شرطة موزمبيق تفرق احتجاجات للمعارضة بعد انتخابات متنازع عليها
أطلقت شرطة موزمبيق، أمس الاثنين، الغاز المسيل للدموع والرصاص على محتجين في العاصمة مابوتو تجمعوا في مكان مقتل اثنين من شخصيات حزب المعارضة بالرصاص السبت الماضي بعد انتخابات متنازع عليها.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن بعض ضباط الشرطة أطلقوا النار من مسدساتهم في أثناء تفريق الحشد. وقال مدير مركز موزمبيق للديمقراطية وحقوق الإنسان أدريانو نوفونجا إن الرصاص أصاب صحفيين اثنين وحارس أمن، لكنه لم يصب بجروح خطيرة.
وشارك عدة مئات من الأشخاص في الاحتجاج، حيث أحرق بعضهم الأعلام الحمراء لحزب "جبهة تحرير موزمبيق" (فريليمو) في الشارع ورشقهم بالحجارة.
واستخدمت الشرطة الموزمبيقية الذخيرة الحية في الاحتجاجات السياسية في الماضي، بما في ذلك العام الماضي، عندما دافعت عن استخدام القوة باعتبارها ضرورية لقمع العنف مما أوقع عدة قتلى وجرحى.
وقال المحتج فلاديمير مانهيكي -وهو ميكانيكي سيارات يبلغ من العمر 32 عاما- إن "الشرطة تحوّل هذا إلى احتجاج عنيف، لأنهم يطلقون النار علينا. نحن هنا للمطالبة بدعم حقيقة الانتخابات. طفح الكيل. هذا النظام يجب أن يسقط".
ولم يتسن الاتصال على الفور بمتحدث باسم الشرطة للتعليق.
وكان زعيم المعارضة فينانسيو موندلين، الذي خاض انتخابات الرئاسة، قد دعا إلى إضراب عام للطعن في النتائج المبكرة التي أظهرت تقدم حزب فريليمو الحاكم. وأغلقت المتاجر أبوابها في مابوتو، وحلقت طائرات مروحية فوق المدينة التي يسكنها نحو مليون نسمة.
وقال موندلين، الذي أعلن النصر بالفعل، إن دعوته للاحتجاج العام أمس الاثنين حققت "نجاحا كبيرا". وكتب على فيسبوك "أصيبت البلاد بالشلل… 95% من الخدمات الخاصة والعامة في جميع أنحاء البلاد أصيبت بالشلل".
وقال إن الإضراب شمل مدن شيمويو ونامبولا وبيرا ومابوتو وغيرها.
اتهام بالتزوير
من المتوقع أن تظهر النتائج الكاملة للانتخابات الوطنية التي جرت في موزمبيق في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي هذا الأسبوع، إذ أظهرت النتائج الأولية أن حزب فريليمو الحاكم يستعد لتحقيق فوز آخر.
ويقول مرشحو المعارضة إن الانتخابات مزورة.
ويحكم حزب فريليمو الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي منذ عام 1975، واتهمه زعماء المعارضة والمجتمع المدني ومراقبو الانتخابات بتزوير الانتخابات، وهو ما ينفيه الحزب.
ورفضت اللجنة الانتخابية في موزمبيق التعليق على اتهامات التزوير. وقال مراقبون مقيمون في الولايات المتحدة إن الاقتراع لم يفِ بالمعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية، مشيرين إلى تقارير عن شراء الأصوات والترهيب وتضخيم قوائم الناخبين وقضايا أخرى.
توتر وإدانات
وتصاعدت التوترات خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد مقتل اثنين من مساعدي مرشح المعارضة موندلين بالرصاص في مابوتو.
وقال شهود إن المحامي إلفينو دياس وباولو جوامبي، مرشح حزب بوديموس الصغير الذي يدعم موندلين، كانا في سيارة عندما حاصرتهما سيارات أخرى وقُتلا بالرصاص يوم السبت.
وأكد زعيم حزب بوديموس، ألبينو فوركويلها، مقتل الرجلين، في حين أعلنت الشرطة فتح تحقيق، لكنها لم تؤكد هوية الرجلين.
ودان الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة الحادث ودعوا السلطات إلى التعرف على الجناة.
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان، "جميع الموزمبيقيين، ومن بينهم القادة السياسيون ومؤيدوهم، إلى التزام الهدوء وضبط النفس ورفض أشكال العنف كافة".
وعبّر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد عن قلقه العميق إزاء "حالات العنف التي أعقبت الانتخابات، خاصة عمليات القتل الأخيرة".
تآكل الشرعية
وقد تؤدي المؤشرات الأولية على انخفاض نسبة الإقبال في الدولة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 33 مليون نسمة إلى تآكل شرعية التصويت.
ويتنحى الرئيس فيليبي نيوسي (65 عاما) بعد فترتين، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز مرشح حزبه دانييل تشابو (47 عاما) بالمنصب.
ومن بين المرشحين الرئاسيين الآخرين أوسوفو مومادي (63 عاما) من حزب المعارضة الرئيسي رينامو، ولوتيرو سيمانجو (64 عاما) من الحركة الديمقراطية في موزمبيق.