تقرير مبدئي بشأن "حياد" الأونروا وتشريع أميركي لمنع تمويل الوكالة
كشفت متحدثة باسم الأمم المتحدة عن جانب من النتائج الأولية التي توصلت إليها لجنة مكلفة بتقييم "حياد" وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تتعرض لحملة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، في حين يستعد الكونغرس الأميركي لإصدار تشريع لمنع تمويل الوكالة.
وانتهت اللجنة التي كلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء تحقيق بشأن الأونروا و"حيادها" برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا من كتابة تقريرها المبدئي، لكنها لم تنشره. ومن المنتظر صدور التقرير النهائي بحلول 20 أبريل/نيسان المقبل ونشره.
وقالت فلورنسيا سوتو نينو المتحدثة باسم غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن التقرير المبدئي أظهر أن الأونروا تطبق "عددا كبيرا من الآليات والإجراءات لضمان احترام مبدأ الحياد الإنساني".
لكنها أضافت أن "اللجنة حددت أيضا مجالات حساسة ما زال يجب التعامل معها"، من دون ذكر تفاصيل.
وتتعرض الأونروا لضغوط غربية منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة البالغ عددهم 30 ألفا بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد هذه الاتهامات الإسرائيلية، أعلنت حوالي 15 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة، الجهة المانحة الرئيسية للأونروا، تعليق تمويلها للوكالة رغم تحذيرات الأمم المتحدة من أنه لا بديل يقوم بعمل الوكالة ولا سيما مع التحذيرات المتصاعدة من المجاعة في غزة.
قيود على الوكالة
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة نيويورك تايمز اليوم عن وثائق اطلعت عليها أن الأونروا وافقت على تسليم قائمة بموظفيها إلى السلطات الإسرائيلية كل 3 أشهر.
في الوقت نفسه، اتفق مشرعون في الكونغرس الأميركي مع البيت الأبيض على مشروع قانون يشمل تمويلا حكوميا ضخما للجيش وهيئات أخرى، ويتضمن مواصلة حجب التمويل عن الأونروا حتى مارس/آذار 2025، وفقا لما نقلته نيويورك تايمز ووكالة رويترز عن مصادر مطلعة.
وسيؤدي هذا التشريع إلى عجز بمئات ملايين الدولارات في ميزانية الأونروا، وما يترتب عليه من تداعيات كارثية لسكان غزة.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وتقيّد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، وأدى لموت أطفال ومسنين جوعا، في ظل وجود نحو مليوني نازح في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.