أرمينيا تحبط محاولة انقلابية وروسيا تتهمها بمفاقمة التوتر في قره باغ

عناصر شرطة يعتقلون متظاهرين خلال مسيرة تطالب باستقالة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان (رويترز)

أفاد مراسل الجزيرة بأن مجلس الأمن القومي الأرميني أعلن إحباط محاولة للاستيلاء على السلطة، واعتقال 8 أشخاص على صلة بالقضية، في حين اتهمت روسيا قادة أرمينيا بمفاقمة التوتر في إقليم ناغورني قره باغ، وأبدت أملها أن يبقى البلد في فلك موسكو رغم الاضطراب الذي يعيشه بعد استعادة أذربيجان السيطرة على الإقليم الانفصالي.

ويأتي الإعلان عن إحباط المحاولة الانقلابية وسط احتجاجات مستمرة منذ أيام ضد رئيس الوزراء نيكول باشينيان، على خلفية الأحداث الجارية في قره باغ.

وكانت قوات الأمن الأرمينية اعتقلت عددا من المحتجين في ساحة الجمهورية (وسط العاصمة يريفان). وأفاد مراسل الجزيرة بأن المحتجين حاولوا قطع الشوارع المؤدية إلى الساحة حيث يقع مبنى الحكومة الأرمينية.

من جهتها، أعلنت السلطات فتح قضايا جنائية في حق 48 شخصا اعتقلوا خلال المظاهرات، ووضعت 5 منهم رهن الاعتقال. ويطالب المحتجون رئيس الوزراء الأرميني بالاستقالة على خلفية الأحداث في إقليم قره باغ.

أرمن قره باغ يبدؤون المغادرة

ونشرت وسائل إعلام أرمينية وروسية -اليوم الأحد- مشاهد لوصول أول دفعة من أرمن قره باغ إلى أرمينيا تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال العدائية.

وكانت قيادة منطقة ناغورني قرة باغ قالت لرويترز -اليوم الأحد- إن المنتمين لعرقية الأرمن في المنطقة سيغادرونها إلى أرمينيا، إذ إنهم لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان، ويخشون من التطهير العرقي.

إعلان

وأشارت إلى أن قوات حفظ السلام الروسية سترافق الأسر المشردة في المنطقة إلى أرمينيا إذا أرادت. وأضافت -في بيان نشر على فيسبوك- "نبلغكم أن الأسر التي باتت مشردة نتيجة العمليات العسكرية التي جرت مؤخرا وعبرت عن رغبتها في المغادرة سترافقها قوات حفظ سلام روسية".

وقال ديفيد بابايان مستشار رئيس "جمهورية أرتساخ" -التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد- "شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان، و99.9% يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية".

وأضاف أن من غير الواضح متى سيتوجه الأرمن في قره باغ، وعددهم نحو 120 ألف نسمة، إلى ممر لاتشين.

وتابع قائلا "مصير شعبنا المسكين سيسطره التاريخ كعار ووصمة على جبين الأرمن والعالم المتحضر بأسره. المسؤولون عن مصيرنا هذا سيحاسبون يوما ما أمام الله على خطاياهم".

وجدد رئيس الوزراء الأرميني استعداد بلاده لاستقبال أرمن قره باغ إذا أصبحت إقامتهم في هذا الإقليم مستحيلة، حسب تعبيره.

ورأى باشينيان أن هجمات أذربيجان المتكررة وإغلاق ممر لاتشين يثيران تساؤلات بشأن أهداف بعثة حفظ السلام الروسية في الإقليم.

اتهامات روسية

واتهمت روسيا قادة أرمينيا بمفاقمة التوتر في قره باغ، في حين تبادل وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بشأن التصعيد في إقليم ناغورني قره باغ.

وفي كلمة ألقاها بالأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القوى الغربية "تحرك الخيوط" لتقويض النفوذ الروسي، مضيفا أنه "مع الأسف القيادة في أرمينيا تصبّ من وقت لآخر بنفسها الزيت على النار".

ونشرت قوات حفظ سلام روسية حول ناغورني قره باغ لمراقبة وقف إطلاق النار، عقب جولة سابقة من القتال عام 2020 في الإقليم الذي كان يديره الانفصاليون الأرمينيون منذ عقود.

وتظاهر أرمينيون أمام السفارة الروسية في يريفان معربين عن غضبهم، في حين اتهم بعضهم موسكو بأنها مشتتة بسبب حربها في أوكرانيا.

إعلان

وردا على اتهام أحد كبار السياسيين الأرمن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم الإقليم لأذربيجان، قال لافروف "من السخافة اتهامنا بذلك"، مضيفا "نحن مقتنعون بأن الشعب الأرمني يتذكر تاريخه".

وأعرب عن ثقته في أن الأرمن سيظلون مرتبطين بـ"روسيا والدول الصديقة الأخرى في المنطقة، بدلا من أولئك الذين يقفزون عليها من الخارج".

 

تبادل الاتهامات بين أذربيجان وأرمينيا

من ناحية أخرى، قال وزير خارجية أذربيجان جيهون بيرموف -في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- إن بلاده عرضت السلام على أرمينيا، إلا أنها لم تلتزم بتعهداتها السابقة، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة من أجل السلام ظلت رهينة لسياسة الانتقام الأرمينية.

في المقابل، قال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان إن التحركات العسكرية ضد سكان قره باغ تزعزع استقرار المنطقة، موضحا أن بلاده بذلت جهودا كبيرة لتحقيق السلام، ولكن أذربيجان تلجأ للقوة.

ودعا الوزير الأرميني إلى الانتشار الفوري لبعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان والأمن في إقليم قره باغ. وأضاف -في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- "يجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل الجهود من أجل النشر الفوري لبعثة مشتركة بين الوكالات من الأمم المتحدة في ناغورني قره باغ، بهدف مراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض".

ميدانيا، قالت سلطات الأرمن في الإقليم إنها بدأت حلّ جيشها المعروف باسم "جيش الدفاع في أرتساخ"، وسحب قواتها من خطوط الاشتباك والمواقع القتالية.

وأضافت -في بيان- أنه وبموجب اتفاق وقف القتال، فإنها ستبدأ تنفيذ ما اتفق عليه مع أذربيجان، ويتضمن ذلك -أيضا- تنظيم مشاورات سياسية بشأن مستقبل الإقليم وشعبه.

مساعدات إنسانية

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن 4 شاحنات تابعة للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين -أمس السبت- باتجاه إقليم قره باغ، كما عبرت قافلة شاحنات تابعة لقوات حفظ السلام الروسية الممر وتحمل مواد غذائية ووقودا ومواد أخرى.

إعلان

وعرض الجيش الأذربيجاني أمام صحفيين على مرتفعات عاصمة الإقليم ستيبانا كيرت مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين منذ هجومه الخاطف مطلع الأسبوع على هذه المنطقة الانفصالية ذات الأغلبية الأرمينية.

وقالت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي -التقتها وكالة الصحافة الفرنسية عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة- إن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين، لتنقل 70 طنا من المساعدة الإنسانية للسكان".

ونفى ممثلو أرمن الإقليم دخول الجيش الأذربيجاني مدينة ستيبانا كيرت عاصمة الإقليم، وأكدوا أن القوات الموجودة على أطرافها هي قوات حفظ سلام روسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان