الناتو يقدم دعما إضافيا لأوكرانيا ووزراء خارجية أوروبا يجتمعون قريبا بكييف

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ -اليوم الخميس- من كييف مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا، وتعهد بمواصلة دعمها، وفي حين تشهد محاور القتال في دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق) اشتباكات عنيفة، قال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون قريبا في بلاده.
والتقى ستولتنبرغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، وتزامنت زيارته مع زيارة لوزيري الدفاع البريطاني غرانت شابس والفرنسي سيباستيان لوكورنو لبحث تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأعلن الأمين العام للناتو أن الحلف أبرم عقودا لتسليم ذخائر لأوكرانيا بقيمة 2.4 مليار يورو، مشيرا إلى أن الحلفاء سبق أن قدموا مئات الملايين من اليوروهات لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وقال ستولتنبرغ إن الحلف الأطلسي سيواصل دعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر، مضيفا أنها أصبحت أقرب من أي وقت مضى للناتو.
وتابع أن القوات الأوكرانية تحقق مكاسب ميدانية بشكل تدريجي، متهما روسيا بأنها تقاتل من أجل ما وصفها بأوهام إمبريالية.
تعزيز الدفاعات الجوية
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إنه بحث مع الأمين العام للحلف الأطلسي تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده.
ونشر زيلينسكي مشاهد من لقائه مع وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في القصر الرئاسي بكييف، وقال إن تعاون البلدين في المجال العسكري يوسع قدرات الجنود الأوكرانيين بشكل كبير في ساحات المعارك.
من جانبه، قال شابس إن بلاده ستعمل بلا كلل لجمع الشركاء لمساعدة أوكرانيا في هزيمة ما سماه غزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غير القانوني.
وتأتي زيارة كل من الأمين العام للناتو ووزيري دفاع فرنسا وبريطانيا قبيل انعقاد منتدى الصناعات الدفاعية الأول في كييف، حيث من المقرر أن يلتقي المسؤولون الأوكرانيون ممثلين عن أكثر من 160 شركة دفاع و26 دولة.
اجتماع أوروبي بكييف
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون قريبا اجتماعا في كييف، وسيكون أول اجتماع لهم خارج حدود الاتحاد.
وأضاف كوليبا -في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الأوكرانية- أن الاجتماع المرتقب يشير إلى أن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من المشروع الأوروبي، حسب تعبيره.
وكانت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا عبرت أمس الأربعاء عن أملها في أن يبدأ الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام مفاوضات لانضمام أوكرانيا ومولدوفا إليه.

وضع الجبهات
في التطورات الميدانية، أعلن الجيش الأوكراني اليوم الخميس أن قواته خاضت أكثر من 20 اشتباكا مع القوات الروسية على مختلف جبهات القتال في الساعات القليلة الماضية.
وأضاف أنه نجح في صد هجمات روسية في مقاطعة دونيتسك، وتابع أنه يواصل الهجوم في محور زاباروجيا الجنوبي باتجاه مدينة ميليتوبول على بحر آزوف.
كما قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية نفذت قصفا مكثفا في كل من زاباروجيا ودونيتسك.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة من الجنود الأوكرانيين سلموا أنفسهم للقوات الروسية في محور زاباروجيا، حيث تتواصل الهجمات على خطوط دفاع الجيش الروسي من دون تحقيق نتيجة، حسب الوزارة.
وكان قائد العمليات الأوكرانية بالمنطقة الجنوبية أولكسندر ترنافسكي قال أمس الأربعاء إنه إذا تمكنت قواته من بلوغ منطقة توكماك بزاباروجيا فإن اندفاعها سيكون قويا وسريعا نحو مدينة ميليتوبول الخاضعة للسيطرة الروسية.
وعلى الجبهة الشرقية في دونيتسك، تحدث الطرفان الأوكراني والروسي عن صد هجمات شنها الطرف الآخر في محيط قريتي كليشيفكا وأندرييفكا جنوب مدينة باخموت. وكانت القوات الأوكرانية أعلنت قبل أيام أنها استولت على القريتين، وهو ما نفته موسكو.
وفي تطورات متزامنة، أعلن الجيش الأوكراني اليوم الخميس أنه اعترض 34 طائرة مسيرة من أصل 44 مسيرة من طراز "شاهد" إيرانية الصنع أطلقت ليلا على أدويسا وميكولاييف (جنوب) ومناطق أخرى داخل البلاد.
ووصفت المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية الأوكرانية ناتاليا غومينوك الهجوم الروسي بالكبير.
إعادة الإعمار
في موضوع آخر، قالت ممثلة الولايات المتحدة الخاصة لإعادة بناء اقتصاد أوكرانيا بيني بريتزكر إن إعادة إعمار أوكرانيا لا يمكن أن تنتظر حتى نهاية الحرب، ويجب أن تبدأ الآن.
وأضافت بريتزكر -في تصريحات للصحفيين في بروكسل أمس الأربعاء- "أن الجهود طويلة المدى لإنعاش الاقتصاد الأوكراني يجب أن تحصل الآن، ويجب أن تبدأ الآن، حتى في خضم الحرب والقتال المستمرين".
وتابعت وزيرة التجارة السابقة في عهد باراك أوباما أن تكلفة إعادة الإعمار في أوكرانيا ستكون "كبيرة"، مشددة على أهمية إشراك القطاع الخاص.
كما قالت المسؤولة الأميركية إنها على اتصال مع أكثر من 30 شركة مهتمة بالاستثمار في أوكرانيا.
وأضافت أن لدى أوكرانيا احتياجات هائلة في مجالات السكن والنقل والبنى التحتية وقطاع الطاقة، ودعت كييف إلى تنفيذ إصلاحات لتوفير البيئة الملائمة للشركات الغربية.
ويقدر البنك الدولي أن أوكرانيا ستحتاج إلى أكثر من 400 مليار دولار لإعادة الإعمار.