استشهاد أسيرين بسجون الاحتلال بينهما قيادي بحماس
استشهد أسيران فلسطينيان في سجون الاحتلال، أحدهما القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سميح عليوي من نابلس بالضفة الغربية، والثاني أنور اسليم من غزة.
وقالت هيئة الأسرى ونادي الأسير -اليوم الجمعة- إن الشهيد عليوي (61 عاما)، واستنادا إلى المعطيات التي توفرت، قد استشهد في السادس من الشهر الجاري وذلك بعد 6 أيام على نقله من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى أساف هروفيه علما أنه كان محتجزا قبل سجن الرملة في سجن النقب، ولم تُعلن إدارة السجون عن استشهاده رغم أنها ملزمة بذلك، أما الشهيد أنور اسليم فقد ارتقى يوم أمس الخميس خلال نقله من سجن النقب إلى مستشفى سوروكا، بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsمطالبات للأمم المتحدة بفرض حظر أسلحة على إسرائيل
معزولة في "قبر".. اتهام إسرائيل بالتنكيل بالمناضلة خالدة جرار
وأوضحت الهيئة والنادي -في بيان مشترك- أن الأسير عليوي معتقل إداريا منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستنادا إلى زيارة أجراها محامي هيئة الأسرى له في تاريخ 21 أغسطس/آب 2024 في سجن النقب، فقد ذكر أنه كان يُعاني قبل اعتقاله من مشاكل صحية نتيجة إصابته بورم حميد في الأمعاء قبل سنوات، أما الأسير أنور اسليم من غزة فهو معتقل منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023، ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحية قبل اعتقاله بحسب عائلته.
وفي تفاصيل الزيارة التي أجريت للأسير عليوي في شهر أغسطس/آب المنصرم، فقد ذكر المحامي أنه كان "يُعاني أوضاعا صحية صعبة قبل اعتقاله، وقد خضع لعمليات جراحية، خلالها تم استئصال جزء من أمعائه جراء إصابته بورم حميد في حينه، وكان من المفترض أن يجري عملية جديدة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، إلا أنها لم تتم بسبب اعتقاله، فتفاقم وضعه الصحي".
وتؤكد هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أن الأسيرين تعرضا لجريمة ممنهجة، كما الشهداء الأسرى كافة، من خلال سياسة القتل البطيء، والتصفية التي تنتهجها منظومة السجون الإسرائيلية.
يذكر أن الأسير عليوي أسير سابق أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه نحو 10سنوات، وقد بدأت رحلة اعتقالاته منذ عام 1988، وهو متزوج وأب لـ9 من الأبناء، كذلك الأسير اسليم فهو متزوج وأب لـ4 من الأبناء.
وأشارت المؤسستان إلى أنه باستشهاد الأسيرين، فإن أعداد الشهداء الأسرى المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 ارتفع إلى 280، إلى جانب عشرات الشهداء الأسرى الذين يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم وظروف استشهادهم، ومعتقلين آخرين تعرضوا للإعدام.
وذكرتا أنه من العدد الإجمالي لشهداء الحركة الأسيرة، فإن عدد الشهداء الأسرى بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 43، ممن أعلنت هوياتهم من قبل المؤسسات المختصة.
وقالت المؤسستان إن عدد الأسرى الفلسطينيين، الذين اعترفت بهم إدارة السجون حتى بداية نوفمبر/تشرين الثاني، يتجاوز 10 آلاف و200، بينما تواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحق مئات من معتقلي غزة.
تغطية صحفية: الشيخ القيادي في حــ ـمــ ــاس سميح عليوي… حياة بين السجون والشهادة pic.twitter.com/q1MBdgf20N
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 15, 2024
"وصمة عار"
من جهتها، اعتبرت حركة حماس أن استشهاد الأسيرين في سجون الاحتلال يأتي "انعكاسًا لجرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الأسرى، واستمرارا لسياسة القتل البطيء والممنهج من خلال الإهمال الطبي وممارسة شتى أساليب التعذيب والتنكيل".
وأضافت الحركة -في بيان- أن ما يعانيه الأسرى والأسيرات داخل السجون، والذي أدى إلى استشهاد عدد منهم، يمثل "وصمة عار تُضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي، وانتهاكاته الصارخة لكل القوانين والتشريعات الدولية، في ظل تجاهله التام للاتفاقيات والقيم الإنسانية".
وتابعت أن ما يتعرض له الأسرى من قمع وتنكيل وحرمان يتطلب تحركًا عاجلا على جميع المستويات لإنقاذهم من بطش حكومة الاحتلال الفاشية التي تسعى بشكل علني لإعدامهم، وفق البيان.
وكانت هيئة الأسرى ونادي الأسير قد أعلنا -في بيان سابق- أن أسرى سجن النقب يواجهون كارثة صحية تتصاعد جراء انتشار مرض الجرب (السكايبوس) وإصابة مئات بين صفوفهم، وهو نموذج لسجون مركزية أخرى تفشّى فيها المرض منذ شهور وتصاعد انتشاره بشكل كبير أخيرا إذ حوّلت إدارة السجون مرض الجرب إلى أداة تعذيب وتنكيل وقتل.
ويأتي ذلك في حين تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة توصف بالإبادة الجماعية، خلّفت أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.
وبالتوازي مع حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم هناك بما في ذلك القدس الشرقية، مما أسفر إجمالا عن 783 شهيدا، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، و11 ألفا و700 حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية فلسطينية.