النازحون من قره باغ يتدفقون على أرمينيا ورئيسا تركيا وأذربيجان يبحثان التطورات

يواصل السكان الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ -اليوم الاثنين- التدفق على أرمينيا بعد أيام من استعادة أذربيجان السيادة على الإقليم إثر عملية عسكرية خاطفة، في حين يلتقي الرئيسان الأذربيجاني والتركي في منطقة ناختشيفان الأذربيجانية.
وأعلنت الحكومة الأرمينية أن 4850 شخصا من سكان قره باغ وصلوا إلى أرمينيا حتى ظهر اليوم.
من جهتها، أفادت وكالة رويترز بأن العشرات من سكان ستيباناكيرت (أو خانكندي بالأذرية) -عاصمة إقليم قره باغ- يجمعون أمتعتهم ويستعدون لمغادرة المدينة على متن حافلات ووسائل نقل أخرى باتجاه أرمينيا.
وقالت قيادة الأرمن في الإقليم اليوم إن جميع الراغبين في المغادرة إلى ستتاح لهم الفرصة، وأضافت أنهم سيتم نقلهم بواسطة قوات حفظ السلام الروسية، مشيرة إلى اختناقات مرورية على الطرق المؤدية إلى الأراضي الأرمينية.
وكانت دفعة أولى من النازحين الأرمن وصلت أمس الأحد إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين، ووفرت السلطات الأرمينية أماكن إيواء مؤقتة لهؤلاء النازحين في فنادق ومنشآت أخرى.
وقالت وزارة الداخلية الأذربيجانية أمس إنها ستوفر وسائل لنقل الانفصاليين الأرمن الذين وضعوا سلاحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، وسيتم السماح لهم بالمرور من قره باغ إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الأذربيجانية بأن اجتماعا جديدا بدأ بين الحكومة وممثلي أرمن قره باغ في مدينة خوجالي وسط الإقليم.
وقبل العملية العسكرية الأذربيجانية التي دفعت الانفصاليين للاستسلام وإلقاء السلاح، كانت التقديرات تشير إلى أن هناك 120 ألف ساكن في قره باغ.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان جدد أمس استعداد بلاده لاستقبال النازحين الأرمن إذا أصبحت إقامتهم في الإقليم مستحيلة، بحسب تعبيره.
وقبل ذلك، تحدث باشينيان عن استعداد يريفان لاستقبال 40 ألف عائلة أرمينية، مما يعني كل أرمن ناغورني قره باغ تقريبا.
تعزيز السيطرة
وبينما يغادر السكان الأرمن نحو وطنهم الأم، تعزز سلطات أذربيجان تدريجيا سيطرتها على إقليم ناغورني قره باغ، وسط مؤشرات على قرب حسم الصراع الطويل بين أذربيجان وأرمينيا.
وفي الإطار، قال المكتب الإعلامي في الرئاسة الأذربيجانية إنه تم فصل مدينة خانكندي عن نظام الطاقة في أرمينيا وربطها بنظام الطاقة في أذربيجان.
وفي غضون ذلك، تواصل السلطات الأذربيجانية جمع الأسلحة والذخائر التي تركها الانفصاليون الأرمن.
وقال جهاز أمن الدولة في أذربيجان إن حقوق وحريات المواطنين الأرمن الذين يسلمون أسلحتهم ويمتثلون لقوانين وتشريعات الدولة مكفولة بالكامل.
وحث الجهاز السكان الأرمن في قره باغ على الامتناع عما سماها الأفعال غير القانونية التي تهدد تنمية الإقليم مثل تدمير الممتلكات والوثائق.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان اليوم عن مقتل اثنين من جنودها عندما مرت شاحنتهم فوق لغم مضاد للدبابات.
وفي وقت تشدد فيه باكو على إدماج السكان الأرمن بعد استعادة السيادة على قره باغ، أصدرت الخارجية الأذربيجانية اليوم بيانا عبرت فيه عن رفضها لما سمتها محاولة فرنسا تطبيق ممارساتها الاستعمارية الجديدة عبر دعم الانفصاليين في الإقليم.

لقاء أردوغان وعلييف
في تطور آخر، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إلى منطقة ناختشيفان الأذربيجانية للقاء نظيره الأذربيجاني إلهام علييف.
وأفادت الرئاسة التركية بأن أردوغان وعلييف سيناقشان التطورات الأخيرة في ناغورني قره باغ.
كما سيتم وضع حجر الأساس لخط أنبوب نقل الغاز الطبيعي بين ناختشيفان الأذربيجانية وإغدير في تركيا.
وكان الرئيسان التركي والأذربيجاني أعلنا في يونيو/حزيران الماضي أنهما يريدان تكثيف الجهود لفتح ممر بري يربط تركيا بالأراضي الرئيسية لأذربيجان عبر ناختشيفان وأرمينيا، وهو مشروع طويل الأمد ومعقد.
يذكر أن الرئيس التركي أعلن دعمه العملية العسكرية الأذربيجانية الأخيرة في قره باغ.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام أرمينية أمس أن هناك تحضيرات لعقد مباحثات بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكان باشينيان اعتبر أمس أن هجمات أذربيجان المتكررة وإغلاق ممر لاتشين تثير تساؤلات بشأن أهداف بعثة حفظ السلام الروسية في قره باغ.
التوتر بين روسيا وأرمينيا
وفي موضوع التوتر بين روسيا وأرمينيا على خلفية التطورات الأخيرة في قره باغ، رفض الكرملين اليوم محاولة يريفان إلقاء اللوم على موسكو أو على قوات حفظ السلام الروسية، وقال إن أرمينيا تبقى حليفا لروسيا وإن الحوار معها مستمر على مستويات مختلفة.
كما قال الكرملين إن من غير الممكن الحديث حاليا عن مدة بقاء قوات حفظ السلام الروسية في إقليم ناغورني قره باغ.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قال أمس إن تحالفات بلاده الحالية غير مجدية، وفي المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يريفان بمفاقمة التوتر في قره باغ.
اعتقالات في أرمينيا
في الأثناء، تواصلت في العاصمة الأرمينية يريفان ومدن أخرى المظاهرات المنددة بموقف حكومة نيكول باشينيان من الأحداث الأخيرة في ناغورني قره باغ.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الداخلية الأرمينية قولها إن الشرطة اعتقلت اليوم ما لا يقل عن 142 شخصا في العاصمة يريفان.
وكان مجلس الأمن القومي الأرميني أعلن أمس إحباط محاولة للاستيلاء على السلطة، واعتقال 8 أشخاص على صلة بالقضية.
ويطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بتقديم استقالته، إذ يحملونه مسؤولية فقدان أرمن قره باغ السيطرة على الإقليم.