البستان"
نُقلت المواد الجديدة على وجه السرعة إلى مستشار الأمن القومي الأميركي ستيف هدلي حينها، الذي بدا شديد الذهول. وسارع لاستدعاء خبراء وإعلام الرئيس بوش بالنتائج، وبعد الفحص اقتنع هدلي بأن القضية جدية للغاية. وأجرى محادثات مطولة مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد، مما أوصله إلى قرار قاطع ينص على أن المفاعل يشكل تهديدا حقيقيا. اقتنعت الولايات المتحدة بضرورة تدمير المفاعل، وأطلق الأميركيون على ملفهم الخاص بالمفاعل النووي السوري اسم "البستان".
عقد رئيس الحكومة أولمرت اجتماعا لوزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وبحضور رؤساء الأجهزة الأمنية، ناقشوا المعطيات والأبعاد المرتقبة للهجوم ضد سوريا، وتم تحديد موعد العملية في الخامس من سبتمبر/أيلول 2007.
قامت إسرائيل في الرابع من سبتمبر/أيلول بإدخال مقاتلين من وحدة "شلداغ" (وحدة النخبة في سلاح الجو) إلى منطقة دير الزور، بهدف وضع علامات بالليزر على الأهداف كي تتمكن الطائرات من رؤيتها، وفقا للكاتب ميخائيل بار زوهر.
وفي اليوم التالي، انطلقت 10 طائرات في الساعة 11:00 ليلا من قاعدة سلاح الجو في رمات ديفيد باتجاه البحر المتوسط، وبعد نصف ساعة، تلقت 3 منها أمرا بالعودة إلى القاعدة، بينما استمرت الطائرات السبع الأخرى، وهي من طراز "إف-15″، في التحليق نحو الحدود السورية التركية، ومن هناك تسللت باتجاه المفاعل النووي.
في طريقها إلى الهدف، قامت الطائرات بقصف رادار لتعطيل القدرة السورية على اكتشاف الطائرات المتسللة. وبعد دقائق قليلة، كانت الطائرات فوق دير الزور، وأطلقت صواريخ "مافريك" جو-أرض، وقنابل بوزن نصف طن، أصابت الهدف بدقة. وهكذا، وخلال دقائق معدودة، تم تدمير المفاعل النووي السوري الذي كان يمكن أن يطور قنابل نووية تهدد الوجود الإسرائيلي، وفق الرواية الإسرائيلية.
اغتيال "مغنية سوريا"
أعلنت الولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2008 -أي بعد 7 أشهر من قصف المفاعل- أن المنشأة التي تم قصفها في سورية هي مفاعل نووي تم بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية، وأن المفاعل لم يكن مخصصا للأغراض السلمية. وقام مسؤولو أجهزة الأمن الأميركيون بعرض ما وصفوها بالأدلة، أمام أعضاء الكونغرس، لإبراز التشابه بين المفاعل الكوري الشمالي والمفاعل السوري.
كان قصف المفاعل النووي بالنسبة إلى الجنرال السوري محمد سليمان (مستشار الرئيس الأسد) ضربة صعبة، لكنها لم تكن قاتلة حسب تقييم الموساد الإسرائيلي، وكان يعلم أنه بات الآن هدفا للمخابرات الإسرائيلية والأميركية. أخذ سليمان -الذي لم يكن معروفا من قبل للموساد- إجازة لبضعة أيام وتوجه إلى منزله في طرطوس.
ووفق كتاب "العمليات الكبرى"، أقام سليمان في الثاني من يوليو/تموز 2008، أي بعد 11 شهرا من الحادثة، حفل عشاء قبالة شاطئ الرمال الذهبية شمالي المدينة السورية المتوسطية، كان سليمان يراقب من مجلسه البحر، لكنه لم يرَ القناصين اللذين كانا داخل المياه على بعد 150 مترا من مكانه بعد أن أنزلتهما سفينة إسرائيلية على بعد كيلومترين من مكان وجود سليمان.
تلقى القناصان في الجيش الإسرائيلي معلومات دقيقة عن مكان الرجل الذي تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن العلاقات مع حزب الله في لبنان، كذلك التنسيق مع كوريا الشمالية.
صوب القناصان سلاحهما إلى رأس سليمان الجالس بين ضيوفه، وأعطيت لهما الإشارة وأطلقا النار في اللحظة نفسها.
ومع ورود معلومات في الصحافة العربية والغربية والعبرية عن اغتيال محمد سليمان، أكدت دمشق الخبر من دون التطرق إلى صفته بأكثر من "ضابط في الجيش السوري"، مشيرة إلى أن "جريمة وقعت والتحقيقات جارية لمعرفة من ارتكب هذه الجريمة".
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية حينها أن مسؤولين في تل أبيب، يرجّح أنهم من الاستخبارات، كانوا يلقّبون العميد محمد سليمان، بـ"مغنية سوريا"، نسبة إلى القيادي العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي يوم 12 فبراير/شباط 2008 بسوريا.
وحسب هآرتس، فإن سليمان كان مسؤولا عن عمليات نقل أسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية، وخصوصا الصواريخ الطويلة المدى التي يتم صنعها في سوريا، وأطلق الحزب عددا منها باتجاه إسرائيل خلال العدوان على لبنان عام 2006.
نتنياهو.. ملك الاستعراض
بعد تدمير المفاعل النووي السوري، حافظت إسرائيل على صمتها التام طيلة أسبوعين، لم تعترف خلالها بقصف المفاعل، لكن بنيامين نتنياهو، رئيس المعارضة آنذاك، أجرى مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، وفي رده على سؤال الصحفي حول الأمر قال "عندما تعمل الحكومة من أجل أمن إسرائيل، فإنني أدعمها. لقد كنت شريكا في هذه القضية منذ اللحظة الأولى وقدمت الدعم اللازم لها".
رد مقربون من أولمرت على هذه التصريحات بغضب "نشعر بالدهشة البالغة جراء ما قاله هذا الرجل. إنه عديم المسؤولية والتفكير. هذا هو نتنياهو الحقيقي".
يقول عميل سابق في الموساد في هآرتس إن المواقع النووية الإيرانية منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وبعضها محمي بشكل جيد تحت الأرض "ولا تستطيع إسرائيل أن تعمل بمفردها. كذلك لا يمكن منع طهران من امتلاك قنابل نووية".
بالنسبة للإسرائيليين، فإن أولمرت اتخذ قرارا حاسما بتدمير المفاعل النووي السوري، ويرى محللون "أنه زعيم شجاع، منع الدول العربية المعادية من امتلاك سلاح نووي"، وفق تقديرهم، ومثله فعل مناحيم بيغن، الذي أمر بتدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981.
أما بنيامين نتنياهو، فلن يكون في الذاكرة الجمعية للإسرائيليين إلا "زعيما فاشلا وصاحب شعارات فارغة"، فهو المسؤول عن الهزيمة في الهجوم الفلسطيني في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقد يكون "أبا القنبلة النووية الإيرانية"، بعد أن أصبحت طهران على عتبة السلاح النووي، رغم تصريحه الأخير "أنا هنا لمنع سقوط القنابل النووية على رؤوسنا".