استنكار واسع وإجراءات قانونية بحق إعلامي كويتي أساء لنساء غزة

Two Palestinian women bake bread at a make-shift camp for the internally displaced in Deir al-Balah in the central Gaza Strip on October 17, 2024. (Photo by Saeed Jaras / Middle East Images / Middle East Images via AFP) (Photo by SAEED JARAS/Middle East Images/AFP via Getty Images)
إجماع على أن نساء غزة تحملن أعباء كبيرة في ظل الحرب الإسرائيلي المتواصلة على القطاع (غيتي)

استنكر سياسيون وناشطون كويتيون ما وصفوه بـ"الإساءات" الصادرة عن الإعلامي مشعل النامي تجاه نساء قطاع غزة، وفي حين أصدر عدد منهم -زار القطاع مؤخرا- بيانا يرفضون فيه ما قاله النامي، شرع آخرون في اتخاذ إجراءات قانونية ضده.

وظهر النامي في مقطع فيديو يتهم فيه نساء غزة بـ"ممارسة الدعارة للحصول على لقمة العيش"، زاعما أنه ينقل هذا الكلام عن أحد الناشطين الكويتين العائدين من غزة.

ونفى نحو 27 طبيبا وناشطا زاروا قطاع غزة مؤخرا -في بيان مشترك- ما تطرق له الإعلامي من ادعاء بأن أحد الأشخاص الذين ذهبوا لغزة هو من قال له ذلك.

وجاء في البيان "لقد شهدنا بدخولنا إلى قطاع غزة أثناء هذا العدوان الأثيم والمستمر مدى مكارم أخلاق أهل غزة التي غمرتنا من كل صوب وجانب، فرجالهم بشهامتهم وشجاعتهم وكرمهم من ناحية، ونساؤهم بعفتهن ووقارهن وحرصهن على أن تبقى المرأة الغزية مثالا خالدا".

وأضاف البيان "لقد رأينا في العدوان والإرهاب الذي يُمارس على قطاع غزة منذ أكثر من عام أبشع أنواع الحروب العسكرية والنفسية والإعلامية، ولكننا لم نتصور حتى من أعتى متطرفي الكيان الصهيوني أن يستخدم الطعن في عفة وشرف نساء غزة كسلاح رخيص في هذه المعركة، لأن الجميع يدرك تمام الإدراك تكوين وتربية وإيمان ووقار المرأة الغزاوية ونساء فلسطين عامة، فهن -ونحسبهن كذلك من واقع المشاهدة والمعاينة- من الطاهرات الشريفات العفيفات، وممن يضرب بهن المثل في الصبر والرباط ودعم المقاومة والجهاد".

وشدد البيان على أن "شعب غزة -وعلى رأسه نساؤه اللواتي ينجبن الثبات والصمود- لن تثني عزيمته افتراءات المفترين، ولا إفك الأفاكين، ولن يترك معركته الكبرى مع الكيان الصهيوني ليلتفت لأصوات وأقلام تخلت عن الحق من أجل إرضاء الكيان المحتل وأتباعه، وسيكتب التاريخ أن نساء غزة هن خنساوات هذا العصر، وهن الصامدات رغم كل القهر، وهن الحافظات لحدود الله حتى النصر".

وختم البيان بـ"هذا ما شهدنا عليه، وعن ذلك ما سطرنا في هذا البيان وتحدثنا، والله على ما نقول شهيد".

ومن أبرز الموقعين على البيان حسين القويعان، وعمر حسن الهنيدي، ومنصور عجيل الشمري، وحسام محمد بشير، وعدنان أسد الكندري، وعمر يعقوب الثويني، ومحمد على الكندري، وغيرهم.

إجراءات قانونية

من جانب آخر، أعلن "حزب المحافظين المدني" -عبر حسابه على منصة إكس- أن أحمد الحمادي، نائب رئيس الحزب، قدم بلاغا رسميا إلى النائب العام الكويتي ضد مشعل النامي بتهمة الإساءة والتعدي، مؤكدا أن "هذه الخطوة تأتي نصرة لأهل غزة وحرائرها".

كما تقدّم الكاتب حامد بو يابس بشكوى جزائية للنائب العام ضد النامي أيضا. وجاء في الشكوى أن النامي "وقع في منكر عظيم حين تعرض إلى أعراض وسمعة نساء قطاع غزة الباسلة بالكذب والزور والبهتان، مما وجب مقاضاته المستحقة تحت مظلة القانون الذي وجد لردع كل من تسول له نفسه الطعن بكرامة الناس والنيل من شرف سمعتهم والحط من قدر مكانتهم".

وأضافت الشكوى أن "هذا الطعن الرخيص والفاجر الذي طال الغافلات المؤمنات المحصنات من دون أسانيد مادية وقطعية يشكل إثما مُجرّما بحكم مواد قانون أمن الدولة الداخلي والخارجي، إضافة إلى قانون الجرائم الإلكترونية".

استنكار واسع

وعلى صعيد متصل، استنكر إعلاميون وأكاديميون ورياضيون ودعاة ادعاءات النامي. وكتبت الشاعرة والكاتبة سعاد محمد الصباح على منصة إكس:

"سلام عليكن.. يا سيدات الندى والسماح
سلام على الشجن المقدسي
وستر العباءات عند الصباح
سلام عليكن، حين يجيء زمان العصافير،
أو حين يبدأ عصف الرياح
سلام عليكن في كل وقت..
فقد سقط الفرق بين جمال العيون،
وبين جمال السلاح..".

وغرّد الأكاديمي محمد الكندري: "حتى الصهاينة ما تجرؤوا أن يطعنوا في أعراض نساء غزة..".

أما لاعب منتخب الكويت خلف عويد، فكتب "لم نشاهد نساء غزة إلا مجاهدات صابرات محتسبات معلمات، فلا يخرجن من تحت الأنقاض إلا متشبثات بحجابهن محتشمات، فكم من سفيه نطق وطعن وفجر، فما زاد العفيفات في قلوبنا إلا شرفا ورفعة، ولا عزاء للحاقدين فاقدي الكرامة والمعاني النبيلة".

وأشار الداعية والمفكر محمد العوضي إلى خطورة الوضع قائلا "إن طعن أعراض الناس والتعدي على شرف النساء المسلمات هو مسخ يجمع بين خسة الطباع وأحقاد التصهين". وأضاف: "هذه التصرفات لن تمر دون عقاب في الدنيا قبل الآخرة".

من جانبه، أعرب الإعلامي السعودي داوود الشريان عن استنكاره لإساءة النامي، وخاطبه قائلا: "اتق الله يا رجل.. ما قلته فجر في الخصومة تأباه المروءة. وحديثك عن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا أشد وحشية من القتل وأكبر من المعاصي وأشد من الذنوب كلها. يا مشعل اخرج من أرضنا.. من برنا.. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كل شيء، واخرج من مفردات الذاكرة.. احمل اسمك وترهاتك وانصرف".

وعبّر الكاتب الكويتي محمد المطر عن قلقه من محاولات جهات إعلامية عميلة للتأثير في قضايا الأمة قائلا: “لقد بلغت هذه الجهات مرحلة من الوضاعة غير المسبوقة".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان