غارات على دمشق والاحتلال يوسع رقعة المنطقة العازلة مع سوريا

علم إسرائيل على معبر الجولان الحدودي مع سوريا (الجزيرة)

طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان مدينة الحميدية في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا إخلاء المدينة والتوجه إلى العمق السوري، ويأتي ذلك بعدما دخلت قوات الاحتلال بلدة الحرية في القنيطرة وأمرت سكانها بإخلائها بهدف ضمها إلى المناطق العازلة عند الشريط الحدودي بين إسرائيل وسوريا.

وأوضح مراسل الجزيرة، نقلا عن أهالي مدينة الحميدية، أن جيش الاحتلال طلب منهم الإخلاء حتى يقوم بعمليات تفتيش في المدينة لمدة أسبوع.

خريطة توغل الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية
خريطة توضح توغل الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية (الجزيرة)

وفي وقت سابق نفذت قوات الاحتلال إخلاء إجباريا لسكان قرية "رسم الرواضي" بالقنيطرة، وأكد سكان محليون أن تلك القوات باتت تتوغل بعمق يصل إلى 5 كيلومترات في بعض المناطق.

وأكد مراسل الجزيرة أن الجيش الإسرائيلي تقدم خلال الأسبوع الماضي في عدة مواقع داخل محافظة القنيطرة ورفع سواتر ترابية.

وكان جيش الاحتلال أنذر في الأيام الماضية السوريين في 5 بلدات جنوبي البلاد بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر لقيامه بتحركات في ظل التطورات الراهنة.

وفي هذا الإطار نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن دبلوماسي بالأمم المتحدة أن المنظمة الدولية أرسلت تعزيزات إلى سوريا عقب توغل القوات الإسرائيلية عبر خط وقف إطلاق النار القائم منذ 5 عقود.

خريطة اتفاقية فض الاشتباك
خريطة توضح اتفاقية فض الاشتباك (الجزيرة)

وأوضح المصدر أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك عززت عددا من مواقعها خلال الساعات الـ24 الماضية في مرتفعات الجولان، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي نقل قوات إلى المنطقة، مما قيّد بشدة حركة قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان وأعاقها عن تنفيذ مهامها.

إعلان

لكن إسرائيل أكدت أنها ستواصل العمل للدفاع عن نفسها بعد أن حثتها فرنسا على الانسحاب من المنطقة العازلة التي تراقبها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أورين مارمورستين على منصة إكس "كان ذلك ضروريا لأسباب دفاعية بسبب التهديدات التي تشكلها الجماعات الجهادية العاملة قرب الحدود"، مضيفا "ستواصل إسرائيل العمل للدفاع عن نفسها وضمان أمن مواطنيها حسب الحاجة".

وبهذا الصدد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل سيطرته على المنطقة العازلة في سوريا حتى تشكيل قوة تفرض تنفيذ اتفاقية فض الاشتباك.

وجاء ذلك خلال اجتماع عقده نتنياهو مع سوليفان فور وصوله إلى القدس صباح اليوم، حيث بحثا التطورات الإقليمية خصوصا الأوضاع في سوريا.

وبحسب بيان صدر عن ديوان رئيس الوزراء فإن نتنياهو شدد على ضرورة منع انطلاق ما سمّاها العمليات الإرهابية من الأراضي السورية على إسرائيل. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن اللقاء بحث أيضًا مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

خريطة المواقع العسكرية التي قصفتها إسرائيل في سوريا
خريطة توضح المواقع العسكرية التي قصفتها إسرائيل في سوريا (الجزيرة)

وإثر سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أعلن نتنياهو أن اتفاق فض الاشتباك المبرم في 1974 بين سوريا وإسرائيل ملغى واحتل الجيش الإسرائيلي منطقة جبل الشيخ الحدودية والمنطقة العازلة مع سوريا التي تفصل بين الجزء الذي احتلته إسرائيل من مرتفعات الجولان وضمّته إليها وبقية الهضبة السورية.

غارات إسرائيلية وبلينكن يبرر

وفي الأيام الأخيرة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية في سوريا، مستهدفا مستودعات أسلحة كيميائية ومنظومات دفاع جوية ومخازن ذخيرة وقطعا بحرية حربية، وأحدث تلك الغارات غارتان شنهما الطيران الإسرائيلي اليوم على محيط دمشق.

إعلان

ووصف المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنِي بتعزيز "النظام الديمقراطي والعادل"، جورج كاتروغالوس هذه الغارات بأنها "حالة أخرى من حالات عدم احترام القانون التي تظهرها إسرائيل في المنطقة.. هجمات لم يسبقها استفزاز ضدّ دولة ذات سيادة".

لكن وزير الخارجية الأميركي من جهته حاول تبرير الغارات الإسرائيلية، وقال في تصريح للصحفيين الخميس قبيل مغادرته الأردن متوجها إلى تركيا ضمن جولته لبحث الأزمة السورية إن "الغرض المعلن من هذه الإجراءات الإسرائيلية هو محاولة ضمان أن المعدات العسكرية التي تخلى عنها الجيش السوري لن تقع في الأيدي الخطأ، إرهابيين ومتطرفين وما إلى ذلك. لكننا سنتحدث، نتحدث فعليا، مع إسرائيل، ونتحدث مع آخرين، حول سبل المضي قدما".

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان