لماذا هاجم تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان حفلا في موسكو؟
قُتل ما لا يقل عن 93 شخصا أمس الجمعة عندما فتح مسلحون يرتدون ملابس مموهة النار من أسلحة آلية على أشخاص خلال حفل موسيقي بالقرب من موسكو، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في روسيا منذ عقود.
وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية -عبر تطبيق تلغرام- إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن الهجوم، وقال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تؤكد إعلان التنظيم.
وفي ما يلي معلومات حول الفرع الأفغاني للتنظيم المعروف باسم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان ودوافعهم لمهاجمة روسيا:
ما تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان؟
ظهر تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في شرق أفغانستان أواخر 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته، واستمد اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية نشاطا، وشهد عدد أعضائه انخفاضا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبا. وألحقت حركة طالبان والقوات الأميركية خسائر فادحة بالتنظيم.
وقالت الولايات المتحدة إن قدرتها على زيادة النشاط الاستخباراتي ضد الجماعات المسلحة في أفغانستان، مثل الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، تراجعت منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد عام 2021.
ما الهجمات التي نفذها التنظيم؟
لدى الدولة الإسلامية-ولاية خراسان تاريخ من الهجمات، منها هجمات استهدفت مساجد داخل أفغانستان وخارجها.
وفي وقت سابق من العام الجاري، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابل.
وكان التنظيم مسؤولا عن هجوم على مطار كابل الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأميركية الفوضوية من أفغانستان.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال أكبر جنرال أميركي في الشرق الأوسط إن الدولة الإسلامية-ولاية خراسان يمكن أن تهاجم مصالح أميركية وغربية خارج أفغانستان "خلال أقل من 6 أشهر ودون سابق إنذار".
لماذا يهاجمون روسيا؟
يقول خبراء إن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السنوات القليلة الماضية، ولكن الهجوم الذي نفذه التنظيم في روسيا أمس يمثل تصعيدا كبيرا.
وقال كولين كلارك من مركز سوفان -مجموعة بحثية مقرها واشنطن- إن "تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان ركز اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارا انتقادا لبوتين".
وقال مايكل كوجلمان من مركز ويلسون -الذي مقره واشنطن- إن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار".
وأضاف أن التنظيم يضم أيضا بين أعضائه عددا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم الخاصة حيال موسكو.