أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات شمال سوريا
اعتقلت السلطات التركية مئات المشتبه فيهم بالتورط في أعمال عنف شهدتها، مساء الأحد الماضي، ولاية قيصري وسط البلاد، وطالت مصالح سوريين هناك، في حين ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات المناهضة لتركيا في شمال سوريا إلى 7 أشخاص.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا على منصة "إكس" إنه "تم توقيف 474 شخصا بعد الأعمال الاستفزازية" التي استهدفت سوريين في تركيا، وأضاف أن 285 شخصا ممن تم توقيفهم من أصحاب السوابق الجنائية.
ودعا الوزير المواطنين الأتراك إلى عدم الانسياق خلف الأعمال التحريضية، والتصرف باعتدال، كما طالب المواطنين بعدم ارتكاب جرائم، مثل إيذاء الناس والبيئة والممتلكات بوسائل غير قانونية.
بدوره، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن محاولات الإخلال بالنظام العام من قِبل البعض سيتم إفشالها بفضل جهود مؤسسات الدولة. وأضاف، في بيان، "نراقب عن كثب التصورات السلبية والتوترات المتزايدة التي تمت محاولة خلقها مؤخرا فيما يتعلق باللاجئين السوريين".
وقد اندلعت، مساء الأحد الماضي، أعمال عنف بعد اعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر، استهدف فيها مجموعة أشخاص متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري الواقعة وسط تركيا.
وأظهرت مقاطع فيديو عدة، نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أشخاصا يحطمون نافذة محل بقالة زعموا أن تجارا سوريين يديرونه، قبل إضرام النار فيه، وفي أحد التسجيلات، سُمع صوت رجل تركي وهو يصرخ "لا نريد المزيد من السوريين. لا نريد المزيد من الأجانب".
مواطن تركي يوثق تخريب محتويات مركز لتعليم القرآن في #قيصري خلال هجوم أتراك على ممتلكات سوريين بالمدينة#فيديو pic.twitter.com/Qq9D3bxFlf
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) July 2, 2024
بيان المخابرات
من جهتها، أعلنت هيئة المخابرات التركية تعقب من وصفتهم بالمحرضين داخل البلاد وفي الشمال السوري، ممن يحرضون ضد السوريين في تركيا والأتراك في الشمال السوري.
وأكدت المخابرات التركية، في بيان لها، القبض على عدد من هؤلاء في مدن أنطاكية، وغازي عنتاب، وقيصري، وقونيا، وبورصة، وإسطنبول، بالتعاون مع وزارة الداخلية وقوات الأمن.
وذكر البيان أن الهدف مما سمتها بالأعمال التحريضية هو محاولة لاستهداف سياسات تركيا الخارجية.
في الأثناء، تواصلت اعتداءات استهدفت لاجئين سوريين في مدينة قيصري وبعض المدن الأخرى المجاورة لليوم الثاني على التوالي، كما امتدت إلى مدن أخرى، بينها إسطنبول، مساء الاثنين، وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة عززت الإجراءات الأمنية حول القنصلية السورية في إسطنبول.
وكانت وسائل إعلام تركية وشخصيات عامة دعت الشعب التركي لالتزام الهدوء والانصياع للقانون، وعدم الانجرار لدعوات وصفتها بالمشبوهة.
مظاهرات وقتلى
وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة في شمال حلب أن مظاهرات متفرقة خرجت في عدة مناطق ضمن سيطرة المعارضة السورية المسلحة، تنديدا بما تعرض له اللاجئون السوريون في ولاية قيصري، مساء الأحد، على يد متظاهرين أتراك.
وطالب المحتجون السوريون الحكومة التركية بحماية اللاجئين السوريين في بلادها، ومنع أي اعتداءات عليهم، كما اعترض المحتجون طريق عدد من السيارات التركية أثناء عبورها بعض المناطق في ريف حلب.
وأفاد مصدر طبي سوري بارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات المناهضة لتركيا في شمال سوريا إلى 7 أشخاص.
وكانت مدينة عفرين بريف حلب الشمالي شهدت أمس تبادل مسلحين مجهولين إطلاق النار مع القوات التركية، مما أدى لوقوع إصابات بين الجانبين، كما أفادت مصادر محلية سورية.
وكان الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة، دعا من جهته، أمس الاثنين، "السوريين في المناطق المحررة إلى تجنب الانجرار وراء أصحاب الفتن، الذين يسعون لتخريب المؤسسات"، مشيرا إلى أنها "ملك للسوريين أنفسهم".
"نتمنى من شعبنا أن يحسنوا معاملة الأتراك الموجودين في شمالي #سوريا".. وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة: نؤكد على حق الشعب بالتظاهر السلمي ونحذر من استغلال حراكه من قبل أعداء الثورة pic.twitter.com/LcFNRPWIOa
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) July 2, 2024
فعاليات ثورية
وفي السياق نفسه، أصدرت فعاليات ثورية وأخرى مدنية في إدلب بيانات، استنكرت فيها الاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا. وقال "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل أمر غير مقبول"، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
يشار إلى أن أعمال عنف مرتبطة بكراهية الأجانب وقعت في تركيا، التي تستضيف نحو 3.2 ملايين لاجئ سوري، عدة مرات في السنوات الأخيرة، وعادة ما تثيرها شائعات تنتشر على مواقع التواصل وتطبيقات الرسائل النصية.
ففي أغسطس/آب 2021 مثلا، استهدفت مجموعات من الأشخاص أعمالا تجارية ومنازل لسوريين في العاصمة أنقرة، بعد خلاف أدى إلى مقتل شخص يبلغ من العمر 18 عاما.