حزب الله وإسرائيل يصعّدان عسكريا قبل تنفيذ وقف إطلاق النار
صعد كل من حزب الله اللبناني وإسرائيل من الهجمات بالتزامن مع الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي المواجهة المفتوحة بينهما منذ شهرين.
وأعلن حزب الله قصف مناطق في شمال إسرائيل مساء الثلاثاء مع الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ فجر اليوم وفق ما أعلنت واشنطن.
وتبنى الحزب في بيانات منفصلة قصف مناطق عدة في شمال إسرائيل من ضمنها "تجمع لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شتولا، بصلية صاروخية"، وكذلك في كريات شمونة، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية شمال مدينة عكا.
كما دوت صفارات الإنذار في الجليل وأعلن الجيش الإسرائيلي تصديه لصواريخ قرب تل أبيب وفوق نهاريا.
وأعلن الحزب أيضا قتل جنود إسرائيليين باستهداف دبابة قرب بلدة الخيام جنوب لبنان وبث صورا لاستهداف جرافات إسرائيلية قرب الجدار الحدودي.
وجاءت الهجمات بالتزامن مع تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان.
قصف إسرائيلي
بدورها استبقت إسرائيل الوقف المفترض لإطلاق النار بشن سلسلة غارات واسعة النطاق على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية، وإنذارات غير مسبوقة بقصف مناطق في قلب بيروت.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الثلاثاء عشرات الغارات المدمرة على بلدات في جنوب وشرق لبنان، وأوقعت الغارات 12 قتيلا و14 مصابا في حصيلة أولية أوردتها وزارة الصحة اللبنانية.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر صدّق الثلاثاء على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وعقب الاجتماع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة إنه سيقدم الاتفاق إلى مجلس الوزراء وسيدخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء. وكشف أن إسرائيل ستحتفظ بما وصفه بالحرية "الكاملة" للتصرف في لبنان، وأنه إذا انتهك حزب الله الاتفاق فإن إسرائيل سترد بقوة.
وبرّر نتنياهو قرار وقف إطلاق النار مع لبنان بأنه سيسمح لإسرائيل بإنعاش الجيش، والتركيز على الخطر الإيراني، وعزل حركة "حماس" لفصل الساحات.
بنود الاتفاق
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن حزب الله وكل التنظيمات المسلحة بلبنان ستتوقف، بموجب الاتفاق، عن مهاجمة إسرائيل في البداية.
وفي مقابل ذلك تتوقف إسرائيل عن تنفيذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان جوا وبرا وبحرا.
وأضافت القناة أن الاتفاق ينص على أن قوات الأمن والجيش اللبناني هما الوحيدان اللذان يسمح لهما بحمل السلاح جنوبي لبنان.
كما ينص الاتفاق على أن استيراد السلاح وصناعته وكل ما يتعلق به ستكون في إطار سيطرة حكومة لبنان.
وحسب القناة يؤكد لبنان وإسرائيل، بموجب الاتفاق، أهمية قرار مجلس الأمن 1701.
يشار إلى أن إسرائيل وسّعت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق عدوانها على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا عن نحو 3800 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.