الخرطوم وطهران تنفيان التوجه لإنشاء قاعدة بحرية إيرانية بالسودان
نفى مسؤولون في الخرطوم وطهران صحة ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية التي قالت إن إيران طلبت إقامة قاعدة عسكرية لها في السودان على البحر الأحمر مقابل إرسال سفينة حربية لدعم الجيش.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، اليوم الاثنين، إن بلاده لم تطلب من السودان إنشاء قاعدة عسكرية لها على البحر الأحمر، ورأى أن هذا الادعاء له دوافع سياسية، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السوداني علي الصادق خلال مقابلة مع وكالة أنباء روسية أمس الأحد إن بلاده لم تتلقَّ أي طلبات من إيران لإنشاء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر.
وقالت وول ستريت جورنال، في تقريرها المنشور أمس، إن إيران حاولت إقناع السودان بأن يسمح لها بإقامة قاعدة بحرية، وتعهدت بإرسال سفينة حربية وأسلحة لدعم القوات المسلحة السودانية في قتالها ضد قوات الدعم السريع.
ونقلت الصحيفة عن أحمد حسن محمد، الذي قالت إنه مستشار استخبارات لقائد الجيش السوداني، قوله إن الخرطوم رفضت الاقتراح الإيراني لتجنب استعداء الولايات المتحدة وإسرائيل.
مستشار غامض
من جانبها، قالت صحيفة "السوداني" إن الجيش نفى لها وجود مستشار بهذا الاسم للاستخبارات العسكرية أو لقائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
وذكرت الصحيفة السودانية أن الاستخبارات العسكرية تبحث عن هوية هذا الشخص الذي "انتحل صفة مستشار الاستخبارات العسكرية للقائد العام للجيش… والجهة التي تقف خلفه".
ووفقا لتقرير وول ستريت جورنال فإن الطلب الإيراني يسلط الضوء على كيفية سعي القوى الإقليمية للاستفادة من الحرب المستمرة منذ 10 أشهر في السودان للحصول على موطئ قدم في البلاد، التي تعد مفترق طرق إستراتيجيا بين الشرق الأوسط وجنوب الصحراء الكبرى الأفريقية مع ساحل البحر الأحمر.
وتدور المعارك في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو حميدتي.
وخلّفت الاشتباكات آلاف القتلى، بينها ما يصل إلى 15 ألف قتيل في مدينة واحدة بإقليم دارفور (غربي البلاد)، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة، كما أدى القتال إلى تشريد أكثر من 10 ملايين سوداني بين نازحين داخل البلاد ولاجئين إلى دول الجوار.