قره باغ.. إزالة آخر مواقع الانفصاليين ونفي أممي لسوء معاملة النازحين

قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم السبت، إنها أزالت المواقع القتالية ونقاط الدعم المتقدم والتحصينات العسكرية التي انسحب منها الانفصاليون الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ بعد أن فرضت باكو سيطرتها الكاملة عليه الأسبوع الماضي إثر عملية عسكرية خاطفة.
يأتي ذلك بينما نفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقي أي تقارير عن سوء معاملة الأرمن الفارين من الإقليم، مشيرة إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص صوب أرمينيا.
وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية -في بيان لها- أن قواتها استعادت خطوط المواصلات في قره باغ، كما أزالت مراكز القتال على الطريق الرابط بين مدينتي تارتار وأغدارا، الذي كان يسيطر عليه الانفصاليون وقامت بتأمين حركة المركبات فيه.
جولة مفاوضات
من ناحية أخرى، ذكرت رئاسة الجمهورية في أذربيجان -في بيان- أن وفدي الحكومة وممثلي أرمن قره باغ، تناولا في الجولة الثالثة من المباحثات التي عقدت في مدينة يَفلاخ الأذربيجانية أمس، القضايا الإنسانية.
كما بحثا بالتفصيل خطة إعادة إدماج أرمن الإقليم التي قدمتها الحكومة، وتقرر أن تقوم مجموعة العمل التي شكلت الأسبوع الماضي لحل القضايا الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية في الإقليم، بزيارته في 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وستصل بعثة من الأمم المتحدة إلى قره باغ نهاية هذا الأسبوع بعد تلقيها دعوة من باكو، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ نحو 3 عقود.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن فريق البعثة سيسعى أثناء وجوده هناك إلى تقييم الوضع على الأرض، وتحديد الاحتياجات الإنسانية لكل من الباقين والمغادرين، بالإضافة إلى حث الجميع على احترام القانون الدولي.
سوء معاملة
على صعيد آخر، نفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تلقيها أي تقارير عن سوء معاملة الأرمن النازحين من قره باغ.
وقالت كافيتا بيلاني، ممثلة المفوضية في أرمينيا، خلال سؤالها في مؤتمر صحفي عما إذا كانت على علم بتقارير عن سوء معاملة الفارين من قره باغ، إنه "لم يتم تسجيل أي حوادث سوء معاملة".
وأكدت ممثلة المفوضية أن "الفارين قلقون بشأن ما سيحدث لهم الآن، ويشعرون بالقلق بشأن ما إذا كان بإمكان أطفالهم الحصول على التعليم".
وأشارت إلى أن المفوضية تشعر بقلق بالغ إزاء حالة الطوارئ الإنسانية سريعة التطور في أرمينيا، مع وصول أكثر من 88 ألفا و700 لاجئ في أقل من أسبوع.
وأوضحت بيلاني أن "فرق المفوضية تعمل في الميدان وعند الحدود منذ اليوم الأول، عند وصول أول دفعة من اللاجئين، وهم منهكون وخائفون ويعتريهم القلق حيال المستقبل".
وأضافت "لقد كانوا يعيشون تحت الحصار على مدى الأشهر الـ9 الماضية، كما أنهم لا يعلمون ما سيحل بالبيوت التي اضطروا إلى الفرار منها، وما إن كانوا سيتمكنون من العودة".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن "معظم الأشخاص وصلوا ومعهم عدد قليل جدا من المتعلقات ويحتاجون إلى مساعدة طارئة عاجلة، بما في ذلك البطانيات والدعم الطبي والنفسي الاجتماعي والمأوى على المدى القريب".
وقد نفى حكمت حاجييف المستشار الدبلوماسي للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الاتهامات الموجهة لبلاده بارتكاب "تطهير عرقي" في قره باغ، مؤكدا أن لسكان الإقليم الحرية في المغادرة أو البقاء.
وأضاف -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- "نحن نمتنع عمدا عن رفع الأعلام الأذربيجانية.. ونعلم أنه لا يزال هناك مدنيون وندرك مخاوفهم".
دعم أوروبي
وقد أعلن مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية، اليوم السبت، أن أرمينيا طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدتها في استقبال اللاجئين القادمين من قره باغ.
وذكر مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية -في بيان- أن يريفان طلبت من الاتحاد توفير ملاجئ مؤقتة وإمدادات طبية، مشيرا إلى أن روما تعمل على تعزيز سبل إرساء الاستقرار في المنطقة.
مقتل جندي
في سياق آخر، قالت وزارة الدفاع في أذربيجان السبت إن أحد جنودها قتل برصاص قناصة القوات الأرمينية في منطقة كالباجار الحدودية، لكن أرمينيا سرعان ما نفت وقوع حادث من هذا النوع.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الأرمينية قولها إن التقرير غير صحيح، من دون الخوض في تفاصيل.
كما أعلنت النيابة العامة الأذربيجانية إلقاء القبض على المدعو دافيد بابايان، وزير خارجية "الكيان الأرمني" في قره باغ والملاحق قضائيا.
وأضافت أن "بابايان من بين المتورطين في اعتداءات بصواريخ باليستية خلال معارك قره باغ" عام 2020، شأنه في ذلك شأن كثير من مسؤولي هذا "الكيان الأرمني".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأذربيجانية أطلقت في 19 سبتمبر/أيلول الجاري عملية عسكرية "ضد الإرهاب" في قره باغ بهدف "إرساء النظام الدستوري" في الإقليم، وتمكنت بعد معارك دامت ساعات فقط من فرض اتفاق لوقف إطلاق النار على الانفصاليين الأرمن، تخلوا بموجبه عن أسلحتهم وأخلوا جميع مواقعهم العسكرية المتبقية في الإقليم.