مسؤولون إسرائيليون: اتفاق لبنان يفصل حزب الله عن الصراع في غزة
رأى معظم المسؤولين الإسرائيليين أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان أجبر حزب الله على فصل نفسه عن الصراع في غزة مما يتيح لإسرائيل تركيز جهودها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإيران.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن التسوية مع لبنان تتيح فرصة لعودة الأسرى والمحتجزين من قطاع غزة، مؤكدا ضرورة "عدم إضاعة المزيد من الفرص".
بدوره، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن "القتال في لبنان كان حازما للغاية، وسيكون فرض الاتفاق أكثر حزما".
ومضى هاليفي مهددا عناصر حزب الله الذين يقتربون من قوات الجيش الإسرائيلي ومن المنطقة الحدودية والقرى الواقعة في المنطقة التي حددتها إسرائيل بأنهم سوف يتعرضون للأذى، وقال "نحن عازمون على جلب واقع مختلف تماما لسكان الشمال".
من ناحيته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء أن الهدف الأبرز بعد وقف إطلاق النار في لبنان يتمثل في صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، وأن وقف إطلاق النار في لبنان من شأنه أن يزيد الضغط على حماس.
أما زعيم معسكر الدولة بيني غانتس فقال إنه "تمت تصفية كبار قادة حماس، وفُصلت الساحات، وحان وقت إعادة المختطفين".
من جهته، اعتبر وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، وهو عضو مجلس الوزراء الأمني ورئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، أن غزة "لن تشكل تهديدا لإسرائيل مرة أخرى.. وأنهم سيحققون نصرا حاسما" هناك، وأكد أن "لبنان مختلف".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر مساء أمس الثلاثاء أن وقف إطلاق النار مع حزب الله سيسمح لإسرائيل بإعادة تأمين إمدادات للجيش والتركيز على معركته مع حماس وإيران.
وقال إن الاتفاق سيتيح لإسرائيل "التركيز على التهديد الإيراني"، وسيسهم في "عزلة" حماس. وأضاف أنه "عندما يخرج حزب الله من اللعبة، تبقى حماس وحدها. ستشتد ضغوطنا عليها، وهذا سيُسهم في (إتمام) المهمة المقدسة المتمثلة في تحرير رهائننا" المحتجزين في قطاع غزة، حسب تعبيره.
كذلك أكد نتنياهو أن إسرائيل ستبقي على حرية التحرك في تطبيق الاتفاق، بحسب بيان صدر عن مكتبه. وأضاف أنه "إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول إعادة التسلح، سنهاجم"، مشيرا إلى أن "مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما يحدث في لبنان".
ويرى الخبير الجيوسياسي مايكل هورويتز من شركة الاستشارات الأمنية في الشرق الأوسط "لو بيك" أن وصول إدارة أميركية جديدة يُنظر إليها على أنها أكثر تأييدا لإسرائيل قد يدفع نتنياهو إلى ممارسة مزيد من الضغط على حماس للتخلّي عن شروطها لوقف إطلاق النار.
وقال مؤسس مركز أبحاث منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي أمير أفيفي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه لدى الالتزام بوقف إطلاق النار، يرجّح أن تنقل إسرائيل وحداتها من لبنان إلى غزة، وأن تخفف العبء عن جنود الاحتياط المنهكين من المعارك في وقت بدأت فيه البلاد تجد صعوبات في التجنيد.