أغلبية ضئيلة في مولدوفا تؤيد مسار الانضمام للاتحاد الأوروبي
صوّت الناخبون في جمهورية مولدوفا (السوفياتية السابقة) بأغلبية ضئيلة لصالح إدراج المسار المؤيد للاتحاد الأوروبي في دستور البلاد، وذلك بعد استفتاء شابته اتهامات لروسيا بمحاولة التلاعب بالتصويت.
وقالت السلطات الانتخابية -أمس الاثنين- إنه بعد فرز جميع الأصوات، وافق 50.46% من الناخبين على التعديل الدستوري.
وراقبت بروكسل من كثب الاستفتاء الذي أجري أول أمس الأحد، لكن الآمال تبددت في تأييد أغلبية كبيرة للاتحاد الأوروبي، الذي تعهد بتقديم مساعدات اقتصادية بقيمة 1.9 مليار دولار لمولدوفا هذا الشهر.
وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مولدوفا ورئيستها مايا ساندو على نتيجة التصويت.
وقالت فون دير لاين -في منشور لها على منصة إكس- "في مواجهة التكتيكات الروسية الهجينة، كشفت مولدوفا أنها دولة مستقلة وقوية وترغب في مستقبل أوروبي".
وكانت ساندو قد اشتكت من تزوير الانتخابات على نطاق واسع خلال الليل، وتركت الباب مفتوحا بشأن إذا ما كانت ستعترف بالنتيجة.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية اليوم إن الاستفتاء أجري "في ظل تدخل غير مسبوق" من قبل روسيا، "لزعزعة استقرار العمليات الديمقراطية في جمهورية مولدوفا" لوحظ منذ فترة طويلة.
وأضاف المتحدث أن مزاعم شراء الأصوات في مولدوفا و"حشد الناخبين" وحملات الدعاية الهائلة من جانب روسيا ووكلائها في البلاد هي بعض أحدث الأمثلة، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم النمو الاقتصادي في مولدوفا والإصلاحات الديمقراطية بوصفها "دولة جوار مهمة للغاية ودولة مرشحة للانضمام للتكتل".
من جانبها، طالبت موسكو رئيسة مولدوفا بتقديم دليل على ما يتردد عن التلاعب الخارجي في الانتخابات.
وذكرت تقارير وكالات الأنباء أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن الاتهامات التي أعلنتها ساندو خطيرة.
وقال بيسكوف "إذا كانت تقول إنها حصلت على أصوات قليلة للغاية نتيجة لبعض العصابات الإجرامية أو غيرها، فيتعين عليها أن تقدم دليلا".
وأضاف أن النتائج الأولية أظهرت أن كثيرا من مواطني مولدوفا لا يشاركون ساندو آراءها السياسية.
واتهم بيسكوف حكومة ساندو بإدارة حملة انتخابية غير حرة، إذ حرمت المعارضة الموالية لروسيا من فرصة القيام بحملة انتخابية، مشيرا إلى حظر عدة وسائل إعلام ناطقة باللغة الروسية.
وأوضح أنه على الرغم من الحظر واضطهاد القوى الموالية لروسيا، فإنه من الواضح أن كثيرا من مواطني مولدوفا لا يدعمون آراء ساندو، وأنه "يجب آخذ ذلك الأمر في الاعتبار".
يشار إلى أن مولدوفا، التي تعتمد على النشاط الزراعي بشكل كبير، هي دولة فقيرة وفقا للمعايير الأوروبية، وتقع بين أوكرانيا ورومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما أن مولدوفا، التي تضم منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا، مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكنها ممزقة تقليديا بين الغرب وروسيا.