بايدن: أقنعت السيسي بفتح معبر رفح وإسرائيل تجاوزت الحد في غزة
كشف الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يرد في البداية فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكنه تحدث معه وأقنعه بفتحه، حسب قوله، في حين تتصاعد المخاوف بشأن عملية عسكرية إسرائيلية مرتقبة في رفح المكتظة بمئات الآلاف من النازحين.
ووصف بايدن سلوك الرد الإسرائيلي في غزة بأنه تجاوز الحد، وذلك في تصريحات غير مسبوقة تنتقد السلوك الإسرائيلي، وأكد أنه يعمل من أجل التوصل إلى وقف مستدام للقتال.
وقال في كلمة مفاجئة بالبيت الأبيض مساء أول أمس الأربعاء إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث "هناك كثير من الناس الأبرياء من النساء والأطفال يتضورون جوعا وفي أمسّ الحاجة إليها"، وفق تعبيره.
وفيما يبدو أنه خلط بين الرئيسين المصري والمكسيكي، قال بايدن ردا على سؤال في مؤتمر صحفي "في البداية لم يكن رئيس المكسيك السيسي يريد فتح المعبر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وقد تحدثت إليه وأقنعته بأن يفتح المعبر، كما تحدثت مع بيبي (نتنياهو) وأقنعته بفتح الجانب الإسرائيلي من المعبر".
الرئيس بايدن يصف الرئيس السيسي بالرئيس المكسيكي. ويؤكد أنه بذل مجهودا في إقناع السيسي بفتح معبر رفح رغم معارضة الرئيس المصري لذلك في البداية!
قالها الرئيس الأمريكي وهو يدافع عن موقفه من توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة ردا على آخر سؤال بمؤتمره الصحفي اليوم، فقال: "في البداية كان… https://t.co/eQVRNzB82k— حافظ المرازي (@HafezMirazi) February 9, 2024
وتحدث الرئيس الأميركي عن اتصالاته التي يجريها منذ بداية الحرب مع المسؤولين القطريين والمصريين والسعوديين، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدا أنه يدفع بقوة من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع.
وأضاف خلال كلمته أنه ظل يضغط بشدة من أجل التوصل إلى اتفاق للهدنة يتضمن إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبعدما أعلنت واشنطن تأييدها الكامل للحرب الإسرائيلية على غزة ورفضها وقفا دائما لإطلاق النار، تزايدت الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي وبدأت تظهر في الأسابيع الأخيرة بعض الخلافات في الأولويات بين البيت الأبيض وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشهدت التصريحات الأميركية تغيرا في لغة واشنطن تجاه حكومة نتنياهو.
عملية رفح
وفي وقت سابق الخميس، قال البيت الأبيض إنه لن يدعم أي خطط إسرائيلية للقيام بعمليات عسكرية كبيرة في رفح، وإن المفاوضات مستمرة بشأن إطلاق سراح المحتجزين وإنجاز اتفاق هدنة في غزة.
وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن أجزاء من رد حماس "كانت إيجابية للغاية وأخرى تحتاج إلى مزيد من العمل"، مشيرا إلى أنه يتم العمل على مدار الساعة، وأن واشنطن متفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق.
وأكد كيربي "أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود أكثر من مليون -وربما أكثر من مليون ونصف المليون- فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن مأوى في رفح دون الأخذ في الاعتبار واجب سلامتهم، ستكون كارثة، ولن نؤيدها".
وقال إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أوضح مخاوف الولايات المتحدة بشأن مثل هذه العمليات.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس مناطق في المدينة الحدودية بجنوب قطاع غزة التي لجأ إليها أكثر من نصف سكان القطاع، لكن كيربي أشار إلى أن واشنطن لم تر خططا مقنعة بأن الجيش الإسرائيلي على وشك إطلاق عملية عسكرية في رفح.
ودخلت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة شهرها الخامس، ومعظم ضحاياها من الأطفال والنساء، وفق السلطات الفلسطينية، كما تسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
وفي أحدث الإحصاءات قالت وزارة الصحة في غزة أمس الخميس إن ما لا يقل عن 27 ألفا و840 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 67 ألفا و317 في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.