بينما الاحتجاجات تعم باكستان مفوض حكومي يقر بتزوير الانتخابات
إسلام أباد – فاجأ مفوض حكومي -اليوم السبت- الجميع عندما اعترف على الملأ بأنه قام بتزوير نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في 8 فبراير/شباط الجاري، معلنا استقالته من منصبه، وطالب بإيقاع العقوبة على كل من شارك في التزوير.
واعترف لياقت علي تشاثا مفوض حكومي في مدينة روالبندي (جنوب شرق إسلام آباد) بالتزوير بنتائج الانتخابات التي جرت تحت إشرافه في مدينة روالبندي.
في غضون ذلك اجتاحت مظاهرات احتجاجية العديد من المدن الباكستانية ضد ما سموه التلاعب الذي وقع في الانتخابات، مطالبين بإعادة الفرز لتكون النتائج صحيحة، مؤكدين أحقية أنصار عمران خان مؤسس حزب حركة إنصاف بالفوز بالمزيد من المقاعد.
وقال تشاثا في مؤتمر صحفي في روالبندي بعد ظهر اليوم السبت "أنا أتحمل المسؤولية عن كل هذه المخالفات". وأضاف أن "رئيس مفوضي الانتخابات وكبير قضاة المحكمة العليا متورطان في هذا الأمر".
وأضاف "لقد جعلنا المرشحين المستقلين الذين حصلوا على ما بين 70 ألف إلى 80 ألف صوت يخسرون من خلال وضع أوراق تصويت مزورة".
وفي رسالة مكتوبة بخط اليد، قال تشاثا إنه سيستقيل من منصبه لأنه متورط بشدة في "جريمة خطيرة وهي تزوير الانتخابات العامة عام 2024".
والرسالة المكتوبة باليد وجهت إلى حاكم إقليم البنجاب ورئيس وزراء الإقليم المؤقت محسن نقفي والسكرتير العام للإقليم.
وأمام الإعلام قال تشاثا إنه "طعن البلد في ظهره" في إشارة إلى تزوير الانتخابات لذلك لا يعرف النوم.
وقال كذلك "يجب أن أعاقب على الظلم الذي ارتكبته، ويجب معاقبة الآخرين الذين شاركوا في هذا الظلم".
وفي وقت سابق، قال تشاثا، إنه تعرض لضغوط شديدة حتى لا يعلن عن التزوير لدرجة أنه فكر في الانتحار، إلا إنه قرر أخيرا عرض الأمور على الجمهور.
وردا على ادعاءات تشاثا، قالت لجنة الانتخابات الباكستانية إنها "ترفض بشدة الاتهامات الموجهة ضدها أو ضد رئيسها".
وفي بيان صحفي، قالت هيئة مراقبة الانتخابات إن أيا من مسؤوليها لم يصدر أي تعليمات إلى تشاثا من أجل "تغيير نتائج الانتخابات".
وأضاف: "لكن لجنة الانتخابات ستجري تحقيقا في الأمر في أقرب وقت ممكن".
من جهته أمر رئيس وزراء البنجاب المؤقت محسن نقفي بإجراء "تحقيق محايد" في الادعاءات التي وجهها تشاثا.
يشار إلى أن روالبندي تتبع إقليم البنجاب.
مظاهرات
وشهد اليوم السبت العديد من الاحتجاجات في العديد من المدن الباكستانية ومن بين المظاهرات تلك التي شهدتها العاصمة إسلام آباد، وقامت الجزيرة نت بتغطيتها.
مفاجأة فضل الرحمن
وأمس الأول كان أمير جمعية علماء الإسلام الباكستانية مولانا فضل الرحمن قد فجر قنبلة سياسية من العيار الثقيل عندما اعترف بأن الإطاحة بعمران خان من سدة الحكم في أبريل/نيسان 2022 جاءت بناء على توجيهات من قائد الجيش حينها الجنرال قمر جاويد باجوا.
وأوضح فضل الرحمن أنه كان شخصيا ضد خطوة حجب الثقة عن حكومة عمران خان، ولكن هذا الموقف ما كان ليجدي في ظل إصرار الأطراف الأخرى وأبرزها الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف وحزب الشعب بقيادة بيلاوال بوتو زرداري.
وكان فضل الرحمن رئيس تحالف الحركة الديمقراطية الشعبية التي أطاحت بحكم عمران خان وحزب حركة إنصاف في أبريل/نيسان 2022 وتولت الحكم، وقاد بعدها شهباز شريف تحالفا متعدد الأحزاب البلاد لمدة 16 شهرًا قبل تسليم زمام الأمور إلى الحكومة المؤقتة.
وعن الانتخابات الأخيرة، أشار فضل الرحمن إلى أنه من الواضح أن تزويرا وقع في الانتخابات، وأن حزب الرابطة-جناح نواز هو المستفيد الأكبر من ذلك.
وقال بالنسبة لي "البرلمان فقد مصداقيته". وأضاف أن "القرارات لن تُتخذ في البرلمان بعد الآن، بل ستُتخذ في الشوارع" في إشارة إلى أن هناك احتجاجات ستشهدها البلاد ضد نتائج الانتخابات التي يدور جدل كبير حول صحة نتائجها.