"وين نروح؟" سؤال أهل غزة اليومي

Palestinians are walking along a flooded street following heavy rains in Deir El-Balah, in the central Gaza Strip, on December 12, 2023, amid ongoing battles between Israel and the Palestinian militant group Hamas. (Photo by Majdi Fathi/NurPhoto via Getty Images)
غزارة الأمطار تزيد من معاناة أهالي غزة خلال النزوح (غيتي).

منذ العدوان والاجتياح الإسرائيلي على غزة بدأ الأهالي بالنزوح من منطقة إلى أخرى من شمالها إلى جنوبها، بحثا عن مكان آمن يلجؤون إليه، ومع استمرار التهجير القسري لسكان شمال ووسط قطاع غزة، كان السؤال الدائم على لسان من نزح قسرا "وين نروح؟"

كثير من مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي كانت تُظهر معاناة الناس مع النزوح، والمساكن السيئة التي يلجؤون إليها لتقيهم برد الشتاء القارس.

ولكن هناك مشاهد لا توثّقها عدسات المصورين، ولكن يكتبها من شاهدها لتبقى شاهدة على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بحق أهالي القطاع.

وكتب عضو لجنة الطوارئ ببلدية غزة عاصم النبيه تدوينه عبر حسابه على منصة إكس، تحكي معاناة أم هاربة مع أطفالها من القصف الإسرائيلي، وتبحث عن أي مركبة تقلها وأطفالها إلى مكان آمن يقيهم من حبات المطر، فقال عصام "حزني على الأم الهاربة من القصف، تتوارى مع أبنائها من المطر، تحاول إيقاف سيارة لتقيهم البرد والبلل، عيونها متلهفة لمن يستجيب".

لم يستجب أحد، السيارات القليلة ممتلئة، الأطفال يرتجفون من البرد، الأم تحاول دون يأس، أين يذهب النازحون؟ لا تكلّ المرأة، كأن عيونها تخاطب السائقين "لا تحملوني، خذوا الأطفال فقط". تتوقف سيارة ما، تتلهف السيدة، يرغب السائق أن يحملهم، يتساقط المطر أكثر، يتذكر السائق أن سيارته ممتلئة تماما، وأنه لم يحمل كل عائلته معه، يرفع يده معتذرا، تقف الأم حائرة للحظات، تنظر إلى أبنائها وتعود لتستمر في المحاولة.

ويختتم عصام تدوينته بسؤال الأم الموجع الذي كررته: "وين نروح؟ وين نروح؟ "، المكان شارع المغربي، غزة، الزمان فجر 30 من يناير/كانون الثاني 2024.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان