سلطات مالي تعلن استعادة الأمن بعد هجوم لمتمردين على العاصمة
تمكنت القوات المالية من إخضاع المسلحين الإسلاميين الذين هاجموا معسكر تدريب عسكري والمطار في العاصمة أمس الثلاثاء.
وقالت السلطات إن معارك بالأسلحة النارية أسفرت عن مقتل بعض الجنود. وأعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال رئيس أركان الجيش عمر ديارا للتلفزيون الوطني دون الخوض في تفاصيل إن المسلحين حاولوا التسلل إلى مدرسة فالادي للشرطة العسكرية في باماكو في هجوم نادر بالعاصمة قبل أن تتمكن القوات الحكومية من "تحييد" المهاجمين.
وأكد مسؤول أمني كان داخل معسكر التدريب وقت الهجوم لوكالة أسوشيتد برس القبض على ما لا يقل عن 15 مشتبهًا بهم.
وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون الحكومي في المساء إن الهجوم الغادر أدى إلى وقوع بعض الخسائر في الأرواح في صفوف الجيش، مؤكدا مقتل متدربين في معسكر التدريب العسكري لكنه لم يذكر عددهم.
جماعة نصرة الإسلام تتبنى
وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة -على موقعها الإلكتروني- مسؤوليتها عن الهجمات، وتظهر مقاطع فيديو نشرتها الجماعة مقاتلين يشعلون النار في طائرة، قالت إنها تسببت في خسائر بشرية كبيرة وخسائر مادية.
وسمع مراسل وكالة أسوشيتد برس انفجارين في المنطقة في وقت سابق من يوم الثلاثاء وشاهد دخانًا يتصاعد من موقع على مشارف المدينة حيث يقع المعسكر والمطار. وبعد فترة وجيزة من الهجمات، أغلقت السلطات المطار ووزارة النقل.
وقال المتحدث محمد ولد ماموني إن الرحلات الجوية توقفت بسبب تبادل إطلاق النار في مكان قريب وأعيد فتح المطار في وقت لاحق اليوم وطلبت السفارة الأميركية في باماكو من موظفيها البقاء في المنزل وتجنب الطرقات.
وتقاتل مالي، إلى جانب جارتيها بوركينا فاسو والنيجر، منذ أكثر من عقد من الزمن تمردا تشنه جماعات مسلحة، بما في ذلك بعض الجماعات المتحالفة مع تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
تزايد الهجمات
وفي أعقاب الانقلابات العسكرية التي شهدتها الدول الثلاث في السنوات الأخيرة، قامت الأنظمة العسكرية الحاكمة بطرد القوات الفرنسية ولجأت إلى وحدات المرتزقة الروسية للحصول على المساعدة الأمنية بدلا من ذلك.
ومنذ توليه السلطة، ناضل العقيد عاصمي غويتا لدرء الهجمات الجهادية التي تتزايد في وسط وشمال مالي.
وفي يوليو/تموز، قُتل ما يقرب من 50 من المرتزقة الروس في قافلة في كمين نصبه تنظيم القاعدة. لكن الهجمات في العاصمة باماكو نادرة.
وقال أولف ليسينج، رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور "أعتقد أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أرادت أن تظهر أن بإمكانها أيضًا شن هجمات في الجنوب وفي العاصمة، في أعقاب المعركة في الشمال بالقرب من الحدود الجزائرية حيث منيت فاغنر بخسائر".
وفي عام 2022، هاجم مسلحون حاجزا للجيش على بعد نحو 60 كيلومترًا خارج المدينة، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر.
وفي عام 2015، قتلت جماعة متطرفة أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة ما لا يقل عن 20 شخصًا، من بينهم أميركي، خلال هجوم على فندق في باماكو.
وقال وسيم نصر، الصحفي وزميل الأبحاث البارز في مركز صوفان، لوكالة أسوشيتد برس إن هجوم الثلاثاء مهم لأنه أظهر أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لديها القدرة على شن هجوم واسع النطاق.
وأضاف أن ذلك يظهر أيضًا أنهم يركزون على الأهداف العسكرية، وليس الهجمات العشوائية على المدنيين.