رئيس وزراء سلوفاكيا في حالة حرجة بعد محاولة اغتيال
أعلنت السلطات في سلوفاكيا أن رئيس الوزراء روبرت فيكو ما زال في حالة حرجة بعدما تعرض اليوم الأربعاء لمحاولة اغتيال أثارت صدمة في البلاد ولقيت إدانات عالمية واسعة.
وقال وزير الداخلية السلوفاكي ماتوس سوتاج إستوك للصحفيين في المستشفى الذي يعالج فيه فيكو مساء اليوم "تلقينا معلومات من أطباء العمليات بأن رئيس الوزراء في حالة حرجة وأن حياته في خطر وما زال في غرفة العمليات".
وذكر المكتب الحكومي، في بيان، "وقعت محاولة لاغتيال رئيس الوزراء روبرت فيكو اليوم أمام مقر اجتماع للحكومة في هاندلوفا" وسط البلاد.
وأضاف البيان أن رئيس الوزراء نقل بطائرة مروحية من مدينة هاندلوفا إلى مدينة بانسكا بيستريتسا لأن الرحلة إلى العاصمة براتيسلافا تستغرق وقتا طويلا بالنسبة لضرورة التدخل العاجل.
وقالت قناة إخبارية محلية إن رئيس الوزراء (59 عاما) أصيب في بطنه بعد أن أُطلقت عليه 4 رصاصات.
من جهتها، أفادت وكالة رويترز بأن دوي طلقات نارية سمع عقب اجتماع الحكومة الذي عقد في هاندلوفا شمال شرق العاصمة براتيسلافا.
وأضافت أن الشرطة ألقت القبض على رجل، بينما دفعت قوات الأمن شخصا آخر داخل سيارة وانطلقوا بهما.
وذكرت صحيفة "دينيك إن" المحلية أن مراسلها سمع عدة طلقات نارية ثم شاهد الحراس وهم يسارعون لحمل رئيس الوزراء ونقله إلى سيارة.
اعتقال مشتبه به
وقالت رئيسة سلوفاكيا المنتهية ولايتها زوزانا كابوتوفا للصحفيين إن الشرطة اعتقلت المهاجم. وأضافت "أنا في حالة صدمة، كلنا مصدومون من الهجوم المروع والفظيع".
وعرض التلفزيون السلوفاكي لقطات لرجل في منتصف العمر يرتدي الجينز وهو مكبل اليدين على الأرض.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع السلوفاكي روبرت كالينياك أن الهجوم على رئيس الوزراء هو "اعتداء سياسي".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في المستشفى الذي يعالج فيها فيكو "هذا أمر واضح تماما، وعلينا أن نرد بناء على ذلك".
ويتولى فيكو -الذي يوصف بأنه مقرب من الكرملين– منصبه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد أدلى منذ ذلك الحين بسلسلة تصريحات أدت إلى توتير العلاقات بين سلوفاكيا وأوكرانيا المجاورة.
وكان قد ترأس الحكومة في السابق بين 2006 و2010 وكذلك من 2012 إلى 2018. وعرف بمواقفه المعادية للإسلام والمهاجرين، واشتهر بإطلاقه عبارة "لا للإسلام في بلدي".
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن المعلومات شحيحة بشأن المشتبه به، مشيرة إلى أن بعض السياسيين من ائتلاف رئيس الوزراء سارعوا إلى الادعاء بأن تحريض المعارضة هو الذي أدى لوقوع محاولة الاغتيال.
ونقلت عن توماس تارابا نائب رئيس الوزراء قوله إن "المعارضة الحاقدة بأكملها أصابعها ملطخة بالدماء".
وربط سياسيون آخرون بين هذا الهجوم والانقسامات السياسية الحادة التي تشهدها سلوفاكيا.
إدانات واسعة
وقد توالت الإدانات للهجوم عالميا، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنها "جريمة بشعة".
وأضاف في بيان نشره الكرملين "أعرف أن روبرت فيكو رجل شجاع وقوي الروح. وآمل بشدة أن تساعده هذه الصفات على تحمل هذا الوضع الصعب".
كما ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بالهجوم ووصفه بأنه "عمل عنف رهيب"، وقال إنه والسيدة الأميركية الأولى جيل بايدن يصليان من أجل تعافي فيكو سريعا، وأضاف "قلوبنا مع عائلته وشعب سلوفاكيا".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة "الهجوم المثير للصدمة"، وقال الناطق باسمه فرحان حق إن مشاعر الأمين العام مع رئيس الوزراء السلوفاكي وأحبابه في هذا الوقت العصيب.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن إدانته للهجوم "المروع"، وقال إنه "ينبغي بذل كل جهد لضمان ألا يصبح العنف هو القاعدة في أي بلد".
كما عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن صدمته لإطلاق النار على فيكو، وقال "أدين بشدة هذا الهجوم".
وندد المستشار الألماني أولاف شولتس بالاعتداء "الجبان" على رئيس الوزراء السلوفاكي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه "شعر بالصدمة لسماع هذا النبأ الرهيب".
ووصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ما حدث بأنه "هجوم غاشم"، معبرة عن "صدمتها وإدانتها لكل أشكال العنف والهجوم على المبادئ الأساسية للديمقراطية والحرية".
وعبّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عن صدمته إزاء هذا الهجوم، متمنيا لفيكو "القوة للتعافي بسرعة".