ما الذي دفع أرمينيا للتنصل من أرمن قره باغ؟
تنصلت الحكومة الأرمينية من المسلحين الأرمن الذين كانوا يقاتلون ضد أذربيجان في إقليم ناغورني قرة باغ، وذلك بعد الهزيمة الساحقة التي تعرضوا لها الثلاثاء وأدت إلى قبولهم تسليم أسلحتهم كاملة بناء على مقترح روسي.
وكانت أذربيجان علقت الأربعاء عملياتها العسكرية ضد الانفصاليين الأرمن في قره باغ شريطة إلقاء سلاحهم ومعداتهم الثقيلة، وإخلاء كافة مواقعهم بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الروسية.
جاء ذلك بعد تجدد القتال بين الجانبين الثلاثاء على طول نقاط التماس، قبل أن تعلن باكو صباح الأربعاء وقف العمليات بناء على اتفاق اقترحته وضمنته روسيا.
ورغم مراقبة السلطات الأرمينية الوضع في قره باغ عن كثب، فإنها لم تكن طرفا في اتفاق وقف القتال الأخير الذي رعاه الروس، ولم تشارك حتى في المفاوضات حسب ما أعلنه رئيس وزرائها نيكول باشينيان.
وقال باشينيان -في كلمة متلفزة- إن بلاده علمت بوقف القتال من مواقع الأخبار، وإنها اطلعت على نص الاتفاق لكنها لم تكن طرفا فيه ولا في المفاوضات التي أفضت إليه.
وأبدى باشينيان استغرابه من أن نص الاتفاق يشير إلى إخراج القوات المسلحة الأرمينية المتبقية في الإقليم، مضيفا "بالنسبة لنا هذا غير مفهوم.. صرحنا في أكثر من مناسبة أنه لا وجود عسكريا لأرمينيا هناك منذ أغسطس/آب 2021".
ووفقا للجيش الأذربيجاني، فقد نص الاتفاق على إلقاء الجماعات المسلحة غير الشرعية الموجودة في المنطقة أسلحتها ومواقعها العسكرية والقتالية ومعداتها الثقيلة بشكل الكامل، وذلك بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الروسية.
ولعبت روسيا دورا حاسما في الاتفاق؛ ليس فقط لأن قواتها لحفظ السلام تدخلت للمساعدة في إجلاء المدنيين من مناطق القتال في الإقليم، بل لأن أطراف الصراع هناك قبلت مقترح قيادة القوات الروسية بوقف إطلاق النار.
ورغم استجابة المسلحين من أرمن الإقليم لشروط باكو فإن سلطات قره باغ حريصة على القول إن موافقتها أخذت في الحسبان الوضع الحالي وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل لإنهاء الحرب.
وطالبت أرمينيا مرارا بضمانات أمنية دولية لأرمن قره باغ، غير أن هذا لم يجعلها في منأى عن الانتقادات الشعبية لإدارتها ملف النزاع في الإقليم.
واحتشد آلاف المحتجين في العاصمة يريفان اعتراضا على ما يرونه خذلانا من سلطات بلادهم لأبناء قوميتهم في "آرتسخ" (كما يطلقون على إقليم قره باغ)، بعدما تلقت القوات العسكرية الأرمينية انتكاسات متتالية من الجانب الأذري، قبل أن تحمل على حل نفسها وتسليم ما تملكه من سلاح.
وبعد تعليق العمليات، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن بلاده حققت كل أهدافها واستعادت سيادتها خلال يوم واحد من العمليات في قره باغ، وأضاف في خطاب أن باكو اتخذت على الفور الخطوات اللازمة وعاقبت العدو على النحو الصحيح.
وتوعد علييف من سماهم "الإرهابيين" بالعقاب، مؤكدا أن أي استفزاز من جهتهم سيقابل برد لائق، حسب تعبيره.