تطورات بالتحقيق في محاولة اغتيال ترامب وبايدن "ممتن" لسلامته

محققون بموقع التجمع الانتخابي لترامب في بنسلفانيا حيث وقعت محاولة الاغتيال (رويترز)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأحد إن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) يقود التحقيق في محاولة الاغتيال التي نجا منها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب أمس السبت خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا.

وفي كلمة هي الثانية له بعد الحادث، قال بايدن "نحن ممتنون لأن الرئيس السابق بصحة جيدة ويتعافى"، مؤكدا أن ما حدث "لا يعبر أبدا عن قيم أميركا ولا يمكن أن نسمح بتكرار هذا أبدا، فلا مكان في أميركا لمثل هذا العنف".

وأضاف أن "الوحدة في بلدنا هي الهدف الأسمى الآن حتى إذا بدت صعبة التحقيق بسبب الخلافات".

وتعهد بايدن بتعزيز الإجراءات الأمنية المحيطة بترامب وفي المؤتمر الجمهوري الذي يبدأ غدا في ميلووكي بولاية ويسكونسن، مشيرا إلى أن "إف بي آي" يتولى قيادة التحقيق في حادثة إطلاق النار وأنه "لا تفاصيل لدينا حتى الآن".

وكان بايدن ألقى كلمة متلفزة مقتضبة مساء السبت بعد الحادثة، وقال البيت الأبيض إنه أجل زيارته التي كانت مقررة غدا الاثنين إلى أوستن بولاية تكساس (جنوب) لإحياء الذكرى الـ60 لصدور قانون الحقوق المدنية.

كذلك، أفاد البيت الأبيض بأن بايدن تحدث مع ترامب، في أول اتصال بينهما منذ المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما في 27 يونيو/حزيران الماضي.

إعلان

وقطع بايدن إجازة عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير ليعود إلى واشنطن، على أن يطلعه المسؤولون الأمنيون على المستجدات خلال النهار وفق البيت الأبيض.

تصريحات ترامب

وفي وقت سابق، وبأول تصريحات له منذ محاولة اغتياله، حض ترامب الأميركيين على الوحدة و"عدم السماح للشر بأن ينتصر"، وقال إن "الله وحده منع وقوع ما لا يمكن تصوره".

وقال ترامب إنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يقف الأميركيون متحدين وأن يظهروا شخصيتهم الحقيقية كأميركيين، وأن يبقوا أقوياء ومصممين، وألا يسمحوا للشر بالانتصار.

وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" أنه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يبدأ غدا الاثنين في ميلووكي بولاية ويسكونسن.

من جهتها، وصفت زوجته ميلانيا منفذ محاولة الاغتيال بـ"الوحش"، وكتبت في بيان على منصة إكس "حاول وحش اعتبر أن زوجي آلة سياسية غير إنسانية، أن يُطفئ شغف دونالد، ضحكته وإبداعه وحبّه للموسيقى وإلهامه"، وفق تعبيرها.

تفاصيل إطلاق النار

ووقع الحادث بينما كان الرئيس السابق يلقي خطابا أمام حشد من مؤيديه في تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا السبت، وقامت عناصر جهاز الخدمة السرية على الفور باصطحاب ترامب إلى خارج موقع التجمع، بينما كانت الدماء تسيل على وجهه.

وأثناء إخراجه، رفع المرشح الجمهوري قبضته أمام الحشد في إشارة تحد، وقال لاحقا "أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى". وقتل أحد الأشخاص الموجودين في الموقع، في حين أصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة، فيما قُتل المشتبه به بإطلاق النار.

في هذه الأثناء، حدد "إف بي آي" في بيان هوية مطلق النار على أنه "توماس ماثيو كروكس (20 عاما) من بلدة بيثيل في بنسلفانيا". كما أفادت وسائل إعلام أميركية أن المسلح الذي أطلق النار كان يحمل متفجرات في سيارته.

وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "سي إن إن" أنه عُثر على مواد متفجرة في سيارة كروكس والتي كانت متوقفة قرب مكان انعقاد التجمع الانتخابي.

إعلان

وقال جهاز الخدمة السرية في بيان إن المشتبه به "أطلق النار مرات عدة باتجاه المنصة من موقع مرتفع خارج التجمع" قبل أن يقوم عناصر الجهاز "بالقضاء عليه".

وأظهر مقطع فيديو نشره موقع "تي إم زد" الأميركي رجلا مسلحا يشتبه بأنه مطلق النار متمركزا على سطح مبنى مصوّبا بندقية، ثم صرخات تعلو في حين تسود بلبلة الحشد.

وفي تصريحات إعلامية، قال المدعي العام في باتلر ريتشارد غولدنغر "بكل صراحة، فوجئت بأنه (مطلق النار) تمكن من الصعود إلى هذا السطح وإطلاق النار".

صدمة عبر العالم

وقد أثارت محاولة الاغتيال صدمة في أنحاء العالم. وعبّر قادة بريطانيا وفرنسا واليابان وكندا والمجر والهند وسواها من الدول عن الغضب والصدمة.

كما كانت للهجوم تداعيات سياسية، إذ سارع عدد من الجمهوريين إلى إطلاق الاتهامات، في حين انتشرت نظريات المؤامرة اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي السياق، نفى جهاز الخدمة السرية أن يكون رفض توفير حماية إضافية لترامب قبل التجمّع الانتخابي في بنسلفانيا، وذلك بعدما طُرحت تساؤلات بشأن الجهاز الأمني المحيط بالرئيس السابق.

يذكر أن الولايات المتحدة شهدت أحداث عنف سياسي عدة، فقد اغتيل الرئيس جون كينيدي عام 1963 في إطلاق نار أثناء وجوده بإحدى سيارات موكبه، كما قُتل شقيقه بوبي كينيدي بالرصاص عام 1968، ونجا الرئيس رونالد ريغان من محاولة اغتيال عام 1981.

المصدر : الجزيرة

إعلان