اشتباكات ضارية شرق رفح والقسام تقصف مقر فرقة غزة
تواصلت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي حين سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، قصفت فصائل المقاومة قاعدة رعيم العسكرية ومستوطنات غلاف غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن عدد الشهداء جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على أحياء رفح منذ فجر اليوم الثلاثاء ارتفع إلى 27 شهيدا، كما تسبب القصف في خروج مستشفى أبو يوسف النجار عن العمل.
وأضاف المراسل أن طائرات الاحتلال شنت غارات واسعة وأحزمة نارية عنيفة على أحياء الصبرة والجنينة والسلام والشابورة والتنور ومخيم أسدود، في حين قصفت مدفعية الاحتلال مبنى بلدية رفح، مما أدى لاندلاع النيران فيه.
وأفادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأنها استهدفت دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105"، واشتبكت مع جنود إسرائيليين تحصنوا داخل بناية بالقرب منها في حي الشوكة، شرقي مدينة رفح.
كما أعلنت القسام قصف حشود للقوات الإسرائيلية شرق مدينة رفح بمنظومة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى، عيار 114 ميليمترا.
وأضافت كتائب القسام أنها قصفت القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق معبر رفح بقذائف هاون من العيار الثقيل، كما قصفت حشودا للقوات الإسرائيلية في موقع كرم أبو سالم العسكري بمنظومة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى.
بدورها، قالت كتائب شهداء الأقصى إنها قصفت بوابل من قذائف الهاون تجمعات جنود العدو وآلياته في حي الشوكة شرقي مدينة رفح.
معبر رفح
وفي قت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على معبر رفح، وقال إن قواته تقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة.
وقال جيش الاحتلال، في بيان، إن "قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة، وفصلت المعبر عن محور فيلادلفيا".
وبذلك تكون قوات الاحتلال قد توغلت في محور صلاح الدين "فيلادلفيا" -لأول مرة منذ انسحابها من قطاع غزة منتصف أغسطس/آب 2005- وهو شريط حدودي يبلغ طوله 14 كيلومترا، يفصل بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وتنص اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل على أن يكون "منطقة عازلة" على طول الحدود بين الطرفين.
وفي أول تعليق رسمي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "العملية العسكرية في رفح لن تتوقف حتى القضاء على حماس أو استعادة المخطوفين".
وتوعد غالانت بأن الجيش الإسرائيلي سيعمق العملية العسكرية في رفح، إن لم يتم التوصل إلى تسوية من أجل استعادة الأسرى وفق تعبيره.
وأعلنت هيئة المعابر في غزة توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى القطاع من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم، بعد توغل آليات إسرائيلية داخل معبر رفح صباح اليوم والسيطرة عليه.
وقال المتحدث باسم هيئة المعابر إن سبب إغلاق معبر رفح هو وجود الدبابات الإسرائيلية داخله، وأضاف أنّ الاحتلال الإسرائيلي يحكم على سكان القطاع بالموت بعد إغلاقه المعبر، في ظل انهيار المنظومة الصحية.
عمليات المقاومة
وفي تطورات ميدانية أخرى، شنت طائرات الاحتلال غارة على مناطق في مدينة دير البلح ومخيم النصيرات.
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب، خلال 24 ساعة الماضية، 6 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 54 شهيدا و96 مصابا.
وبذلك ارتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و789 شهيدا، و87 ألفا و204 مصابين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في المقابل، أعلنت كتائب الشهيد جهاد جبريل أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب القسام مقر قيادة الاحتلال في محور نتساريم وسط القطاع.
من جهتها، قالت كتائب القسام إنها قصفت بدفعة من الصواريخ قاعدة "رعيم العسكرية" مقر فرقة غزة الإسرائيلية.
وأعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أنها قصفت غلاف غزة، ونير إسحاق، برشقات صاروخية.
كما قالت السرايا إنها قصفت بقذائف هاون تجمعا لجنود وآليات الاحتلال في "ممر نتساريم"، وإنها حققت إصابات مباشرة، وقنصت جنديا إسرائيليا شرق حي الشجاعية بمدينة غزة.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نحو 30 صاروخا أطلقت من غزة باتجاه مستوطنات غلاف القطاع منذ صباح اليوم الثلاثاء.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 من جنوده من لواءي النخبة غفعاتي وناحل، وإصابة 14، في القصف الذي استهدف قاعدة عسكرية في كرم أبو سالم بغلاف غزة.
وقال مستشفى سوروكا الإسرائيلي إنه استقبل 10 جرحى أصيبوا أمس في قصف على موقع كرم أبو سالم، 3 منهم في حالة خطيرة.