تفاصيل جديدة عن مجزرة خان يونس.. قنابل عملاقة ذوّبت الأجساد وعائلات اختفت بين الرمال
كشف مكتب الإعلام الحكومي والدفاع المدني في غزة تفاصيل جديدة عن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء في منطقة مواصي خان يونس، ونددت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية.
وقال المكتب -في بيان عبر تطبيق تليغرام- إن 22 شهيدا لم يصلوا المستشفيات بعد المجزرة، حيث ذابت جثامينهم واختفت بسبب القنابل العملاقة التي قصفت بها قوات الاحتلال الموقع الذي كان يضم خيما تؤوي نازحين.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن أن فرقه انتشلت 40 شهيدا و60 جريحا سقطوا في غارات إسرائيلية على مخيم في منطقة كانت تضم نحو 30 خيمة لنازحين.
والموقع المستهدف ضمن ما تزعم إسرائيل أنها منطقة "آمنة" تمتد بطول 12 كيلومترا على الساحل من غرب دير البلح بوسط قطاع غزة حتى محافظتي خان يونس ورفح جنوبا.
قنابل كبيرة
وأوضح الدفاع المدني أن القصف خلف دمارا كبيرا، حيث نفذ بصواريخ شديدة الانفجار مما خلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل للجزيرة إن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال جراء المجزرة.
وأضاف بصل أنه لا يمكن تحديد عدد ضحايا القصف على خيام النازحين في المواصي بسبب استمرار الإبلاغ عن مفقودين.
وبشأن السلاح المستخدم في الغارة، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خبراء أسلحة أن الهجوم على المواصي تم على الأرجح باستخدام قنابل زنة الواحدة ألفا رطل.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ القصف الإسرائيلي على مواصي خان يونس تم بقنابل "إم كيه- 84" الأميركية الصنع.
وأضاف المرصد أن استخدام هذا النوع من القنابل ذات التدمير الواسع مؤشر إلى النية لقتل أكبر عدد من المدنيين.
وقالت مديرة الإستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي مها الحسيني للجزيرة إن المجزرة تبين النية المبيتة لدى إسرائيل لإيقاع أكبر عدد من المدنيين ضحايا.
زعم ونفي
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه قصف المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس، وزعم أنه استهدف 3 قياديين في حركة حماس، عملوا على تخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش والإسرائيليين.
بيد أن حركة حماس نفت ادعاء جيش الاحتلال وجود مقاومين في منطقة المواصي المستهدفة بخان يونس، ووصفت تلك المزاعم بأنها كذب مفضوح.
وكانت منطقة المواصي بخان يونس تعرضت في يوليو/تموز الماضي لقصف إسرائيلي أسفر عن استشهاد وإصابة مئات النازحين، وزعم الجيش الإسرائيلي حينها أنه استهدف قياديين في حركة حماس بينهم محمد الضيف قائد كتائب القسام.
مواقف منددة
وفي ردود الفعل الدولية، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالقصف الإسرائيلي للمنطقة المخصصة للنازحين في قطاع غزة، وفق ما صرح به المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك إن استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان أمر غير معقول.
كما ندد منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند بشدة الغارات الإسرائيلية على منطقة المواصي، وجدد دعوته إلى التوصل فورا لاتفاق يؤدي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين، ووقف إطلاق النار.
كذلك ندد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي بالغارة الإسرائيلية على منطقة آمنة في خان يونس، مشيرا إلى أن كل الأطراف ملزمة بحماية المدنيين.
وشدد إيدي على ضرورة وضع حد للحرب، قائلا إن على كل الأطراف حماية المدنيين.
وفي الإطار، استنكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قتل المدنيين في خان يونس، مشددا على احترام قوانين الحرب وحماية المدنيين وضمان المساءلة.
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن التقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الغارة على منطقة المواصي مقلقة للغاية، مضيفا أن بلاده ستسعى للحصول على مزيد من المعلومات من إسرائيل بشأن القصف.
من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ما وقع في خان يونس بأنه صادم ويؤكد أهمية وقف إطلاق النار.
عربيا، نددت كل من قطر ومصر والسعودية بالغارة على مواصي خان يونس.
تغطية صحفية: وصول عدد من الإصابات إلى مستشفى شــهداء الأقصى عقب استهداف طائرات الاحتلال لنادي شباب البريج وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/5K6D4AfHo3
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 10, 2024
شهداء جدد
وفي أحدث تطورات العدوان، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 7 فلسطينيين مساء الثلاثاء في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين مساء الثلاثاء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، وكان 5 أشخاص استشهدوا فجرا في قصف على قيزان النجار جنوبي المدينة.
وفي رفح القريبة، استشهد ما لا يقل عن 3 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي، وفقا لمصادر فلسطينية.
وفي مدينة غزة، استشهد شخصان إثر قصف قوات الاحتلال منزلا في حي الشجاعية، واستشهد آخر جراء إطلاق مسيرات إسرائيلية النار على مواطنين في حي الزيتون.
وكان 6 فلسطينيين استشهدوا في وقت سابق إثر قصف قوات الاحتلال مطعما بساحة الشوا شرقي مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد سيدة وطفلة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مخيم البريج.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة الثلاثاء أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيدا و100 مصاب.
وقالت الوزارة إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى 41 ألفا و20 شهيدا و94 ألفا و925 مصابا.
وفي تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط برتبة عقيد بجروح متوسطة جراء انهيار فتحة نفق وسط قطاع غزة.