انقسام إسرائيلي إزاء الحرب على حزب الله وانتقاد التوجه لتسوية
كشف استطلاع رأي نشره معهد الديمقراطية الإسرائيلي عن انقسام حاد داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن الحرب المستمرة على حزب الله في لبنان. وبحسب الاستطلاع، فإن نحو 46.5% من الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل السعي لإيجاد حل دبلوماسي مع حزب الله، في حين يتبنى 46% منهم وجهة نظر مغايرة تدعو إلى استمرار قتال الحزب.
وانتقد زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي يائير غولان سياسة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التعامل مع الحرب على لبنان، معتبرا أن الحكومة تسعى لإبرام تسوية في الجبهة الشمالية رغم أن حزب الله لا يزال يشكل "تهديدا قويا".
وأكد غولان، في منشور على منصة "إكس"، أن الحكومة نفسها ترفض أي تسوية في الجنوب تتضمن تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار بحجة أنه لم يتم القضاء تماما على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هذا الأمر يراه غير منطقي ويعرض حياة الأسرى والجنود الإسرائيليين للخطر.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هناك تقدما نحو التوصل إلى تسوية مع لبنان، إذ أفادت مصادر بأن إسرائيل تدرس إمكانية وقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية لتجنب اتخاذ قرار من مجلس الأمن ضدها.
كما أكدت تقارير إعلامية أخرى أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر قد زار روسيا سرا الأسبوع الماضي، ويمضي قدما في مفاوضات مع الولايات المتحدة لتوسيع جهود التسوية مع لبنان.
ولا تقتصر الانتقادات الموجهة للحكومة الإسرائيلية على المسائل العسكرية، بل تشمل أيضا الإجراءات المتعلقة بالأسرى. وترى أحزاب المعارضة، مثل حزب "الديمقراطيين"، أن رفض الحكومة تبادل الأسرى في غزة يعكس أولويات سياسية غير مهنية، مما يعرض "المدنيين العسكريين للخطر".
وفي وقت يسعى فيه البعض إلى حل دبلوماسي في الشمال، لا يزال العدوان الإسرائيلي على حاله في الجنوب، إذ تستمر إسرائيل في ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن ما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وتفشي الأمراض والمجاعة.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن سقوط 3136 قتيلا، و13 ألفا و979 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 1.4 مليون نازح.