إيران تتهم إسرائيل باغتيال 5 مستشارين في الحرس الثوري بسوريا وتتوعد بالرد
اتهمت إيران إسرائيل باغتيال 5 من مستشاري الحرس الثوري في غارة جوية على ضاحية بالعاصمة السورية دمشق اليوم السبت، وتوعدت بالرد "في الوقت والمكان المناسبين".
وقتل المستشارون الخمسة جراء ما وصفته وكالة الأنباء السورية الرسمية بعدوان جوي إسرائيلي استهدف مبنى سكنيا في حي المزة بدمشق.
ووقعت عملية الاغتيال الجديدة بعد 25 يوما من غارة مماثلة استهدفت مبنى في منطقة السيدة زينب بريف دمشق وأسفرت عن مقتل المستشار العسكري البارز في فيلق القدس بالحرس الثوري رضي موسوي.
وفي ردود الفعل الإيرانية، قال الرئيس إبراهيم رئيسي إن طهران لن تترك الجريمة الإسرائيلية دون رد، مضيفا أن "جريمة الكيان الصهيوني خرق للمقررات الدولية وتمت بدعم قوى الاستكبار ومنها واشنطن".
وفي بيان نشره المتحدث باسمها ناصر كنعاني بعد ساعات من الضربة الجوية، نددت الخارجية الإيرانية بشدة بما سمته "العمل الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني"، وقالت إن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية "محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة".
وجاء في البيان أيضا أنه "بالإضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ جمهورية إيران الإسلامية بالحق في الردّ على الإرهاب المنظم للكيان الصهيوني المزيف في الزمان والمكان المناسبَين".
كما قالت الخارجية الإيرانية إن تصعيد ما وصفتها بالهجمات العدوانية والاستفزازية ضد أهداف مختلفة في سوريا يعكس عجز إسرائيل ويأسها في ساحة المعركة ضد قوة المقاومة في غزة والضفة الغربية خلال الأيام المئة الماضية.
ومساء اليوم، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن نشاط المستشارين العسكريين الإيرانيين في مكافحة الإرهاب وضمان أمن المنطقة سيستمر بقوة.
وبعد مقتل العميد رضي موسوي في غارة إسرائيلية على منطقة السيدة زينب قرب دمشق أواخر الشهر الماضي، لوحت طهران أيضا بالرد في الوقت والمكان المناسبين، وأقر وزير الخارجية الإسرائيلي -حينها- إيلي كوهين بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال موسوي.
اغتيال المستشارين
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت سابق اليوم عن مقتل 4 من مستشاريه العسكريين في منطقة المزة بدمشق، ولاحقا أكد مقتل مستشار خامس متأثرا بجراحه.
ونشر الحرس الثوري أسماء المستشارين الأربعة الذين قتلوا على الفور وهم حجة الله أميدوار، وعلي آقازاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي، مشيرا إلى مقتل عسكريين سوريين في الغارة الجوية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية أن من بين القتلى مسؤول استخبارات ساحة سوريا في فيلق القدس بالحرس الثوري ونائبه.
وقالت مصادر للجزيرة في دمشق إن المبنى المستهدف الموجود بالقرب من شعبة الأمن السياسي قد انهار بشكل كامل.
وفيما يخص ملابسات الاغتيال، قالت وكالة الأنباء السورية إن إسرائيل نفذت في الساعة العاشرة و20 دقيقة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي عدوانا جويا على مبنى سكني في حي المزة مما أسفر عن "استشهاد عدد من الأشخاص".
وأضافت الوكالة أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للهجوم وأسقطت عددا من الصواريخ الإسرائيلية.
وفي ردود الفعل، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ما سمته العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قادة من الحرس الثوري الإيراني في دمشق.
وقالت الحركة -في بيان- إن "هذه الخطوة تعبر عن محاولة الاحتلال لتصدير فشله العسكري عبر توسيع رقعة الحرب"، على حد تعبيرها.
ومنذ عام 2015، قتل عدد من قادة وأفراد الحرس الثوري في سوريا جراء هجمات إسرائيلية، وكان أحدثهم العميد رضي موسوي. وخلال هذه الفترة نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا في إطار إستراتيجية عسكرية لتقويض الوجود العسكري الإيراني هناك.