حراك الجامعات المؤيد لفلسطين يمتد من اليابان إلى المكسيك
توسعت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين عبر جامعات العالم ورفعت شعارات تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وقطع التعاون مع جامعات الاحتلال، إضافة إلى التعبير عن التضامن مع طلاب الجامعات الأميركية الذين يتعرضون للقمع والتضييق من قوات الأمن.
في المكسيك، نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين خياما أمام جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة، ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاما فلسطينية وردّدوا شعارات من بينها "عاشت فلسطين حرّة"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر".
ورفع المحتجّون مطالب عدّة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
وانضمت جامعات طوكيو وصوفيا وتاما آرت وكريستان الدولية وهيروشيما في اليابان إلى الحراك الطلابي العالمي المساند لفلسطين.
وفي كندا، نظم مؤيدون لإسرائيل وقفة أمام المدخل الرئيسي لجامعة ماكغيل في مدينة مونتريال، للاحتجاج على تواصل اعتصام الطلبة المؤيدين للفلسطينيين داخل الخيام في ساحة الجامعة، وطالبوا الشرطة بالتدخل لفض الاعتصام.
وشكّل أفراد الشرطة الكندية سلسلة بشرية بين المتظاهرين لمنع وقوع احتكاكات بين الجانبين. ووقف عدد من اليهود المتدينين مع الجانب الفلسطيني للتعبير عن رفضهم لما يحدث في غزة.
بدورهم، نظم طلاب وأساتذة في جامعة مانشستر ببريطانيا اعتصاما في حرم الجامعة للضغط على إدارتها لقطع علاقاتها بإسرائيل وشركات تصنيع السلاح التي تصدر لها.
وقال المنظمون الذين نصبوا خياما في حرم الجامعة إن 50 طالبا على الأقل يشاركون في الاعتصام، وإنهم على تواصل مع زملاء لهم في الولايات المتحدة وينخرطون في حراك الجامعات الداعم لوقف الحرب على غزة.
ونصب طلاب من كلية لندن الجامعية في العاصمة البريطانية خياما في حرم الجامعة، مطالبين بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ودعا الطلاب إلى سحب استثمارات الجامعات البريطانية من شركات يتهمونها بالتواطؤ في جرائم إبادة جماعية إسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة. كما طالبوا بإنهاء أي تعاون أكاديمي في هذا المجال.
وامتدت الاحتجاجات إلى سويسرا، حيث اعتصم حوالي 100 طالب من الرافضين للحرب في قاعة بمبنى تابع لجامعة لوزان. وطالب المعتصمون بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي فرنسا، أعلن معهد العلوم السياسية أنه سيغلق اليوم الجمعة فرعه الرئيسي في باريس بعد أن احتل طلاب محتجون معارضون للعدوان على غزة مباني جديدة في حرم المعهد.
وحمّل مندوبو الطلبة إدارة المعهد مسؤولية إخفاق المفاوضات، واتهموها بازدواجية المعايير، مشيرين إلى أنها علقت التعاون مع الجامعات الروسية في إطار العقوبات التي فرضت ردا على الحرب على أوكرانيا.
وشهدت مدينة ليل شمالي البلاد مظاهرات طلاب أمام المدرسة العليا للصحافة ومعهد العلوم السياسية، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة.
وندّد المتظاهرون بجريمة الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مطالبين بموقف حازم لإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، والامتثال للشرعية الدولية.
واتهم المتظاهرون الغرب بالتواطؤ في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، مطالبين بإنصاف الشعب الفلسطيني، وتمكينه من إقامة دولته على أرضه. وقد تدخلت الشرطة مستعملة الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم.
وفي تركيا، نظم طلاب جامعات مسِيرات للاحتجاج ضد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وإظهار الدعم للمسيرات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأميركية. وشملت المظاهرات جامعة إيجه بمحافظة إزمير، وجامعة ميديبول إسطنبول وجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم.
ويأتي هذا الحراك الجامعي امتدادا للاحتجاجات التي شملت نحو 30 جامعة في الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الماضية، كان أبرزها في جامعة كولومبيا بنيويورك.
ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن جامعة كولومبيا أنه سيتم إعادة فتح الحرم الجامعي أمام أعضاء هيئة التدريس ابتداء من صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد اعتقال عشرات من الأشخاص إثر فض اعتصام داخل حرم الجامعة.
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحكومة الفدرالية فتحت تحقيقا يتعلق بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا بعد شكوى بشأن مزاعم تعرض طلاب مناصرين لفلسطين لمضايقات لعدة أشهر.
ودعت رابطة الأساتذة الجامعيين الأميركيين مجلس الجامعة للتصويت بسحب الثقة من رئيسة الجامعة نعمت شفيق وكل إدارة الجامعة، وندد البيان باستدعاء شفيق للشرطة لفض الاعتصام في الجامعة.
وفي أتلانتا، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن وزارة التعليم الأميركية فتحت تحقيقا فدراليا في جامعة إيموري بعد شكوى بسبب المناخ العدائي المعادي للإسلام والمناهض للفلسطينيين في الحرم الجامعي.
وفضّت إدارة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، بالاستعانة بشرطة كامبردج، ساحة اعتصام أقامها طلاب المعهد أمام أحد مباني الجامعة التقنية الأولى أميركيا وعالميا.
وفي العاصمة واشنطن، يواصل الطلاب في جامعة جورج واشنطن اعتصامهم لليوم الثامن على التوالي وسط ترقب لدعوات لمسيرة مؤيدة لإسرائيل تقتحم الحرم الجامعي حيث الاعتصام.
ويخشى المعتصمون من هذه المسيرة التي قد تتسبب في اشتباكات وتكرار ما حدث في جامعات أخرى وخصوصا جامعتي كولومبيا وكاليفورنيا حيث انتهى الأمر بفض قوات الشرطة الاعتصام بحجة أحداث العنف.
وتمتنع شرطة العاصمة واشنطن حتى اللحظة عن تلبية طلب الجامعة وفض الاعتصام بالقوة رغم ما تتعرض له من ضغوط سياسية خصوصا من الجمهوريين في الكونغرس.