الجيش الإسرائيلي يحشد ألوية للقتال بغزة ويتأهب لاجتياح رفح
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء سحب لواءين من الحدود الشمالية استعدادا لتنفيذ مهام في غزة، في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام إسرائيلي عن اجتياح وشيك لمدينة رفح جنوبي القطاع.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه حشد لواءين من قوات الاحتياط لمواصلة ما سماها مهمة الدفاع والهجوم في قطاع غزة تحت قيادة الفرقة 99، مشيرا إلى أن اللواء 2 التابع للفرقة 146 واللواء 679 التابع للفرقة 210، اللذين عملا حتى الآن على الحدود الشمالية أجريا الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لمهمتهما في قطاع غزة.
ولم يوضح البيان سبب سحب سحب اللواءين من الشمال باتجاه غزة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن القوات التي يتم حشدها ستحل محال كتيبة "ناحال" التي يفترض أن توكل إليها مهمة اجتياح رفح.
وفي الإطار، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن الجيش متأهب لبدء عمليته البرية في رفح قريبا، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية من عواقب كارثية، حيث تؤوي المدينة نحو 1.5 مليون نازح.
من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش نقل ألوية الاحتياط إلى الكرمل بعد تدريبها، وأنها ستتحرك من الشمال للقتال في غزة.
وكانت هيئة البث قالت مساء أمس إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح قريبا جدا في عملية عسكرية تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان وبموافقة أميركية.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس إجراءات يتعين اتخاذها تحضيرا لعمليات في رفح، وخاصة في ما يتعلق بإجلاء المدنيين.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن تل أبيب تسعى لإقناع واشنطن بأن العملية في رفح ضرورية، وأن تديرها غرفة مشتركة إسرائيلية أميركية.
وتقول إسرائيل إن الهجوم المرتقب على رفح يهدف لتفكيك 4 كتائب عسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إجلاء السكان
وقد نشرت وكالة أسوشيتد برس صور أقمار صناعية قالت إنها تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقرب من خان يونس المتاخمة لرفح في إطار الاستعدادات الجارية للعملية العسكرية المحتملة.
وفي إشارة إلى قرب تنفيذ العملية، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين مصريين أن إسرائيل تعد لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس.
وبحسب المصدر نفسه، من المفترض أن تستغرق عملية الإجلاء أسبوعين إلى 3 أسابيع، وأن تنظم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول عربية.
وكانت مصر نفت أمس أن تكون ناقشت مع إسرائيل العملية العسكرية المرتقبة في رفح وأكدت مجددا معارضتها لها، كما حذر الأردن اليوم من أن اقتحام رفح سيؤدي إلى مجزرة إسرائيلية جديدة.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بات رايدر أمس إنه لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على بدء أي نوع من العمليات البرية الكبرى في رفح، مضيفا أن بلاده لم تطلع بعد على أي خطة إسرائيلية مفصلة تعالج المخاوف الأميركية من تداعيات الاجتياح المحتمل على المدنيين.
عملية شمال غزة
وفي التطورات العسكرية أيضا، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف بيت لاهيا شمالي قطاع غزة استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في المنطقة.
وكان جيش الاحتلال أصدر أوامر لـ4 أحياء في بيت لاهيا بإخلائها بزعم أنها تشهد قتالا خطيرا.
ودفعت التهديدات الإسرائيلية أعدادا من سكان بيت لاهيا إلى النزوح باتجاه مناطق أخرى بشمال القطاع.
وقد كشفت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قرر بدء العملية في أعقاب إطلاق الصواريخ في الأيام الأخيرة من مناطق بالشمال باتجاه سديروت وعسقلان وزيكيم ومستوطنات أخرى في غلاف غزة.
ومؤخرا نفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية هي الأولى منذ 4 أشهر في بيت حانون، كما نفذ مؤخرا عملية عسكرية شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفي محيط مخيم النصيرات الذي شهد معارك عنيفة مساء أمس، قال سكان إن مروحية إسرائيلية هبطت وخاضت اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين.
وعلى الرغم من ادعائها تفكيك معظم كتائب حماس، إلا أن القوات الإسرائيلية لا تزال تواجه مقاومة كبيرة في كل أنحاء قطاع غزة.