أزمتا ميانمار وبحر جنوب الصين تهيمنان على قمة آسيان بإندونيسيا

زعماء دول آسيان في افتتاح قمتهم الـ43 بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا (ويترز)

يجتمع زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الثلاثاء في إندونيسيا لإجراء محادثات من المتوقع أن تهيمن عليها أزمتا ميانمار وإصرار بكين على فرض سيادتها على بحر جنوب الصين.

وستعقب القمة محادثات مع بكين وواشنطن وقوى أخرى، حيث تسعى كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إلى الضغط على بكين لإجبارها على التراجع عن تأكيد سيادتها على الممر المائي المتنازع عليه.

وافتتح الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في جاكرتا أعمال القمة التي تستمر حتى يوم الخميس، وأكد على سعي دول الرابطة لجعل منطقة آسيان محور نمو اقتصادي، وفق تعبيره.

ويتوقع أن تطرح دول الرابطة خلال الاجتماعات تصورات لتخفيف التوتر في بحر جنوب الصين، ودعوة الدول الكبرى للتوقيع على اتفاقية لجعل منطقة جنوب شرق آسيا خالية من السلاح النووي.

كما يجتمع أعضاء رابطة آسيان لصياغة إعلان يستوعب مواقف كافة الأعضاء بشأن ميانمار، حيث يشن الانقلاب العسكري حملة قمع دامية على المعارضة.

ويكافح أعضاء رابطة آسيان، المؤلفة من 10 دول والتي يُنظر إليها دائما باعتبارها تجمعا غير فاعل، لتوحيد موقفهم حيال أزمة ميانمار منذ أن أطاح انقلاب عام 2021 بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في الدولة العضو في التكتل.

وفي مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، تُرك قسم فارغ بشأن ميانمار، مما يعكس عدم وجود توافق في الآراء بين الدول الأعضاء.

وكانت إندونيسيا رئيسة القمة قد حضت المجلس العسكري في ميانمار، الممنوعة من حضور اجتماعات آسيان، على تطبيق خطة من 5 نقاط تم التوافق عليها قبل عامين لإنهاء العنف.

لكن هذه الجهود لم تثمر، إذ يتجاهل المجلس العسكري الانتقادات الدولية ويرفض التعامل مع معارضيه.

وبدلا من ذلك، عقدت تايلند اجتماعات أحادية مع المجلس العسكري وأيضا الزعيمة المخلوعة أونغ سان سو تشي، مما أدى إلى تعميق الانقسامات داخل آسيان.

وأفاد دبلوماسي من إحدى دول جنوب شرق آسيا بأن بعض البلدان تضغط من أجل دعوة المجلس العسكري البورمي مجددا إلى اجتماعات الرابطة.

بحر جنوب الصين

وفي موضوع آخر، ستتناول القمة سلوك بكين في بحر جنوب الصين في أعقاب إصدارها خريطة جديدة الأسبوع الماضي تتعارض مع مطالبات العديد من أعضاء آسيان فيما يتعلق بالبحر.

وأثارت الخريطة غضب الدول في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادي، والرفض الشديد من الهند وماليزيا وفيتنام والفلبين.

وبحسب المسودة، سيعرب زعماء آسيان عن قلقهم بشأن "الأنشطة والحوادث الخطيرة" في البحر المتنازع عليه، التي يمكن أن تؤدي إلى "تقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".

دول شرق آسيا

ويوم الخميس، تنعقد قمة دول شرق آسيا التي تضم 18 دولة ويغيب عنها هذه المرة الرؤساء الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.

وسيمثل بكين رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، في حين يمثل موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وفي هذه القمة التي تضم الولايات المتحدة والصين واليابان والهند وروسيا، من المتوقع أن تصطدم هاريس مع نظيرها لافروف على غرار مواجهات مماثلة في اجتماعات سابقة بشأن حرب أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن هاريس ستركز خلال اجتماعاتها على "أزمة المناخ والأمن البحري".

المصدر : الفرنسية