مجازر إسرائيلية جديدة في مدارس تؤوي نازحين بغزة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر جديدة بحق المدنيين في مناطق متعددة بقطاع غزة، واستهدفت أكثر من مدرسة تؤوي نازحين مخلّفة شهداء ومصابين، وسط إدانات ومطالبات بمحاسبة الاحتلال على تلك المجازر.

وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 7 أشخاص استشهدوا وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي تؤوي نازحين غربي مدينة غزة.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال شنت غارات على محيط مدرسة أبو نويرة في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس.

إدانات ومطالبة بالمحاسبة

واعتبر المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن قطاع غزة لم يعد صالحا للأطفال، متسائلا: هل تبقت أي إنسانية؟

وأكد لازاريني أن "غزة لم تعد مكانا صالحا للأطفال. هم أول ضحايا هذه الحرب القاسية. لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح الأمر الذي لا يطاق هو المعيار الجديد.. كفى.. وقف إطلاق النار تأخر كثيرا".

هذا، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن القصف الوحشي الذي نفذه جيش الاحتلال على مدرسة صلاح الدين، إمعانٌ في حرب الإبادة في قطاع غزة، وتأكيد على نهج حكومة المتطرفين الصهاينة في تعمد استهداف المدنيين العزل بمراكز الإيواء والنزوح.

وجددت حماس مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لإرهاب الدولة الذي يمارسه جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عشرة أشهر، ومحاسبة من وصفتهم بمجرمي الحرب على جرائمهم الفاشية. وفق بيان الحركة.

كما أدان المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة -في حديث للجزيرة- ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجازر، مشيرا إلى أن مدرسة صلاح الدين هي عاشر مركز إيواء يقصفه الاحتلال منذ مطلع الشهر الجاري.

إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة
المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة (الجزيرة)

وقال إن جيش الاحتلال يستبق قصف أي مدرسة ببيانات جاهزة لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن "لدى الجيش الإسرائيلي خطة لتصفية وإبادة الشعب الفلسطيني".

وطالب الثوابتة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف استهداف المدنيين في غزة.

من جانبه، قال المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا عدنان أبو حسنة للجزيرة إنه لا مكان آمنا في قطاع غزة، فأين يذهب من كانوا في المدرسة التي قُصفت؟".

وأضاف أبو حسنة أن المدارس التابعة للوكالة يُفترض أن تكون محمية وفق القانون الدولي، مشيرا إلى أن غياب المساءلة سابقة خطيرة ويشجع على الاستمرار في ما يتم اقترافه.

ودمّر الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى السابع من أغسطس/آب 2024 أكثر من 117 مدرسة وجامعة تدميرا كليا، و332 مدرسة وجامعة جزئيا، حسب مركز الإحصاء الفلسطيني.

وتحولت المدارس إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين الغزيين، لكن هذا لم يمنعه من استهداف المدارس مرتكبا مجازر بحق النازحين فيها، أبرزها مجزرة مدرسة التابعين.

قصف خان يونس ودير البلح

وعلى صعيد متصل، أعلنت مصادر طبية استشهاد 13 فلسطينيا وإصابة العشرات إثر غارات وقصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق شرقي خان يونس.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 7 أشخاص -بينهم طفلان و5 نساء- إثر قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس.

وأضاف المراسل أن عددا من الفلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لدير البلح وسط قطاع غزة، ومنطقة المواصي وبلدة بني سهيلا قرب خان يونس.

وذكر المراسل أن فتاة استشهدت في قصف إسرائيلي على شارع المزرعة في دير البلح، ونُقل جثمانها إلى مستشفى شهداء الأقصى، كما استشهد صياد بنيران زوارق جيش الاحتلال قبالة ساحل دير البلح.

وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط شهداء ومصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما تم انتشال جثامين 4 أشخاص استشهدوا قبل أيام في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وأوضح شهود عيان لوكالة الأناضول أن طائرة "كواد كابتر" ألقت قنبلة على مجموعة من المواطنين في حي الزيتون، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين جرى نقلهما إلى المستشفى المعمداني.

كما أفاد المراسل بإصابة شاب فلسطيني إثر قصف مدفعي إسرائيلي قرب منطقة وادي غزة شمالي مخيم النصيرات.

في غضون ذلك، شنت مقاتلات جيش الاحتلال سلسلة غارات استهدفت أراضي زراعية ومباني سكنية في بلدة القرارة شمال شرقي مدينة خان يونس.

واستهدفت الغارات محيط منطقة أصداء التي تؤوي نازحين شمال غربي المدينة. وقد استشهد شاب فلسطيني بنيران قوات الاحتلال قرب مدينة حمد شمال غرب خان يونس.

إحصائية جديدة للضحايا

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة -الأربعاء- ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 40 ألفا و223 شهيدا، و92 ألفا و981 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 50 شهيدا و124 مصابا خلال 24 ساعة.

وأكدت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

كما دعت وزارة الصحة المؤسسات الدولية لحماية مستشفى شهداء الأقصى مع اقتراب العمليات العسكرية منه.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول -بدعم أميركي واسع- حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان