المعارضة تحشد لتأمين دمشق وترقب لوصول إدارة سياسية جديدة

عناصر من المعارضة المسلحة في ساحة الأمويين بدمشق (الأوروبية)

بدأت المعارضة السورية المسلحة، اليوم الأحد، نشر قوات كبيرة في دمشق لتأمينها بعد ساعات من نجاحها في إسقاط نظام بشار الأسد، وسط ترقب لوصول إدارة سياسية جديدة لتسيير شؤون البلاد.

وقال مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد إن آلافا من قوات النخبة وحفظ النظام التابعة لإدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة وصلت إلى العاصمة لتأمينها.

وأضاف محمد أن القائد في إدارة العمليات أحمد الشرع (الجولاني) وجّه بإرسال قوات كبيرة إلى دمشق لتأمين كل المنشآت الحيوية وفرض الأمن بالمدينة، مشيرا إلى أن المعارضة تسعى للسيطرة على العاصمة خصوصا بعد تسجيل تجاوزات وسرقات واعتداءات على بعض الممتلكات العامة.

وكان الشرع وصل ظهر اليوم إلى دمشق وألقى كلمة في جامع الأمويين، وذلك بعد ساعات من انهيار النظام وفرار الرئيس المخلوع.

وتابع مراسل الجزيرة أنه باستثناء ساحة الأمويين التي تتكرر فيها مظاهر الاحتفال بسقوط النظام، يسود الهدوء أحياء العاصمة السورية في ظل حظر التجول الذي أعلنته قيادة المعارضة.

وقال إن قوات النخبة ستتولى تأمين مداخل العاصمة بينما تقوم قوات حفظ النظام بتأمين المؤسسات العامة.

وأضاف مراسل الجزيرة أنه ربما تصل صباح غد الإدارة السياسية للمعارضة من الشمال لتسيير الأعمال في دمشق.

إعلان

وكانت إدارة العمليات العسكرية أعلنت عن حظر تجول في العاصمة يبدأ من الرابعة عصر اليوم الأحد حتى الخامسة من فجر غد الاثنين، وحذرت من أنها ستتعامل بصرامة مع أي تجاوزات.

وبعد 11 يوما من بدء عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني باتجاه مدن حلب وحماة وحمص، نجح مقاتلو المعارضة في دخول دمشق بعد أن أطبقوا عليها من عدة جهات مما أدى لفرار الأسد وانهيار قواته.

السيطرة على دمشق

وصباح اليوم، أعلنت إدارة العمليات العسكرية أن الأسد هرب، كما أعلنت أن "مدينة دمشق أصبحت حرة"، وذلك بعيد دخول مقاتليها العاصمة تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.

وبينما كانت التقارير تفيد بفرار بشار الأسد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، كان مقاتلو المعارضة يبثون بيانا عبر التلفزيون الرسمي يعلنون فيه انتصار الثورة وسقوط النظام.

كما دخل المقاتلون القصر الجمهوري ومنزل الأسد في حي المالكي الراقي.

وكانت القوات الموالية للنظام السابق قد انسحبت من المواقع السيادية والأمنية في العاصمة والمواقع العسكرية الرئيسية في محيطها، في حين أكدت مواقع سورية توقف جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي وإخلاءه من العاملين.

وأفادت تقارير إعلامية بأن كثيرين من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين.

احتفالات بسقوط النظام

وشهدت الساحات الرئيسية في دمشق، بما فيها ساحتا الأمويين والعباسيين، احتفالات بانهيار نظام بشار الأسد.

وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بإنهاء 61 عاما من حكم حزب البعث.

واحتضنت ساحة الأمويين في وسط دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.

إعلان

وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من مناطق العاصمة ابتهاجا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة بشار الأسد.

وشهدت معظم المدن السورية الأخرى، بما فيها حماة وحلب وحمص التي سيطرت عليها المعارضة في الأيام القليلة الماضية، احتفالات مماثلة تخللها إسقاط تماثيل لبشار الأسد ووالده حافظ الأسد.

وامتدت الاحتفالات إلى عدد من مدن الساحل السوري ومنها اللاذقية التي كانت توصف بأنها معقل للنظام، وكذلك إلى مدن خاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية مثل الرقة.

تحرير المعتقلين

وفي طريقهم إلى قلب العاصمة، حرر مقاتلو المعارضة آلاف المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري بريف دمشق.

ولا يزال آلاف آخرون في 3 طوابق سفلية، ولم يتسنَّ بعد الوصول إليهم، بحسب مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام.

وكان من بين المعتقلين الذين جرى تحريرهم نساء وأطفال.

والعديد ممن خرجوا من هذا السجن اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في مارس/آذار 2011.

وشهد سجن صيدنايا العسكري في السنوات الماضية انتهاكات واسعة بحق معتقلي الرأي شملت التعذيب حتى الموت والإعدام، بحسب المعارضة السورية ومنظمات دولية.

وكانت المعارضة المسلحة حررت آلاف المعتقلين من سجون حلب وحماة وحمص.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان