حماس: ادعاءات واشنطن بتحسين الوضع الإنساني بغزة تكذبها التقارير الأممية
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها شريكة في حرب الإبادة وعمليات التطهير العرقي والمجازر والتجويع المستمر في قطاع غزة.
وقالت حماس في بيان مساء الثلاثاء إن الادعاءات الأميركية بتحسين الوضع الإنساني في غزة تكذبها التقارير الأممية التي تؤكد وجود مجاعة في شمال القطاع. في غضون ذلك اتهمت منظمات إغاثة إسرائيل بالتقاعس عن تلبية معايير واشنطن للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة أن الظروف في القطاع أسوأ من أي وقت مضى.
وأضاف بيان حماس "تصر الإدارة الأميركية الآفلة، على منح حكومة الاحتلال الفاشي المزيد من الفرص والوقت للمضي في عدوانها وجرائمها وانتهاكاتها لكافة القوانين والشرائع، وتقديم الغطاء السياسي والعسكري والحماية من المساءلة والمحاسبة عبر تعطيل أدوات القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات التي صممت لحماية المدنيين، في سلوك يثبت دورها كراع أساسي لإرهاب كيان الاحتلال الفاشي بحق شعبنا وشعوب المنطقة".
وأشارت الحركة إلى أن ما وصفتها بحالة التماهي الأميركي مع جرائم الحرب الإسرائيلية التي تسعى إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، "لن تزيد شعبنا البطل ومقاومته الباسلة إلا إصرارا على الصمود والمواجهة والثبات، والمضي في طريق المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة بالحرية والعودة وتقرير المصير".
وقبل ساعات من هذا البيان قالت حماس في بيان منفصل إن "الهجوم الوحشي" على بيت حانون في شمالي قطاع غزة بعد ساعات من إدخال مساعدات محدودة إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 400 يوم.
وأوضحت أن الاحتلال شن هجوما على مدينة بيت حانون، "ارتكب خلاله مجزرة بشعة بحق عائلتي شبات والكفارنة"، مشيرة إلى إصدار الاحتلال تهديدات بإخلاء المدينة في جريمة تهجير قسري، بعد عملية صورية أدخل خلالها 3 شاحنات من المساعدات، دون أن يتمكن مواطنو المدينة المحاصرة من الاستفادة منها، وفق البيان.
وأكدت الحركة أن حكومة الاحتلال تعمل على "تضليل المنظومة الدولية عبر الإيهام بإدخال مساعدات، مستغلّة حالة التراخي التي يقابل بها المجتمع الدولي انتهاكها كافة القوانين والأعراف الدولية، والتواطؤ الأميركي مع جرائم الحرب بحق المدنيين العزل وحملة التطهير العرقي والإبادة والتجويع بشمال القطاع".
الموقف الأميركي
في غضون ذلك قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن "إسرائيل اتخذت بعض الخطوات المهمة بفضل تدخل الولايات المتحدة" نحو التصدي "للأزمة الإنسانية التي لا خلاف عليها" في القطاع الفلسطيني.
وشددت السفيرة الأميركية أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء على أنه "يتعين ألا تتبع إسرائيل سياسة التهجير القسري ولا التجويع في غزة"، محذرة من أن ذلك ستكون له تبعات خطيرة بموجب القانونَين الأميركي والدولي.
وفي وقت سابق قال البيت الأبيض إن إسرائيل قامت بما وصفها خطوات، مشيرا إلى أن الوضع في غزة مروّع لكن واشنطن ستواصل مراقبة التزامات إسرائيل.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أنه ليس هناك تغيير في الموقف الأميركي إثر انتهاء مهلة الأيام الثلاثين، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيرا وأن واشنطن ستواصل تقييم التزام إسرائيل بالقانون الأميركي.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين إنسانيين أنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى 14 من الشهر نفسه.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة إن إسرائيل ترفض إدخال شاحنات المساعدات في إطار حملة تستهدف النظام اللوجستي للأمم المتحدة. كما نقلت واشنطن بوست عن منظمات إغاثية أن إسرائيل تعمل على تعميق العزلة والحرمان في شمال قطاع غزة منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي رغم الضغوط الأميركية.
منظمات الإغاثة
ومع انتهاء المهلة الأميركية لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني، اتهمت منظمات إغاثة إسرائيل بالتقاعس عن تلبية معايير الولايات المتحدة.
وقالت 8 منظمات إغاثة دولية إن إسرائيل فشلت في الالتزام بالموعد النهائي الذي حددته واشنطن للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أن الظروف في القطاع أسوأ من أي وقت مضى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
واتهمت المنظمات إسرائيل في بيان باتخاذ إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير والتسبب في زيادة معدلات الوفيات والمعاناة غير الضرورية بين السكان المدنيين بشكل مباشر وظروف تقترب من المجاعة لـ800 ألف مدني في مختلف أنحاء غزة.
وأوضحت المنظمات أن إسرائيل لم تتقاعس فقط عن الاستجابة للمطالب الأميركية والدولية فحسب بل اتخذت إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل أكبر، وينبغي تحميلها المسؤولية عن النتيجة النهائية المتمثلة في فشلها في ضمان توفير القدر الكافي من الغذاء والدواء للمحتاجين في غزة.
من جانبه، قال أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية ونائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، إن الحرب على غزة دخلت المرحلة الأخطر من خلال حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال إلى جانب عمليات إبادة ممنهجة.
وخلال مقابلة مع الجزيرة، أكد الشوا أن المجاعة بدأت تضرب كافة مناطق القطاع مشيرا إلى أن شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع لا تتعدى 30 شاحنة.
من جانبه قال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت شاحنات تقل مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة.
وأضاف بصل في حديث مع الجزيرة أن سكان المناطق الشمالية يتعرضون لتهجير قسري ضمن خطة الاحتلال المعروفة باسم خطة الجنرالات التي تهدف إلى إفراغ شمال القطاع من قاطنيه وإعلانه منطقة عسكرية.
وقد أجبر جيش الاحتلال، صباح أمس الثلاثاء، مئات الفلسطينيين على النزوح قسرا من مراكز إيواء ومنطقة سكنية في بيت حانون تحت إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة حاصرت 130 عائلة داخل مراكز الإيواء في بيت حانون والمنازل المحيطة بها، وأجبرت من فيها على النزوح قسرا تحت زخات الرصاص وتهديد السلاح.
ويأتي ذلك في ظل مواصلة إسرائيل حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.