17 شهيدا بالضفة والمقاومة تدشن المرحلة الثانية من "رعب المخيمات"
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي عمليته العسكرية في جنين وطوباس وطولكرم شمالي الضفة الغربية، والتي وصفها بالأوسع منذ عام 2002، بينما أعلنت المقاومة الفلسطينية الانتقال إلى المرحلة الثانية من هذه المعركة التي أطلقت عليها اسم "رعب المخيمات".
وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان مساء اليوم الخميس إنها انتقلت "في أعمال التصدي والقتال في معركة رعب المخيمات إلى المرحلة الثانية والتي تعتمد على توظيف الأرض بالشكل الصحيح وإعادة بناء القدرات ونصب الكمائن وتفجير العبوات في سلسلة عمليات نوعية".
وأكدت السرايا أن مقاتليها حققوا في المرحلة الثانية "سلسلة من العمليات العسكرية الكبرى والتي غيرت مسار المعركة، وعلى رأسها كمائن الموت في جنين وطولكرم وليس آخرها عندما أوقع مقاتلونا الأبطال مجموعة من جنود الاحتلال في كمين مركب في منشية الشجعان (في مخيم نور شمس)".
كمين المنشية
وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس في وقت سابق أن مقاتليها تمكنوا من الإيقاع بقوة مشاة إسرائيلية في كمين مركب، في إطار الرد على اغتيال قائد الكتيبة محمد جابر الملقب بـ"أبو شجاع" فجر اليوم.
وقالت الكتيبة إن عناصرها من وحدة الهندسة فجروا عبوة ناسفة شديدة الانفجار في القوة الإسرائيلية بمحور المنشية في مخيم نور شمس، وفور انفجارها أغاروا على القوة وأمطروها بالرصاص مؤكدين وقوع قتلى وجرحى.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنه تم رصد هبوط مروحية للاحتلال عند حاجز تسيناعوز غرب طولكرم عقب إعلان المقاومة الإيقاع بالقوة الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اليوم أنه قتل أبو شجاع قائد كتيبة طولكرم و4 آخرين من أفراد الكتيبة في تبادل لإطلاق النار بمخيم نور شمس.
أما كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، فقد أعلنت استهداف قوة مشاة إسرائيلية بعبوة ناسفة شديدة الانفجار في محور الصناعية.
بدورها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها يواصلون الاشتباك مع قوات الاحتلال المتوغلة في جنين وطولكرم بالرصاص والعبوات المتفجرة.
وقالت إن المقاتلين استطاعوا تفجير أكثر من 10 عبوات أرضية بآليات الاحتلال المتوغلة في المحافظتين.
اشتباكات بمخيم طولكرم
وأفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباكات في مخيم طولكرم بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم مساء اليوم.
كما توغلت آليات لجيش الاحتلال في منطقة مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، محملة بعشرات الجنود.
وانتشر جنود وقناصة من جيش الاحتلال في محيط مخيم نور شمس بالتزامن مع توغل الآليات.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إلى مدينة طولكرم، ووسعت عمليتها لتشمل المدينة ومخيمها.
في الوقت نفسه، دوّى انفجار قوي عند مدخل مخيم جنين، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة.
جاء ذلك بعدما حشد جيش الاحتلال عددا من الآليات العسكرية استعدادا لاقتحام المخيم، ودفع بتعزيزات جديدة إلى الحي الشرقي بمدينة جنين.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية في وقت سابق توقف خدماتها في مدينة جنين بشكل كامل بسبب تضررها جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن غرفته المركزية فقدت الاتصال بمركز إسعاف جنين وطواقمه بشكل كامل نتيجة انقطاع الاتصالات.
إصابة جنديين إسرائيليين
واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح متفاوتة، في حين أعلن الانتهاء من عمليته في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة.
وأوضح أن جنديا أصيب بجروح متوسطة خلال اشتباكات في طولكرم، وكان قد أعلن في وقت سابق من اليوم إصابة مجند من قوة حرس الحدود بجروح طفيفة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل منذ بداية عمليته في الضفة 12 فلسطينيا في جنين وطولكرم، واعتقل أكثر من 10 مطلوبين.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال انسحبت من مخيم الفارعة في طوباس مخلفة دمارا كبيرا.
قتل وحصار وتهجير
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 17 شخصا وجرح 22 آخرين منذ بداية العملية العسكرية الموسعة لجيش الاحتلال.
في الوقت نفسه، قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال دهمت منازل في جنين، وأمرت سكانها بمغادرتها لمدة 4 أيام وسيطرت عليها.
وقد بدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في الضفة الغربية فجر الأربعاء تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.
وبالتزامن مع حربه المستمرة على غزة منذ قرابة 11 شهرا، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، فقتل 670 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400، واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.