يديعوت أحرونوت: لا حرب في الشمال قبل الانتخابات الأميركية
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إسرائيل لن تغامر بحملة كبرى ضد حزب الله اللبناني قبل الانتخابات الأميركية بسبب معارضة الإدارة الديمقراطية التي تخشى حربا إقليمية تفقد المرشحة كامالا هاريس أصوات المؤيدين للقضية الفلسطينية.
وكتب رون بن يشاي -في تحليل مطول- أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يتفقان على ضرورة عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وأن غالانت والمنظومة الأمنية لا يرهنان شن حملة كبرى بوقف القتال في غزة، أو يفضلان إبرام صفقة أسرى تثمر وقف إطلاق نار في الشمال أيضا.
واوضح أن بيان الحكومة الذي أضاف عودة سكان الشمال إلى بيوتهم هدفا رسميا لحرب بجبهة لبنان هو بالأساس رسالة سياسية وتحذير للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومحاولة لمساعدة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في جهوده لإبرام اتفاق ينسحب بموجبه مقاتلو الحزب من قرب الحدود، وفق رأيه.
وكان وزير الدفاع غالانت وقائد أركان الجيش هرتسي هاليفي قالا علنا إن الاستعدادات لحملة في لبنان اكتملت، وهما لا ينتظران إلا موافقة المستوى السياسي.
ورجح الكاتب الإسرائيلي أن تكون الخطط قد اكتملت، وقال إن المنظومة الأمنية تفضل حملة كبيرة تحيد تماما خطر حزب الله وتغير موازين الردع، ولا تقتصر على إنشاء منطقة عازلة لن تردع الحزب عن إطلاق صواريخه الثقيلة ومسيّراته لتغطي كل إسرائيل، وقد تنتهي محاولات تأمينها بحرب استنزاف جديدة كالتي شهدها جنوب لبنان من 1985 إلى 2000.
وحذر رون بن يشاي من أن سعي نتنياهو إلى عزل غالانت يضر بأهداف إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فهو يأتي في ذرورة الحرب ويعبر عن انقسام داخلي متزايد في المجتمع الإسرائيلي "ويشجع نصر الله وإيران" على ألا يتخليا عن السلاح في جنوب لبنان، ناهيك عن الضرر الذي سيلحقه رحيله بهذا الشكل بالشرعية الداخلية وبما سماه غطاء الشرعية الذي يحاول الأميركيون توفيره لإسرائيل دوليا.
الديمقراطيون والحرب
وحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن تل أبيب لا تستعجل الحرب في الشمال، ليس بسبب خلاف نتنياهو وغالانت وإنما بسبب معارضة الإدارة الديمقراطية سرا وعلنا لأسباب تتعلق على الأرجح بالانتخابات القادمة، إذ تخشى فقدان أصوات المؤيدين للقضية الفلسطينية إذا اندلعت حرب إقليمية قبل الاقتراع، وهو ما يجعلها تعارض التصعيد في غزة وفي لبنان تحديدا لأنه "لن يترك لإيران وحلفائها من خيار إلا التدخل".
ورغم أن طهران تفضل تحاشي حرب كبرى في المنطقة ما دامت لا تملك أسلحة نووية جاهزة للاستخدام وموثوقة -حسب الكاتب الإسرائيلي- فإن نصر الله قد يطلب منها إطلاق صواريخ ومسيّرات تشتت سلاح الجو حتى لا يركز قوته على بيروت وبعلبك، وقد يطلب منها أيضا تحريك حلفائها في العراق واليمن لتساعد في القتال على الأرض.
وكان وزير الدفاع غالانت قال لنظيره الأميركي لويد أوستن إن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح باستمرار "معاناة" سكان الشمال، لكن نتنياهو والمنظومة الأمنية يتفقان -وفق الكاتب- على ضرورة الاستجابة لمطالب واشنطن بضبط النفس مقابل تلقي الدعم السياسي اللازم منها.
وهذا الدعم -الذي تحتاجه إسرائيل كما يرى الكاتب- يجعلها تنصاع للمطالب وتعمل على إبرام صفقة أسرى تثمر أيضا وقف إطلاق نار في الشمال وتمنح مبعوث واشنطن الوقت الكافي ليقنع نصر الله بأن خياره الأفضل اتفاق يسحب بموجب قواته من قرب الحدود بدل قسره على ذلك بعمل عسكري واسع.
واختتم الكاتب تحليله بالقول إن على سكان شمال إسرائيل أن يقتنعوا بأنهم لن يعودوا إلى بيوتهم لبعض الوقت، وإن الجيش يستغل هذا الوقت لتدمير ما يسميها البنية التحتية لحزب الله -ولا سيما منصات إطلاق الصواريخ هناك- حتى يواجه التوغل البري مقاومة أقل إذا أطلق بعد بضعة أشهر، لكن إسرائيل تكون حينها قد تأكدت من استمرار دعم الولايات المتحدة بغض النظر عن رئيسها الجديد.
ويأتي هذا بعد أن قالت القناة الـ13 الإسرائيلية السبت الماضي إن نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية، وإن إسرائيل "بصدد عملية واسعة وقوية في الجبهة الشمالية".
وجاء قرار نتنياهو توسيع العمليات العسكرية بالشمال في ظل توقعات بأن يتم التصديق رسميا على اعتبار إعادة سكان البلدات الحدودية شمال إسرائيل إلى بيوتهم هدفا من أهداف الحرب الحالية.