تحذيرات غربية ومخاوف من رد إيراني يستهدف إسرائيل
أفاد مسؤول أميركي لمراسل الجزيرة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الولايات المتحدة رصدت تحركات عسكرية إيرانية خلال الأيام الماضية تتعلق بهجوم محتمل على إسرائيل.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن هناك مؤشرات على نية إيران مهاجمة إسرائيل قريبا، لكنه لفت في المقابل إلى أن هذه المعطيات قد تتبدل.
في حين كشف مسؤول أميركي آخر لمراسل الجزيرة أن إدارة الرئيس جو بايدن تجري اتصالات مع إيران عبر قنوات سرية، وقال المسؤول رسالتنا للإيرانيين هي "لا تهاجموا إسرائيل".
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت أن مبعوث بايدن الخاص للشرق الأوسط تواصل مع وزراء خارجية قطر والسعودية والعراق والإمارات، وطلب منهم نقل رسائل إلى إيران من أجل نزع فتيل التوتر في المنطقة.
ووفقا للوكالة، فقد تحدث وزراء الخارجية العرب الأربعة مع وزير الخارجية الإيراني بعد ذلك الليلة الماضية.
وفي وقت لاحق، نقلت رويترز -مساء الخميس- عن مصدر مطلع على الاستخبارات الأميركية قوله إن "إيران كانت واضحة للغاية بأن ردها سيكون منضبطا وغير تصعيدي، ومن غير المستبعد أن يشن أحد أعضاء محور المقاومة هجوما على إسرائيل في أي وقت".
في الأثناء، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون -الخميس- إنه أوضح لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع، وذلك في أعقاب التهديدات التي وجهتها الجمهورية الإسلامية لإسرائيل.
وقال كاميرون -في منشور على منصة إكس- "لقد أوضحت اليوم لوزير الخارجية أمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع نطاقا.. أشعر بقلق بالغ إزاء احتمال أن يؤدي سوء تقدير إلى مزيد من العنف. وينبغي لإيران بدلا من ذلك أن تعمل على وقف التصعيد ومنع المزيد من الهجمات".
عتب إيراني
وفي سياق التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الوزير حسين أمير عبد اللهيان انتقد -في اتصال بنظيره البريطاني ديفيد كاميرون– عدم إدانة لندن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
وأشارت الوزارة -في بيان لها- إلى أن عبد اللهيان قال لكاميرون إن "صمت واشنطن ولندن يشجع بنيامين نتنياهو على توسيع الحرب" .
وتزامنت تصريحات عبد اللهيان مع ما نشرته بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة عبر منصة إكس من أنه "لو دان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الهجوم الشنيع الذي شنه النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق ثم قدم مرتكبيه للعدالة، لكان من الممكن تجنب ضرورة معاقبة إيران لهذا النظام المارق".
وكان عبد اللهيان قد ذكر -في تصريحات سابقة- أنه في ظل "نقض الكيان الإسرائيلي لكل القوانين الدولية الخاصة بالبعثات الدبلوماسية، فإن الدفاع عن النفس حق مشروع وضرورة إستراتيجية".
يذكر أن القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق تعرض مطلع الشهر الجاري لهجوم صاروخي إسرائيلي، في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل 7 من أعضائه، بينهم الجنرال في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي.
وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قال إن إسرائيل ارتكبت خطأ عندما قتلت الجنرال زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان.
ولم تعترف إسرائيل رسميا باغتيال زاهدي، لكنها لم تنف مسؤوليتها أيضا.
تحذيرات إسرائيلية
على الجانب الآخر، توعد نتنياهو بالرد على إيران في حال مهاجمتها إسرائيل انتقاما لاغتيال الجنرال زاهدي.
وقال نتنياهو -في حديث للطيارين الإسرائيليين- "نعيش أياما مليئة بالتحديات"، مشيرا إلى أنهم يستعدون "لسيناريوهات تشمل تحديات تنطلق من ساحات أخرى (لم يحددها)، لقد حددنا مبدأ بسيطا مفاده بأن من يؤذينا نؤذيه"، وذلك في إشارة إلى هجوم إيراني متوقع.
وفي محاولة منه لاستعادة قوة الردع الإسرائيلي التي تأثرت بشدة في معركة طوفان الأقصى، أكد نتنياهو أنهم يستعدون "لتلبية احتياجات دولة إسرائيل الأمنية، في الدفاع والهجوم على حد سواء".
ولم تقف التهديدات الإسرائيلية التي تتزايد يوما بعد يوم عند نتنياهو، فقد قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الهجوم على إسرائيل "من الأراضي الإيرانية سيكون دليلا على أن إيران تحاول إشعال النار في الشرق الأوسط".
في حين نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن وقع هجوم "إيران مباشرة من أراضيها، فسيتعين علينا الرد بقوة ودون تأخير".
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة كان العبرية أن قيادة الجبهة الداخلية أفادت رؤساء المستوطنات بأن يستعدوا "لاحتمال رد فعل إيراني خلال الأيام المقبلة من دون إثارة الذعر".
وفي وقت لاحق من مساء الخميس، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن إن هجوما إيرانيا مباشرا سيستلزم ردا إسرائيليا ملائما على إيران.
دعم وتحذير
في أثناء التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، عبّرت عدة دولة غربية عن دعمها لإسرائيل وما تسميه حقها في "الدفاع عن النفس".
فمن جانبه، ذكر البيت الأبيض أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يزال ثابتا في مواجهة تهديدات إيران ووكلائها، مؤكدا في الوقت ذاته أن واشنطن لا تريد للصراع في المنطقة أن يتوسع.
وذكرت الخارجية الأميركية أنها أوصلت رسائل لإيران وأطراف عدة أخرى في المنطقة تحذر من مغبة التصعيد، مشيرة إلى أن أي تصعيد إيراني سينعكس ضرره على العالم كله.
الخوف من توسع الصراع كان دافعا لبريطانيا أيضا لتطالب إيران بضبط النفس، وذلك خلال اتصال بين وزيري خارجية البلدين، وفق ما ذكر بيان الخارجية الإيرانية.
ورغم الحرص على عدم توسع الصراع في المنطقة، فقد أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن "تهديد إيران بتنفيذ ضربة ضد إسرائيل غير مقبول"، مؤكدا بشكل واضح أن بلاده تؤيد "بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
كما ذكرت القناة الـ12 أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ رئيس الكنيست الإسرائيلي خلال لقائهما أن فرنسا حذرت "إيران من مهاجمة إسرائيل".