الإضراب العام يبدأ في إسرائيل ودعوات للتظاهر في عشرات المواقع

Ben Gurion Airport الإضراب في مطار بن غوريون
الإضراب العام يشل مطار بن غوريون (الجزيرة)

تعطلت خدمات عامة في عدة مناطق بإسرائيل اليوم الاثنين استجابة لإضراب عام أعلنه أكبر اتحاد عمالي للضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل وإعادة الأسرى في قطاع غزة.

وبدأ الإضراب الساعة السادسة من صباح اليوم، ويتوقع أن يشل معظم القطاعات الاقتصادية في إسرائيل، إذ حظيت الدعوة، التي أطلقها رئيس اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) أرنون بار ديفيد، إلى إضراب عام ليوم واحد بدعم شركات صناعية كبرى في إسرائيل، ورواد أعمال في قطاع التكنولوجيا المتطورة.

ويعكس موقف الاتحاد، الذي يضم بعض أكثر الأصوات تأثيرا في الاقتصاد الإسرائيلي، نطاق الغضب العام من مقتل المحتجزين الأسرى الستة، ومن استمرار حكومة نتنياهو في وضع العقبات أمام التوصل إلى صفقة تبادل.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدا تحديد هوياتهم، في وقت أعرب فيه الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزنه على وفاة أحدهم (يحمل الجنسية الأميركية).

الإضراب يشل قطاعات واسعة

وتوقفت بعض الخدمات في مطار بن غوريون الرئيسي بإسرائيل، لكنه يواصل استقبال الرحلات، بحسب وكالة رويترز، في حين أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن العاملين بمطار بن غوريون وشركات طيران إسرائيلية قرروا مواصلة الإضراب.

كما توقفت خدمات الحافلات والقطار الخفيف في العديد من المناطق أو واصلت العمل على نحو جزئي.

وأضرب العاملون في ميناء حيفا الرئيسي في إسرائيل، وبينما دخلت المستشفيات في إضراب جزئي، بدأت البنوك إضرابا كليا.

وعمل العديد من شركات القطاع الخاص على نحو طبيعي مع السماح للموظفين بالمشاركة في الإضراب، مما أدى إلى تعطل الكثير من الخدمات.

وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن الإضراب بدأ بالفعل صباح اليوم الاثنين، وإنه سيستمر لثلاث ساعات في مطار بن غوريون، وسيستمر لبقية اليوم في باقي القطاعات، إذا لم تتخذ المحكمة قرارا بوقفه.

وأضاف مراسل الجزيرة أن الإضراب تشارك فيه العديد من السلطات المحلية والبلديات والجامعات والمدارس والمواصلات العامة وعدد من الوزارات.

مئات الآلاف تظاهروا أمس في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل (غيتي)

دعوى حكومية لوقف الإضراب

وفي محاولة لإجهاض الإضراب، خاطب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش محكمة العمل الإسرائيلية التي كان من المقرر أن تنعقد صباح اليوم، لكن عدة قطاعات لبت الدعوة التي أيدتها أيضا العديد من مجموعات أصحاب العمل منها رابطة المصنعين الإسرائيليين وقطاع التكنولوجيا المتقدمة.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن النقابات الإسرائيلية أبلغت محكمة العمل أن الإضراب سينتهي الليلة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، عن سموتريتش قوله إن الإضراب سياسي وغير قانوني ويجب وقفه حالا.

كما أشارت يديعوت أحرونوت إلى أن التماس الحكومة يطلب إصدار حكم بأن الإضراب المفاجئ ليس بسبب نزاع عمالي جماعي وأنه سياسي.

وكان رئيس نقابة العمال "الهستدروت" أرنون بار ديفيد قال إن الاعتبارات السياسية هي التي تعرقل صفقة التبادل مع المقاومة.

وأضاف ديفيد أن هذه الاعتبارات هي التي أدت لاستقبال جثث بدل الأسرى، ولذلك فإن الاقتصاد يجب أن يتوقف في إسرائيل، في إشارة إلى تصعيد النقابة في وجه الحكومة.

وأشار إلى أنه بدل استعادة الأسرى فإن الإسرائيليين يتلقون المزيد من الجثث، ودعا المجتمع والمنظمات ومختلف الهيئات في إسرائيل للانضمام إلى الاحتجاجات وتوسيعها بدءا من الليلة.

مؤشرات أولية

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة معاريف عن رئيس قسم الإعلام في الهستدروت قوله إن 95% من السلطات المحلية في إسرائيل مضربة عن العمل هذا الصباح.

وبشأن موقفهم إذا استجابت المحكمة لطلب سموتريتش، قال إنه "إذا أمرت المحكمة بوقف الإضراب فسنفعل، ولكن لن تكون هذه هي الطلقة الأخيرة لدينا".

وأضاف "الإضراب ليس بالأمر السهل وليس ترفا، لكن ليس أمامنا خيار".

وتسيطر نقابة العمال الإسرائيلية على معظم القطاعات التي تشمل العاملين والموظفين في القطاع العام، بما في ذلك الشركات الحكومية والمجالس المحلية والبلديات.

ونظرا لامتداد تأثيرها إلى قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، يمكن أن يؤدي الإضراب المرتقب إلى شلل شبه كامل للاقتصاد الإسرائيلي، بما يشمل المطارات والمواصلات العامة والخدمات اليومية، فضلاً عن توقف عمليات حيوية أخرى.

(COMBO) This combination of pictures created on September 1, 2024 shows undated portraits provided on September 1, 2024, by The Hostages Families Forum Headquarters, representing families of Israeli hostages held by Palestinian militants in Gaza, showing hostages (clockwork from top-L) Almog Sarusi, Alexander Lobanov, Carmel Gat, Hersh Goldberg-Polin , Eden Yerushalmi and Ori Danino at unspecified locations. - The Israeli military said on September 1 that it had found the bodies of six hostages in a tunnel in the southern Gaza Strip, including a US-Israeli and a Russian-Israeli. (Photo by the Hostages Families Forum Headquarters / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / THE HOSTAGES FAMILIES FORUM HEADQUARETRS" NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS / “The erroneous mention[s] appearing in the metadata of this photo by - has been modified in AFP systems in the following manner: [Hersh Goldberg-Polin , Eden Yerushalmi and Ori Danino] instead of [ Ori Danino , Eden Yerushalmi and Hersh Goldberg-Polin ]. Please immediately remove the erroneous mention[s] from all your online services and delete it (them) from your servers. If you have been authorized by AFP to distribute it (them) to third parties, please ensure that the same actions are carried out by them. Failure to promptly comply with these instructions will entail liability on your part for any continued or post notification usage. Therefore we thank you very much for all your attention and prompt action. We are sorry for the inconvenience this notification may cause and remain at your disposal for any further information you may require.”
الحراك الحالي جاء بعد استعادة جثث 6 أسرى إثر العثور عليها بنفق في رفح (الفرنسية)

دعوات لمظاهرات جديدة

وبالتوازي مع بدء سريان الإضراب العام، أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين تنظيم مظاهرات اليوم الاثنين في 32 نقطة بإسرائيل، ودعت الجماهير إلى الانضمام إليها.

واستجابة لتلك الدعوات، تظاهر آلاف المحتجين اليوم في عشرات المواقع بأنحاء إسرائيل للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة تبادل.

وقالت عائلات الأسرى في غزة، عبر منصة إكس، إن آلاف المتظاهرين في عشرات المراكز الاحتجاجية بمختلف أنحاء البلاد يطالبون بصفقة رهائن.

وأظهرت مقاطع فيديو متظاهرين يغلقون شوارع في عدد من المدن، ويحملون لافتات تدعو إلى إبرام اتفاق فورا، بالإضافة إلى صور للأسرى وأعلام إسرائيلية.

ومن المتوقع أن تصل الاحتجاجات ذروتها مساء اليوم الاثنين في 3 مظاهرات، ستنظم الأولى قبالة مقر إقامة نتنياهو بالقدس الغربية، والثانية قبالة وزارة الدفاع بتل أبيب، والثالثة قبالة منزل نتنياهو في قيسارية على ساحل البحر المتوسط (37 كلم جنوب حيفا).

وبالمقابل، تظاهر يمينيون إسرائيليون قبالة مقر الحكومة بمدينة القدس الغربية للمطالبة بعدم إبرام اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة.

ويأتي الحراك الحالي بعد أكبر مظاهرات عرفتها إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة، تنديدا بتلكؤ حكومة نتنياهو في إبرام صفقة مع المقاومة الفلسطينية، مما يفسح المجال أمام الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في القطاع.

وذكر مراسل الجزيرة نقلا عن تقديرات إسرائيلية أن أكثر من 300 ألف شاركوا في المظاهرات، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن منظمي الاحتجاجات في أنحاء إسرائيل أن 770 ألف شخص شاركوا فيها، بينهم 550 ألفا في تل أبيب، وسط إغلاق لمفارق طرق عدة في أكثر من موقع في إسرائيل.

من جهتها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الشرطة اعتقلت حتى الآن 15 محتجا من مظاهرة تل أبيب، كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن زعيم المعارضة يائير لبيد يشارك في المظاهرة.

كما دعا لبيد أمس الأحد إلى إضراب لإغلاق اقتصاد الدولة بهدف الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق من أجل إطلاق سراح الأسرى المتبقين في قطاع غزة.

وأكد لبيد أن بنيامين نتنياهو اخترع عقبة محور فيلادلفيا لإحباط التوصل إلى صفقة بهدف منع سقوط حكومته.

وأضاف لبيد في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية، أن نتنياهو سيخترع محورا آخر وعقبة جديدة لأن كل ما يهمه هو استمرار حكومته الفاشلة وبقاؤه رئيسا للوزراء.

هذا وقد أوردت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو هاجم وزير الدفاع يوآف غالانت خلال اجتماع الطاقم الوزاري المصغر الليلة الماضية.

وقال إنه ليس أقل إرادة منه فيما يخص مسألة إعادة المخطوفين، وإنه حارب من أجل إعادة هؤلاء أكثر من غالانت، غير أن الانسحاب من فيلادلفيا يعد جائزة للإرهاب، حسب تعبيره.

وقالت مراسلة الجزيرة من جهتها إن آلاف الإسرائيليين توافدوا إلى مجمع المقار الحكومية في تل أبيب والقدس للمطالبة بصفقة تبادل فورية.

كما تجمع متظاهرون إسرائيليون أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تنديدا بما وصفوه بتخلي الحكومة عن الأسرى، وللمطالبة بإبرام صفقة تبادل.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان