الأمم المتحدة تطلق تحذيرات جديدة بشأن المجاعة في غزة
كرر مسؤولون في الأمم المتحدة تحذيراتهم من موت فلسطينيين في غزة من الجوع، وذلك بعدما نشرت وكالات أممية -أول أمس الاثنين- تصنيفا جديدا لانعدام الأمن الغذائي في القطاع جراء الحرب الإسرائيلية.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين -في بيان- إن معايير "التصنيف المرحلي المتكامل" لإعلان المجاعة لم تستوف نظريا، لكن "سكان غزة يموتون من الجوع".
ويقدّر برنامج الغذاء العالمي أن واحدا من كل 3 أطفال في شمال القطاع يعاني سوء التغذية، وأن "سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتزايد بوتيرة قياسية".
في الوقت نفسه، قالت بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن "وجود 50% من كل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة هو أمر غير مسبوق".
وأضافت بيكدول، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، "إذا لم يحدث تغيير في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، ستحدث المجاعة".
وأوضحت أن المجاعة "قد تكون بدأت في الشمال، لكننا لم نتمكن بعد من التحقق من ذلك، بسبب عدم إمكان الوصول إلى المناطق المعنية".
وأشارت بيكدول إلى أن الوقف الفوري لإطلاق النار سيسمح بإدخال ما يكفي من الغذاء والدواء ومياه الشرب لتجنب المجاعة، لكن ذلك "لا يبدو مرجحا خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة".
بدوره، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث -في منشور على منصة إكس- "يجب على المجتمع الدولي أن يشعر بالخجل لعدم تمكنه من وقف المجاعة".
وحسب تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" الذي نشرته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة الاثنين، فإن نصف سكان غزة -أي نحو 1.1 مليون فلسطيني- يعانون "انعداما كارثيا للأمن الغذائي" جراء الحرب.
وهذا أكبر رقم يسجله التصنيف الذي يعرّف المجاعة بأنها "مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء".
وقال التقرير إن "المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية ويتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس/آذار ومايو/أيار 2024" ما لم يتم القيام بشيء للحيلولة دون وقوعها.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء.
وحسب منظمة أوكسفام، دخلت 2874 شاحنة إلى القطاع في فبراير/شباط الماضي، أي ما يعادل 20% فقط من المساعدات اليومية التي كانت تصل قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إنه ما زالت هناك "نافذة ضيقة" لمنع المجاعة، لكن الأمر يتطلب "الوصول الفوري وغير المقيد إلى الشمال".
وأضافت "إذا انتظرنا حتى إعلان المجاعة، سيكون الأوان قد فات وسيموت آلاف آخرون".