عباس يطالب حماس بالإسراع لعقد صفقة تبادل وأنباء عن استمرار المباحثات بالقاهرة

تسليم كتائب القسام الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين في غزة صور خاصة بالجزيرة
حماس قامت بمبادلة عدد من الأسرى مع الاحتلال خلال الهدنة السابقة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الجزيرة)

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإسراع في إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، في حين أفادت تقارير غربية بأن المباحثات التي جرت بشأن الصفقة في القاهرة أمس الثلاثاء لم تحقق تقدما ملموسا، لكنها قد تستمر.

وقال عباس "نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا، والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا"، وفقا لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

كما طالب عباس "الإدارة الأميركية والأشقاء العرب بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة، وذلك لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة".

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعربت واشنطن مرارا عن تطلعها لتمكين السلطة الفلسطينية من القيام بدور رئيسي في إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في يناير/كانون الثاني الماضي إنه بحث مع عباس "أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية وسياساتها وحوكمتها لكي تتمكن بفاعلية من تولي مسؤوليتها في غزة".

عباس (يمين) استقبل وزير الخارجية الأميركي بلينكن في رام الله قبل أسبوع (الفرنسية)

من ناحية أخرى، نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصدر إسرائيلي أن محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل انتهت دون تحقيق تقدم ملموس.

إعلان

وقال المصدر إن الفجوة الرئيسة هي "العدد الكبير" للأسرى الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي.

وعُقدت المباحثات في القاهرة أمس الثلاثاء لبحث التهدئة في قطاع غزة وتبادل الأسرى، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء إن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة من دون تحقيق تقدم، مشيرة إلى خلافات سبقت توجه الوفد إلى العاصمة المصرية، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمسؤولين الأمنيين المكلفين بالتفاوض.

بيد أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم إن مسؤولين إسرائيليين برتب أدنى سيواصلون المحادثات بعد مغادرة الوفد.

أولويات نتنياهو

في تلك الأثناء، رأى المحلل العسكري بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل أن التوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة لا يشكل أولوية لدى نتنياهو، رغم مظاهرات عائلاتهم ومطالباتهم بإنجاز الصفقة.

وقال هرئيل إن رئيس الموساد كان قد حصل في اللحظة الأخيرة على موافقة الحكومة للتوجه إلى القاهرة، "لكن التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي ضيق للغاية، ووصفت إسرائيل شروط حماس -وهي ليست طرفا مباشرا في المحادثات- بأنها غير مقبولة".

ورأى المحلل الإسرائيلي أن نتنياهو يتخذ "موقفا عدوانيا علنا، فهو لا ينوي الاستسلام لمطالب حماس، وستواصل إسرائيل استخدام القوة لمحاولة إنقاذ الرهائن، وسيستمر الضغط العسكري على حماس في خان يونس، كما يستعد الجيش لاجتياح رفح".

وقال هرئيل إن الحديث عن هجوم وشيك على رفح يهدف على ما يبدو للضغط على الدول العربية على أمل أن تتمكن من إقناع حماس بالبدء في البحث عن طريقة لإنهاء الحرب، وفق تعبيره.

إعلان

وكان مصدر قيادي في حركة حماس قال للجزيرة أمس الثلاثاء إنه لا وجود حاليا لأي وفد من الحركة في القاهرة، وإن الحركة لا تزال تنتظر نتائج اجتماعات القاهرة، والاتصالات مستمرة مع الوسطاء.

وبينما تتحدث الولايات المتحدة عن مساع للتوصل إلى تهدئة لمدة 6 أسابيع على الأقل بين حماس وإسرائيل، تشير مصادر إلى وجود خلاف بشأن مدة الهدنة المحتملة وطبيعتها وعدد الأسرى المزمع تبادلهم.

وكانت الوساطة القطرية المصرية قد أفضت إلى هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى غزة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية

إعلان