قتلى في غارة إسرائيلية ونبيه بري يستبعد ارتكاب تل أبيب "حماقة" الاجتياح
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 3 شهداء وجريحين سقطوا في غارة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على بلدة بليدا جنوبي لبنان. كما استهدف القصف الإسرائيلي بلدات أخرى منها زوطر والخيام ومركبا.
في المقابل، أعلن حزب الله مهاجمة موقع العباد الاسرائيلي مرتين فجر اليوم، مؤكدا استهداف مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الموقع ومحيطه وتحقيق إصابات مباشرة.
كما قصف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة، وأعلن استهداف تجمع لجنود الاحتلال في تلة الكرنتينا، ومرابض المدفعية في موقع الزاعورة.
يأتي ذلك فيما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) أنهى اجتماعا أمنيا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ضوء الحديث عن تصعيد على جبهة الشمال.
يأتي ذلك بعد ساعات من تصديق المجلس الوزاري الأمني المصغر ليلة أمس على توسيع أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بأمان.
خطوات متسرعة
ونقل موقع يديعوت أحرونوت عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن القيادات العسكرية وبعض قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، حذروا من خطوات متسرعة تخطط لها الحكومة الإسرائيلية على جبهة لبنان، من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع نحو قتال واسع على مستوى الإقليم.
وأضافت المصادر أن هذا الأمر لن يحقق هدف إعادة السكان الإسرائيليين إلى المناطق الحدودية مع لبنان.
وأوضح الموقع أن الخطوات التي تحدثت عنها المصادر تشمل مناورة برية تأتي استجابة لضغوط شعبية من تلك المناطق.
وأضاف أن استمرار إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه الشمال قد يدفع الحكومة إلى اتخاذ قرارات خطيرة وغير صائبة امتنعت عنها طيلة عام كامل.
في سياق متصل،، أفاد موقع "والا" الإسرائيلي بأن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع يوآف غالانت، أن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن المواجهة في لبنان تخدم مصلحة إسرائيل.
وأوضح هوكشتاين لهما أن الحرب في الشمال ستخلق مخاطر وستؤدي إلى حرب إقليمية ولن تنتهي إلا عبر الحل الدبلوماسي.
بدورها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر مطلع أن هوكشتاين حذر إسرائيل من أن تصعيد الصراع مع حزب الله لن يجعل المستوطنات الشمالية الإسرائيلية أكثر أمانا بل قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع وأطول أمدا.
وقال مكتب نتنياهو إنه أبلغ المبعوث الأميركي أنه لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني، وأن إسرائيل تقدر موقف واشنطن، لكنها ستفعل ما يلزم لإعادة السكان إلى الشمال وحماية أمنها.
ارتكاب حماقة
على صعيد آخر، استبعد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قيام إسرائيل بتنفيذ هجوم بري واسع على لبنان، رغم تهديدها بتغيير الوضع السائد في الشمال.
ورجح بِري -في حديث صحفي- أن تلجأ إسرائيل إلى زيادة وتيرة عملياتها العسكرية لتصبح أكثر كثافة واتساعا دون أن تتطور إلى محاولة اجتياح.
وقال بري إن "إسرائيل تعرف أنها ستدفع ثمنا باهظا إذا حاولت التقدم على الأرض"، لذلك استبعد أن تلجأ إلى مثل هذا الخيار إلا إذا أرادت ارتكاب حماقة، وفق تعبيره.
يشار إلى أنه منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، التي أسفرت عن أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.