كيف علق الدويري على تسريبات أميركية تؤكد فشل إسرائيل بتدمير حماس؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن الأيام الـ3 الماضية شهدت معركتين رئيسيتين شمالي قطاع غزة، وهو ما يدحض تصريحات قادة الاحتلال حول تفكيك الأطر العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمنطقة ويؤكد تسريبات أميركية حول ابتعاد إسرائيل عن تحقيق أهداف حربها.
وخلال تحليله لقناة الجزيرة، بين الدويري أن القاطع الشمالي عرف بالأيام القليلة الماضية معركتين الأولى: دخول قوات الاحتلال إلى شرق حيي التفاح والدرج بمدينة غزة، وكشفت عن مقاربة عسكرية مختلفة حيث يحاول جيش الاحتلال السيطرة على المناطق الحاسمة ذات القيمة التعبوية.
وأشار إلى أن المعركة الثانية تدور رحاها شرقي مخيم جباليا رغم السدود النارية المكثفة والقصف المدفعي العنيف، مضيفا أن المعركة الدفاعية لفصائل المقاومة لا تزال تدار بنجاعة وفعالية رغم فارق الإمكانات العسكرية الهائل.
وعاد الخبير الإستراتيجي إلى المنظومة الدفاعية التي كانت تنتهجها كتائب القسام -الذراع العسكري لحركة حماس- قبل العملية البرية الإسرائيلية أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكانت ترتكز على وجود لواءين (غزة والشمال)، يضمان كتائب قائمة على الدفاع المناطقي والجغرافي.
ويضيف أن تصريحات قادة الاحتلال بعد فترة طويلة من معارك غزة كانت متضاربة وفيها "مكابرة وكذب على الذات"، لكن تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي حول "قدرة القسام على إعادة بنيتها القتالية شمالي القطاع ما يستدعي عملية موسعة" كان الأصدق بينها.
وفي هذا الإطار، أوضح الدويري، أن القسام أعادت تنظيم وتأهيل كتائبها بعد استشهاد بعض قادتها وتعيين آخرين، وعدلت الأطر الدفاعية لها كتوسيع مهمة كتيبة الشجاعية بالدفاع عن المنطقة وأجزاء من حي التفاح وغيرها في إعادة رسم للخريطة الدفاعية.
يذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية -نقلت عن مصادر في المخابرات الأميركية- أن إسرائيل بعيدة كثيرا عن "تدمير حركة حماس"، رغم قتل جيشها ما بين 20 إلى 30% من مقاتلي الحركة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن تلك المصادر قولها إن حماس "لديها ما يكفي من الذخيرة لمهاجمة إسرائيل وقواتها لعدة أشهُر"، وإنها غيرت تكتيكاتها ضد الهجمات الإسرائيلية، وإن مقاتليها نفذوا عمليات ضمن مجموعات صغيرة، ونصبوا كمائن للقوات الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أقر الخبير الإستراتيجي أن الحرب على غزة ألحقت أضرارا ببعض الأنفاق وبعض منصات إطلاق الصواريخ، واستشهد بعض قادة القسام، ولكن الواقع يقول إن هذه الأضرار لم ترقَ لمستوى إرباك هيئة الأركان المسؤولة عن إدارة المعركة حيث بقي المقاتلون بنفس الروح القتالية والاندفاع.
وأشار إلى أن الأنفاق التي دُمرت ليست أنفاق القتال لأن شبكة الأنفاق التي بنيت إما أن تكون إستراتيجية أو لأغراض مختلفة.
وأكد الدويري، التسريبات الأميركية حول امتلاك حماس ذخائر تكفي لضرب إسرائيل عدة أشهر، مضيفا أن هذه التقديرات تقريبية؛ مستحضرا تصريحات سابقة حول قدرة كتائب القسام على القتال لمدة 6 أشهر.
وأشار إلى أن حماس محاصرة منذ سنوات، وتعيش بقدرة الدفع الذاتي بصورة مطلقة، وسلاحها الرئيسي يعتمد على الصواريخ التي بدأت بـ"قسام 1″ وصولا لـ"عياش 250″، وكذلك الأسلحة القصيرة؛ وهي قذائف "الياسين 105″ و"التاندوم" و"تي بي جي" التي صنعتها بالأنفاق وفق الهندسة العكسية، فضلا عن المسيّرات.
وأضاف أن حماس صنعت أسلحة لم تصل دول عربية متطورة إلى هذا المستوى من تصنيعها.